ينشر "اليوم السابع" أهم ملامح الإستراتيجية التى أعدتها الجمعيات الأهلية لمحو الأمية وتعليم الكبار بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والتى استعانت بتقارير منظمة اليونسكو، والتى أكدت أن عدد الأميين فى العالم يبلغ 774 مليون شخص 64 % منهم نساء، وفى مصر أشارت الإحصائيات أن عدد الأميين بها نحو 14.2 مليون نسمة. وأعدت الجمعيات الأهلية إستراتيجية لتنفيذ إسهامات جادة فى محو الأمية، لامتلاكها رصيد من الخبرة أكثر من 60 سنة، يتمثل فى "المنهج، وطرق التدريس، وتوظيف الموارد المختلفة، والمشاركة المجتمعية، وبناء قدرات الميسرين والميسرات، مؤكدة أن توفير التعليم يقع على عاتق المؤسسات الحكومية، إلا أن أعباءه ومتطلباته البشرية والمادية تتطلب شراكة متكاملة بينها وبين المؤسسات الأهلية. أما المبادئ والاتفاقيات الدولية التى تنطلق منها الإستراتيجية، فكانت مبادئ "باولو فريرى" فى التعليم المرتبط باحتياجات وواقع الدارسين الذى يناقض كونهم متلقين لمعلومات مثل بنك المعلومات لكن كدارسين واعين وناقدين لواقعهم، ومبدأ فعالية ومشاركة كافة المؤسسات المعنية "المؤسسات الحكومية والأهلية والنقابات المهنية والاتحادات إضافة إلى القطاع الخاص"، وإتاحة الفرص للدارسين وأسرهم للمساهمة الفاعلة فى ابتكار. وتعتمد على تعزيز أساليب التعلم النشط والبحث عن أدوات فاعلة للمعرفة والإنتاج، استنادا إلى مواردهم البشرية والمادية، وأن محو الأمية حق من حقوق الإنسان واحتياج أساسى للتنمية القومية؛ محو الأمية احتياج عملى وقضية وطنية يجب أن تتضافر كل الأطراف فى المجتمع والاقتصاد القومى لمواجهتها؛ لا تستطيع أن تنفرد جهة واحدة بهذه المهمة، ودمج أفقر طبقات المجتمع للعمل على تطبيق التمييز الإيجابى فى صالح المرأة والريف لتصحيح التوازنات المختلة، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتأمين فرص متكافئة للفتيات والسيدات فى الحصول على التعليم الجيد. وصنفت الإستراتيجية الدارسين، تبعا لمحاور دافعية الدارس والسن، فكانت "فئة تحتاج إلى استكمال التعليم، وأخرى تحتاج إلى شهادة لتحسين وضعهم المهنى، وغيرهم تحتاج إلى التعلم ولا تحتاج إلى شهادة مع التأكيد على أن أى دارس بالتصنيفات الثلاثة لابد من إنجازه". وتعمل الإستراتيجية المقدمة من الجمعيات فى مجال التعليم غير النظامى فى إطار يشمل تغيير سياسات وإعداد برامج وبناء قدرات حول ست محاور أساسية متمثلين فى "توفير بيئة تعلُّم تدعم قدرة الناس على قراءة واقعهم وتزودهم بالمعارف والاتجاهات، من أجل أن يغيروا واقعهم وتمكنهم من الفعل الإيجابى والتأثير عليه، وإعداد وتصميم برامج ومناهج جديدة وتطوير القائم منها بشكل يعكس الغنى والتنوع الثقافى والاجتماعى للدارسين، وتمهين القائمين بالتدريس فى قطاع تعليم الكبار عن طريق تأسيس "معهد لميسرى ومعلمى الكبار"، واعتمادهم تربوياً من خلاله، وإعادة صياغة وتوزيع الأدوار للهيئات المختلفة العاملة فى مجال تعليم الكبار ودعم اللامركزية مع توفير متابعة تؤدى إلى رفع مستوى الممارسات فى القطاع. ووضع خطة إستراتيجية لعمل الشبكة واللوائح التنظيمية للشبكة والمعهد، وتكوين كيان داعم لمساندة قضايا تعليم الكبار ومحو الأمية بالمجتمعات وإعداد وتأهيل مؤسسات المجتمع للمشاركة فى قضايا تعليم الكبار، وذلك من خلال شراكة فعالة مع هيئة تعليم الكبار، وأخيرا التعاون مع هيئة تعليم الكبار لتخطيط وتنفيذ حملة إعلامية، وللتسويق المجتمعى لإرساء "حق الكبار فى التعليم" وحث الأميين ولتحريك المجتمع عامة للمشاركة وللاستفادة من أنشطة محو الأمية والتعلم المستمر. وفيما يتعلق بالبيئة الخاصة بالتعليم، أوضحت أنها تعتمد فى الأساس على تدريب المعلمين بالتعليم غير الرسمى على كيفية بناء بيئة صفية إيجابية، والاهتمام بالأنشطة ال"لا صفية" والأنشطة الحرة مع طلاب المدارس حيث هامش الحرية أوسع بما ينعكس إيجابياً على أجواء التعلم، و تدريب المعلمين والميسرين على طرق وتمرينات متنوعة تساعدهم على تقوية التواصل بينهم وبين الدارسين وبين الدارسين بعضهم البعض، وتمكين العاملين فى المشروعات التنموية من دمج المهارات الأساسية فى القراءة والكتابة والحساب والمهارات الحياتية فى المضمون الأساسى للمشروعات التنموية. وأكدت الإستراتيجية ضرورة التعاون بين الجمعيات التنموية ذات الخبرة من أجل تطوير وتصميم مناهج وأدوات تعلّم، لحصر ما هو موجود من برامج ومناهج تنموية وتربوية قائمة مبنية على خبرات ميدانية تنفذها الجمعيات وإعادة استخدامها أو تطويرها، وإعداد مناهج للقراءة والكتابة: نابعة من احتياجات الناس وحياتهم اليومية، تنطلق من أرضية حقوقية، وترتبط بالبرامج التنموية والتربوية الأخرى، بالإضافة إلى تدريب مُعدّى البرامج والمناهج على تصميمها وكيفية تقديمها. وتشارك بالإستراتيجية جمعيات وشركات تضم "الشركة المصرية للدراسات والتدريب والتنمية الإدارية، وجمعية تنمية المجتمع ورعاية الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بسوهاج، وجمعية الجزويت والفرير للتنمية بالمنيا، وكاريتاس مصر، ومؤسسة سلامة موسى، ومؤسسة تنمية الأسرة المصرية، والهيئة القبطية الإنجيلية CEOSS، وجمعية الصعيد للتربية والتنمية، وجمعية الصعيد للتربية والتنمية بأسيوط، وجمعية المرأة والمجتمع، والجمعية المصرية للتنمية الشاملة، وجمعية حواء المستقبل، والجمعية النسائية لتحسين الصحة بقنا.