سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو..7 لحظات حرجة فى حياة أبو تريكة..نجم الأهلى يعيش صراعا نفسيًا بالمغرب ما بين الرحيل والبقاء.."البطل" و"عبد الوهاب" و"باتشوكا" و"الإسماعيلى" و"أنس" يرسمون الدموع الحزينة فى عيون صانع السعادة
ستبقى مسيرة محمد أبو تريكة الحافلة بالعطاء مع النادى الأهلى والمنتخب الوطنى مليئة بالمشاهد الدراماتيكية الصعبة، التى خلفتها سنن الأقدار لهذا النجم الذى حفر اسمه فى تاريخ عظماء القلعة الحمراء بأحرف من نور، واقترب إسدال الستار على مشوار تريكة مع ناديه الأهلى، إثر قرار كان قد أعلنه قبل أسابيع بإعلانه اعتزال الكرة عقب نهاية مشوار فريقه فى كأس العالم للأندية، بعد أن فشل مع المنتخب الوطنى فى التأهل إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهو الحلم الوحيد الذى لم يكتب للساحر تحقيقه خلال مسيرته الكروية. ومع خروج محمد أبو تريكة من مباراة الأهلى بالأمس أمام جوانزو الصينى مصابا بتمزق فى العضلة الخلفية يغيب على إثره عن الملاعب لمدة تصل إلى ستة أسابيع .. لم يجد الساحر مبررًا من بقائه مع بعثة الأهلى خاصة أنه لن يلحق بالمباراة المقبلة، كما أن الفريق فشل فى التأهل للمربع الذهبى وسيواجه مونتيرى المكسيكى فى مباراة شرفية لتحديد المركز الخامس، وقرر تريكة العودة للقاهرة طالبًا من الجهاز الفنى للفريق السماح له بمغادرة البعثة، وهو ما رفضه محمد يوسف، المدير الفنى للفريق، وطالبه بالبقاء مع الفريق لمؤازرته فى المباراة المقبلة. أبو تريكة الذى عاشت معه جماهير الأهلى أهم لحظات السعادة والانتصارات .. عاش هو أيضا لحظات حرجة من الحزن والانكسارات .. فاللاعب صاحب العاطفة الجياشة التى تظهر فى ملامحه البريئة مر بلحظات عصيبة أثرت على نفسيته بالسلب، وإن كانت تلك الأيام الحالية التى يعيشها اللاعب صاحب القميص رقم 22 هى الأصعب على مدار تاريخه الكروى، فالاعتزال هو أصعب قرار على لاعب كرة قدم .. فما بالك إذا كان يتنفس من نبضات الساحرة المستديرة على أقدامه. موقف أبو تريكة فى المغرب حاليًا وصراعه النفسى الدائر بين البقاء مع البعثة أو الرحيل .. واللحظات العصيبة التى يعيشها اللاعب حاليًا فى ظل محاولات وضغوط كبيرة من كل الأطراف من حوله لإثنائه عن قرار الاعتزال، ليست اللحظات الأولى، التى يمر بها تريكة فى مسيرته مع الأهلى التى بدأت فى يناير 2004، ونستعرض فى تلك السطور أصعب هذه اللحظات الحزينة التى عاشها أمير القلوب مع الأهلى وجماهيره. 1 – فبراير 2005: وفاة ثابت البطل حرص محمد أبو تريكة، لاعب الأهلى، فى مباراة فريقه أمام الزمالك فى الدور الثانى من موسم 2004/2005 أن يذهب إلى ثابت البطل مدير الكرة الراحل ليضع قبلة على رأسه، بعد أن تحامل على نفسه فى أيامه الأخيرة وواصل عمله على دكة الأهلى حتى وافته المنية بعد المباراة ب 48 ساعة فقط .. ليترك البطل ذكرى حزينة فى قلوب جماهير الأهلى بوجه عام، ومحمد أبو تريكة بوجه خاص، الذى تعلم منه كيف يكون الوفاء للقلعة الحمراء. 2 – أغسطس 2006: وفاة محمد عبد الوهاب لم يغالب محمد أبو تريكة دموعه حينما وجد نفسه فى المباراة الأولى التى يخوضها الأهلى بدون محمد عبد الوهاب، الظهير الأيسر الراحل، وجاءت أمام الصفاقسى التونسى فى دور الثمانية من دورى أبطال إفريقيا 2006، وسدد تريكة ضربة حرة مباشرة كان معتاد أن يسددها عبد الوهاب ونجح تريكة فى إحرازها، ليدخل تريكة بعد الهدف فى نوبة بكاء ظل على إثرها يقبل الشارة السوداء التى ارتداها لاعبو الأهلى حدادا على اللاعب الراحل. 3 – يناير 2007: الأهلى (0 – 3) الإسماعيلى عاد الأهلى من رحلة شاقة عقب كأس العالم للأندية 2006، التى أحرز فيها المركز الثالث، وخاض الأهلى مباراته المؤجلة فى الدورى أمام الإسماعيلى فى السابع من يناير لعام 2007، واتضح فيها تأثر لاعبى الأحمر بضغط المباريات الذى استغله لاعبو الإسماعيلى ونجحوا فى تحقيق فوز كبير بثلاثية نظيفة على استاد القاهرة، تريكة تعرض لحالة إغماء إثر كرة مشتركة، وكان الأهلى قد أجرى تغييراته الثلاثة وفقد أمير القلوب الوعى لدقائق انخلعت معها قلوب الجماهير داخل الاستاد وأمام الشاشات، ومع استفاقة تريكة أصر على العودة للملعب مجددا وسط إصرار من الجهاز الطبى على منعه من اللعب حرصا على سلامته، فما كان من تريكة إلا أن استسلم للأمر الواقع وجلس على دكة البدلاء يراقب نتيجة المباراة، وقتها من اللوحة الإليكترونية والدموع تملأ عينيه وعيون كل من تابعوا ذلك المشهد المؤثر. 4 – ديسمبر 2008: الخروج من كأس العالم للأندية عجز الأهلى للمرة الثانية عن تحقيق مركز متقدم بكأس العالم للأندية فى 2008، وحصل على المركز السادس إثر هزيمتين متتاليتين أمام باتشوكا المكسيكى وأديلايد يونايتد الاسترالى، فما كان من جماهير الأهلى إلا أن احتشدت بالمئات فى مطار القاهرة لاستقبال بعثة فريقها استقبال الأبطال والهتاف لكل لاعب على حدة، وبالطبع لم يحتمل أبو تريكة ذلك المشهد الرائع من الجماهير الوفية، والتزم الصمت أمام تلك الجماهير واكتفى بلغة عينيه التى تحدثت بدموع الشكر والثناء لجمهور الأهلى. 5 – فبراير 2012: مجزرة استاد بورسعيد يبقى الأول من فبراير لعام 2012 هو الذكرى الأسوأ فى أذهان لاعبى الأهلى، وخاصة محمد أبو تريكة مع مقتل 72 مشجعًا من جماهير الفريق فى استاد بورسعيد على خلفية أحداث الشغب فى مباراة المصرى والأهلى، تريكة عاش أصعب أيامه فى تلك الفترة وخرج لجماهير الأهلى أمام بوابة النادى يواسيهم ويهتف معهم مطالبا بالقصاص .. وعاش فترة عصيبة ما بين التفكير فى الاعتزال أو الاستمرار فى الملاعب وفاءً منه للجماهير العاشقة التى قتلت غدرا أمام عينيه، بل وبين يديه بعد أن لقن أحدهم الشهادة بنفسه، وتظل ضحكة أنس أصغر شهيد عالقة فى ذهن أمير القلوب. 6- سبتمبر 2012: سوبر الأزمة تبقى مباراة السوبر المحلى بين الأهلى وإنبى هى المشهد الوحيد الذى وقف فيه تريكة فى وجه إدارة الأهلى وهو اللاعب الذى عرف عنه دماثة الخلق والطاعة، وذلك بعد أن رفض خوض المباراة تلبية لنداء جماهير ألتراس أهلاوى التى كانت ترفض استئناف أى نشاط كروى محلى قبل القصاص لزملائها الذين راحوا ضحية أحداث مجزرة استاد بورسعيد .. أبو تريكة لاقى كمًا من الهجوم – والتأييد أيضا – على موقفه هذا وكاد أن ينهى مسيرته الكروية حرصًا منه على استمرار علاقته الطيبة بمجلس إدارة النادى وزملائه اللاعبين، الذين عبروا عن غضبهم إزاء قراره الذى وضعهم فى موقف لا يحسدون عليه أمام الجماهير .. إدارة الأهلى اكتفت بتوقيع عقوبة مالية وإيقافه .. وظل تريكة رمزًا للوفاء لدى الجماهير التى ازداد عشقها له بعد هذا الموقف. 7 – نوفمبر 2013: تتر النهاية عاش محمد أبو تريكة لحظات حزينة بعد فشله فى تحقيق حلمه الأهم والتأهل إلى كأس العالم 2014، بعد الخسارة الكبيرة بستة أهداف مقابل هدف أمام المنتخب الغانى، ليعلن تريكة عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" عن نيته الاعتزال بنهاية مونديال الأندية بالمغرب، وودع تريكة جمهور الأهلى فى مصر على طريقته الخاصة فى نهائى دورى أبطال إفريقيا أمام أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقى بإحرازه هدف التقدم لفريقه وتقديم التحية لجماهير الأهلى العاشقة .. تريكة ربما كتب الكلمات الأخيرة فى مشواره الحافل بالعطاء بالأمس بعد الخروج مصابا من مباراة جوانزو .. ليعيد إلى الأذهان نهاية مشوار الساحر الفرنسى زين الدين زيدان مع منتخب الديوك بخسارة كأس العالم أمام إيطاليا 2006، والنطحة الشهيرة لماركو ماتيرازى فى تلك المباراة .. لتكون النهاية حزينة لهذين الساحرين اللذين تحزن لرحيلهما كرة القدم، وتغيب بغيابهما متعة الساحرة المستديرة.