اهتمت صحيفة نيويورك تايمز بتسليط الضوء على موقف العرب من الأنشطة النووية الإيرانية، وقالت إنه فى الوقت الذى يصعد فيه الغرب حدة الضغط على إيران بسبب برنامجها النووى المثير للجدل، زاد قلق الحكومات العربية، خاصة حكومات الدول الصغيرة والغنية بالنفط فى الخليج الفارسى. وينبع هذا القلق ليس فقط من احتمال وجود جارة مسلحة نووياً، وإنما من أن تكون هذه الجارة سبباً فى زعزعة استقرار المنطقة إذا ما ضغط عليها الغرب بشدة. تقول الصحيفة، إن إيران تبنت موقفاً عنيداً إزاء برنامجها النووى، وبدلاً من أن تبدى ندمها على امتلاك مفاعل نووى جديد لتخصيب اليورانيوم قامت باختبار صواريخ قصيرة وطويلة المدى ضاربة عرض الحائط بالضغوط الدولية، وهو الأمر الذى أثار قلق جيرانها من العرب فى الشرق الأوسط نظراً لحصولها على دعم حزب الله فى لبنان وحماس فى غزة. وتنقل الصحيفة عن السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية قول "إذا ضغط الغرب على إيران، بغض النظر عن وسيلة هذا الضغط.. هل تعتقد أن الإيرانيين سيقفون مكتوفى الأيدى أم سينتقمون، أغلب الظن سيكون ردهم هو الانتقام، ولكن أين سيكون مكان هذا الرد؟. ومن المرتقب أن تجتمع إيران اليوم، الخميس، مع ست قوى عالمية للتفاوض بشأن مجموعة من القضايا فى أول لقاء يجمع بين واشنطنوطهران منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وعلى ما يبدو ستدخل إيران هذه المباحثات وقد أضعفها نزاع سياسى مرير فى البلاد، والإعلان عن امتلاكها منشأة نووية سرية بالقرب من مدينة قم. ترى الصحيفة أن جيران إيران فى الخليج الفارسى لديهم قناعة متزايدة بأن طهران لن تتخلى عن تطوير أسلحتها النووية، على الرغم من تأكيدها أن برنامجها النووى مخصص لأغراض سلمية فقط. وتوقع بعض المحللين نشوب سباق إقليمى للتسلح فى المنطقة، خاصة فى الدول الضعيفة مثل البحرين، التى قد تدعو القوى النووية لوضع أسلحتها فى أراضيها كرادع، ويذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تمتلك بالفعل قاعدة بحرية فى العاصمة المنامة. ويرى عبد الخالق عبد الله، أستاذ علوم سياسية فى جامعة الإمارات، أن "دول الخليج تُنصح بتطوير إستراتيجية خاصة على افتراض أن إيران ستصبح قوى نووية، فإيران تدفع جميع من فى المنطقة للدخول فى سباق للتسلح". وفى نفس السياق، يقول مدير مركز أبحاث بارز فى دبى، إنه سيكون من الأفضل أن يشن الغرب أو إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران، وعدم السماح بخروجها كقوة نووية تهدد استقرار المنطقة. ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين الإقليميين أن الخوف من وجود إيران نووية قد يسفر عن نتائج إيجابية متمثلة فى تشجيع مسئولين فى مصر والمملكة العربية السعودية على العمل بجد للمصالحة مع القادة فى سوريا التى تقاربت مع إيران فى السنوات الأخيرة، بينما توترت علاقتها كثيراً مع الدول العربية.