سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نرصد معاناة رجال الأمن الإدارى بالجامعات.. يواجهون الموت يوميا ويتقاضون ملاليم شهرياً.. يحرسون الجامعات بدون سلاح فى البرد والقيظ.. وطلاب الإخوان يتعاملون معهم كأنهم جيش الاحتلال الإسرائيلى
أشخاص عاديون يحملون نفس ملامحنا، يقفون تحت حرارة الشمس الحارقة فى الصيف حول أسوار الجامعة، وأمام بوابتها الرئيسية، يتحملون برودة الشتاء القارص، من أجل تأمين دخول وخروج الطلاب ومساعدتهم فى الدخول إلى كلياتهم بانتظام، لا يحملون أية أنواع من الأسلحة، وربما كانوا طلابا فى يوم من الأيام بين أسوار نفس الجامعة أو حاصلين على مؤهلات متوسطة، ويتم تدريبهم داخل مركز تدريب للتصدى للتظاهرات، وحالات الشغب، وكيفية مواجهة الأزمات، إنهم أفراد الأمن الإدارى، الذين يتحملون أعمال العنف وتسيل دماؤهم بين الحين والآخر، وربما لا يكمل بعضهم عمله بسبب الإصابات التى قد تسبب له عاهات مستديمة، حيث يتعامل معهم طلاب الإخوان كأنهم من جيش الاحتلال الإسرائيلى جاءوا لاحتلال الجامعة وليس لتحقيق الأمن. أفراد الأمن الإدارى الذين يتقاضون جنيهات معدودات نهاية كل شهر، ويتعرضون للموت بصفة يومية من إرهاب طلاب الجماعة المحظورة وعنفها، فهم لا يواجهون طلابا يحملون كتبا وكراريس وأقلام، وإنما بلطجية يحملون السلاح الأبيض والنارى على حد سواء، يتعامل مع الأمن الإدارى وكأنه خصمه. أفراد الأمن الإدارى الذين يقفون أمام أبواب الجامعات لم يأتوا من الشارع أو من بيوتهم مباشرة إلى الجامعة، وإنما تعرضوا لتدريبات مكثفة، وتدريبات تمتد الدورة التدريبية الواحدة لمدة أسبوعين، حيث إن الأسبوع الأول نظرى ويشمل "ورشة عمل، والحس الأمنى، ومهارات التواصل مع الطلبة، وإدارة الأزمات، وأخيرا حقوق الإنسان والجزء القانونى"، ويشمل الأسبوع الثانى "رفع القدرات البدنية وتطوير الحس الأمنى وكيفية تأمين الأفراد والمنشآت والوثائق"، فيما يستغرق الإعداد للدورة خمسة أشهر، ويحاضر بها أساتذة كلية الإعلام وخبراء من أمنيين، وتبلغ تكلفة تدريب جميع أفراد الأمن البالغ عددهم 500 فرد فى الجامعة الواحدة، نصف مليون جنيه شاملة مكافأة المدربين أعداد المادة التدريبية، ويستفيد الأفراد من هذه التدريبات فى مواجهة الأزمات وفض الاشتباكات بدون خسائر، واستخدام الحراس فى العمل والسيطرة بدون احتكاك مع الطلبة. وعدد أفراد الأمن الإدارى بالجامعة لا يتجاوز 500 فرد، وهذا العدد غير كافٍ للتأمين، خاصة وأنهم يقوموا بتأمين البوابات والانتشار السريع داخل الحرم الجامعى، إلا أن هناك توجها من الدولة لمضاعفة هذا العدد خلال الفترة القادمة، ليصل إلى 1400 فرد أمن، ليتناسب مع مهامه المنوط بها داخل الجامعة، وتمكن أفراد الأمن الإدارى فى جامعة القاهرة فقط من تأمين 200 مظاهرة منذ بداية العام الدراسى بأقل الخسائر، ونجح فى تقليص حالات العنف. وأكد الدكتور عز أبو ستيت نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الطلاب أن ما حدث من وقوع اشتباكات عنيفة بين الطلاب والأمن الإدارى لن يتكرر مرة أخرى، موضحا أن ما حدث نتيجة تصعيد مفتعل من جانب طلاب الإخوان لرفع وتيرة الأحداث داخل الجامعة. وأضاف "أبو ستيت" فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن الجامعة تجرى تحقيقات موسعة حول الأحداث لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخطئ سواء من الطلاب أو أفراد الأمن الإدارى، مؤكدا أن مصابى الأمن الإدارى هم موظفون داخل الجامعة لهم كافة الحقوق وسيتم تقديم الدعم المادى والمعنوى لهم. وأشار أبو ستيت أن الجامعة وضعت خطة لتطوير الأداء الأمنى، تبدأ من زيادة أعداد أفراد الأمن الإدارى، ليصل إلى 800 فرد أمن، بجانب تزويد مداخل الجامعة ببوابات إلكترونية وميكنة الدخول، بالباركود الشخصى، حتى لا يخرج الطالب الكارنيه الخاص به لفرد الأمن. وطالب نائب رئيس الجامعة وزارة المالية، بعودة موازنة الأمن الجامعى، لتغطية احتياجات الأمن لدعم الجامعة ببوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة وتدريب موظفى الأمن الإدارى.