سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعد الدين إبراهيم فى مذكراته: ساويرس قدم دعما سخيا لقيادات الجهاد نبيل نعيم وصبره القاسمى لتأسيس حزب.. وعرضت عليهم دخول "الحرية والعدالة" فقالوا:أعوذ بالله.. الإخوان لم يجاهدوا فى سبيل الله منذ 1949
◄قيادات الإخوان انشغلوا بجمع الملايين من المسلمين لاستثمارها فى بنوك سويسرا وجزر البهاما فيما يعد كشفا كبيرا للمحادثات التى جرت بين أطراف العملية السياسية فى المرحلة الانتقالية، بعد تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، قال الدكتور سعد الدين إبراهيم فى مذكراته المنشورة، بأن رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس قدم دعما سخيا لجماعة من قيادات "الجهاد" لإنشاء حزب سياسي، وسرد إبراهيم هذه الواقعة قائلا، إنه دعا عددا من رفاقه السابقين فى السجن، من تنظيم "الجهاد"، إلى المجيء إلى عزبته فى 13 أغسطس 2011 ، إنهم اتصلوا به أول أيام عيد الأضحى للتهنئة، وعبروا عن رغبتهم فى رؤيته والحديث معه. فدعاهم إبراهيم إلى "مزرعته، وقال للشيخ صبرة القاسمى، والشيخ نبيل نعيم على سبيل الدعابة "إن هذه "مزرعة" أسرتى، وليست مزرعة طرة مؤكدا أنهم كانوا غاية فى السعادة والبهجة، وهم يجرون ويتحركون فى المزرعة، وكأنهم أطفال فى رحلة مدرسية! ويقول إبراهيم فى المذكرات التى أصدرتها دار ميرت للنشر فى جزئين: قرب مساء اليوم طلب هؤلاء الجهاديين أن يتحدثوا فى شيء يشغلهم وتحدثوا هم بشأنه فى الطريق إلى المزرعة، وهى رغبتهم فى العمل "بالسياسة" وضمن ما قالوه إنهم قتلوا السادات ورفعت المحجوب وآخرين، لا لأسباب شخصية، ولكن لأسباب سياسية تتعلق بالشأن العام. وفيما يشبه الاستعراض بالتحول الفكرى للجماعة قال إبراهيم إنهم قالوا له إن ثورة يناير قامت بواسطة جيل أصغر منهم، وكانت ثورة سلمية، وحققت نتائج لم يحققوها هم رغم كل العنف الذى لجأوا إليه، فإنهم الآن يدركون أن أسلوبهم جانبه الصواب، والآن وقد خرجوا من السجون، ونعموا بالحرية أسبوعا كاملا، فإنهم يريدون الانخراط فى العمل السياسى، وهم يثقون فى شخصى، ويريدون النصيحة. سعد الدين إبراهيم وقال إبراهيم: اقترحت عليهم أن ينضموا لحزب "الحرية والعدالة" الجناح السياسى للإخوان المسلمين، ولكنهم فاجأونى، برد واحد وهو "أعوذ بالله"، فتساءلت عن السبب، فإذا بهم يتسابقون فى تسجيل مآخذهم، والتعبير عن مرارتهم تجاه الإخوان، من ذلك أنهم لم يجاهدوا فى سبيل الله، أو أى من قضايا المسلمين منذ عام 1949 فى فلسطين، بينما فعل الجهاديون فى أفغانستان، والشيشان، والبوسنة والهرسك وألمانيا والعراق، وبينما هم يجاهدون، كان الإخوان يجمعون الملايين من المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، ولم يقدموا أى عون أو مساعدة لأسرهم، وبدلا من ذلك استثمروا هذه الملايين فى بنوك بسويسرا وجزر البهاما، وتحت وطأة الحاجة، اضطرت أمهاتهم وأخواتهم إلى العمل "خادمات"، أو ما هو أسوأ. صبره القاسمى وفيما يعتبر دليلا على أن الصدفة وحدها ربما تغير الكثير من الوقائع يقول سعد الدين إبراهيم، أنه داعب هؤلاء أصدقاءه من الجهاديين قائلا: إيه رأيكوا تنضموا لحزب "المصريين الأحرار"، فتسألوا، أليس هذا هو الحزب الذى يدعمه "النصرانى" رجل الأعمال نجيب ساويرس؟ فأجابهم: نعم. ففاجأه اثنان من زعمائهم، هما الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد، وأحد كبار أنصاره الشيخ صبره القاسمى، بالقبول مؤكدين على أنه لا مانع لديهم، إذا كان الحزب يقبل. نبيل نعيم ويقول إبراهيم "اتصلت على التو بالمهندس نجيب ساويرس، وأخبرته بما يدور على أرض مزرعتنا، استغرب الرجل من وجود ثلاثين جهاديا فى مكان واحد، وتساءل مداعبا هل جاءوا لك مسلحين أم مسالمين؟ ولكنه قال لابد من عرض الأمر على الهيئة العليا للحزب، وفى نفس الوقت قال إنه يود أن يقابل بعضهم، واقترح أن أصاحبهم لزيارة فى مكتبه بأبراج القاهرة. وهو ما حدث بعد ذلك بأيام، وكان بداية لتطورات مثيرة، انتهت بتأسيس هؤلاء الجهاديون لحزب مستقل، وبدعم سخى من نجيب ساويرس. واختار مؤسسوه أن يعلنوا قيام الحزب الجديد من مقر مركز ابن خلدون بالمقطم، والذى يبعد عن المقر الجديد للإخوان المسلمين بحوالى مائة متر. وبعد ذكر هذه الواقعة يستعرض إبراهيم العديد من المواقف التى تؤكد أن نظام مبارك كان يقف حائلا دون اقتراب أبناء الشعب المصرى من بعضهم البعض، مؤكدا أن مسألة دعم نجيب ساويرس لحزب إسلامى يعد تغيرا كبيرا فى مسار شخصيته وخطوة قطعها رجل الأعمال المصرى القبطى تجاه فصيل سياسى كان على النقيض معه، ما يعنى أن الثورة قد أزالت الحدود بين المصريين، قائلا إن ساويرس قد وفى بوعده الذى قطعه على نفسه حينما ذهب إلى "رواق ابن خلدون" معترفا بالذنب والتقصير فى حق مركز ابن خلدون فى عهد مبارك، مخافة أن يؤثر ذلك على أعماله، وهو الأمر الذى كان من شأنه أو يوقع الضرر على الآلاف من العاملين فى شركات أسرة ساويرس، مؤكدا أن "ساويرس" قال إنه الآن مستعد للتكفير عن هذا الذنب، بعمل أى شىء لمركز ابن خلدون، وهو ما تحقق حينما طلب "إبراهيم" منه الاستجابة لطلب الجهاديين.