الذى يريد أن يعرف عمق وعى من هو مصرى، يفتش فى أمثاله العامّية التى تصلنى معمارًا تاريخيًا أصدق من كل كتب التاريخ، إذا أصابت مصرى مصيبة فى خسارة مادية مثل نشل محفظة، أو فشل صفقة، واساه أخوه المصرى قائلاً: يا عم ولا يهمك، "خيرْهَا فْ غيرها"، أو "إن جت فى الريش بقشيش"، أما إذا كان الامتحان أصعب، ما يهدد الحياة أو كل الأصول، فإن المثل يصّاعد إلى ما يليق لوصف أن المصاب يصبح كمن فقد كل لحمه، ولم يبق منه إلا هيكل عظمىٌّ من فرط هزاله، فيقول له أخوه المصرى الجميل، "دون وصاية طبيب نفسى يتحدث عن "ماذا حدث للمصريين"، يقول له: انت قدَّها وقدود، ثم يردف المثل المناسب "ما دام العود موجود، يبقى اللحم يجود"، وهو يقصد أن هذا الذى بدا هيكلاً من فرط الهزال نتيجة لفداحة الكارثة، قادر على أن يكسوا العظام لحمًا جديدًا، ويعوِّض ما فقد. الغوص إلى عمق وعى ناسى جعلنى أعيد النظر فى الثلاث سنوات الماضية، وأنا أنظر إلى الهيكل العظمى الذى بدأ يبنى لحمًا جديدًا، "بالسلامة"، "عالبركة"، "إحنا وشطارتنا"، فاجأتنى الحكاية من أولها رجزًا هكذا: الحكاية عايزة نظرة تكون محايدة ياللا بينا نشوفها لكنْ: واحدة واحدة (1) "فكْفِكْ فكْفِكْ، همِّشْ هوِّشْ فركِشْها قبل ما تتفركشْ ولا عادْ يصلحْ للى فْ بالنا إلا شبُّانكو، إنتو رجالنا إنتو الأبطالْ إنتو الثوارْ إنتو أصحاب أهل الجنة (2) راح "دكهه" واقع من طوله ياللاّ !! ما خلاص خلّص دوره (3) أنا ست الكل مدام "بيلى بَاهْ" مندوبة "بنك: "الأُو لاَلاّهْ" أنا جاهزة وجايبة معايا فلوس أَضرَبْ واركبْ وادْفَعْ، وأبوسْ غَلِّبْت الصينْ، غَلَبت الروسْ اوعى تعصلجْ، أنا برضو بادوسْ (4) وعيالنا أغلبهم قواريب خلوها تقلّب فى الدباديب وسابوها تلعب فى الدواليب وبناتنا قالوا: شوفوا الهبْلة دى الخواجايا: ماسكة طبلة جايّة توزع تركة أبوها؟! ياخِى ملعونْ جدّ اللى جابُوها اعملْ نفسك شغّال ليها ثورة بثورة حانسوق فيها حَمْرا بمبى برتقانية وبنفسجى مُوفْ مِيّة الميّة حا ناخدها ليِنَا أنتَ وهِيّا نديها زُنْبا مْغرِّية (5) أتاريها عارْفة السيمْ برضُه ما هو كله بيَبْهَتْ على بعضُه وعيالنا ياخويا استحلُوها ما خدوش بالهم قاموا سابوها خدْها الموعود وجِرِى بيها مالحقشى يفسَّر معانيها لهفوا يا حرام كل ما فيها (6) "الشعب يريدْ" "الثورة حديدْ" "الشعب يريدْ" و"يعيدْ ويزيدْ" الشعب دار حوالين نفسه خلّى اصحابك جُمْ واندسّوا وعيال ناشِطِينْ مش على بالْهم قال إيه حايصدوا الغول عنهم (7) "لما نقرّب.. راح تتّاخِرْ والشاطر حا يقُشّ الآخر طب مين حايفرّق دور تانى مالفُورَا راحتْ! تيجى مكانى (8) سقّفوا يا "عيال" مش مسبوكة" أبلهْ أمِيرْكا: لابسة باروكة وعليها توكةْ الحرية وحقوق إنسانْ ميه الميّه جايبالنا كلام وخطب ووعود ألوان، وربا، دولارات، وقروض ( 9) والمرسى ما عادشى شيخ المنسر دا شيوخ تانيين ركبوا المنبر فِضْلُوا الإخوان ماسكين شماريخ اقتِلْ، خرَّبْ، فرقعْ صواريخْ طب لمّا نفلِّس تاكلوا منين؟!! قالوا مش شغلك ربك حايعين (10) وأوباما حسين يلعب: "إسلام"! ولقاه لايق وِمقاسه تمام أسهل ميت مرّة من "فيتنام" ولقونا ناس حلوين خالص أحْلى كبدة وأحْلى قوانص تِسْمعْ، تتبعْ، نديك حتّة ديمقراطيهْ الساعة ستّة وعليها شوية حُريّة مسلوقة فى ميّةْ شرعية عوْلمة بالشفا ميّة المية (11) كدهه برضه!!!!؟ دا إحنا فْ عرضه ربنا بيحب المصريين واحنا عبيدُه، حلوين جامدين والشغَّالة رايحين جاييين وعقول طازة كدا بالملايين تبدع وتْفِنّ، طبْ قولوا آمين وما دام عودْنا لسّه موجودْ يبقى لمْ بُدْ اللحم يجودْ