صدر للشاعر أحمد الصعيدى مؤخرا عن دار أرابيسك ديوان تحت عنوان "حروف العلة" يضم القصائد التى كتبها خلال السنوات العشر الماضية. يقع الديوان فى حوالى 75 صفحة من القطع المتوسط والتى تحمل عبق تجربة تمزج حالة من الوجد الصوفى وعناصر المرارة التى تُشكل وقائع اليومى والمعيش. اللغة فى هذا الديوان تقف على عدة مستويات متعددة فهى لغة تنتمى فى تشكيلاتها الدلالية للهجة الريف المصرى فى الدلتا، وتنطلق منها باتجاه عالم الدروايش وأبناء الطرق الصوفية. وعبر هذه اللغة يقوم أحمد الصعيدى باستنطاق وقائع اليومى عبر شعرية لا تتنصل من الإيقاع ولا تنصاع له بقدر ما تقوم بتطويعه والاتكاء عليه رغبةً فى كتابة شهادة عن الراهن عبر العامية المصرية من أجواء الديوان: على باب سيدنا الحسين ولد مدبوح ودمه فيه نامت عينيه إنما الجرح حيانى فرَّق علينا الوجع والذكر رحمة ونور واختصِّنى بالسِّر قاللى أحمله لوحدى لمِّيت بواقى الروح ونقعتها فى مورد مشيت أرشّ الأرض وأمسّ للمجاذيب كبُّوا اليتامى فى حجرى ملو العين والسابقين السابقين إتَّاووا فى جروحى يا مين يلاحق على العارفين كرامات اللى ابتلى بلبلة بلِّل بلاه ريقى أبريقى مِسْك النبى الهاشمى وتراويح من ريح مخاض العَدْرَا سَرْسِبْ نور أنا خدت من ربِّنا وهو أخذ منى أمنِّى على كلمته سلِّمت له روحى لبِّسنى تاج المُلْك والأنبيا شاهدين صَفِّين تلاتة أربعة حوالين مَقَامِى مربَّعة من طرف طلْعة رجب للنُصّ من شعبان طلعت من عبِّ البخور راس النَّبِى يحيى راس الحسين ضبِّيتها فى عاشورة أنا ليَّا صورة مع التلاتة الراشدين أما على صلابى اليتيمة إمام على قبة الصخرة أنا طالنى حجر وقعت فى عبِّ المسيح والنار سيدنا إبراهيم شالنى بأعجوبة لفِّنِى فى عَلَمِ السَّمَا وطيران ما دمتى يا لأرض اتقفلتى عالخاطين النبى فيكى إتْنَقَطْ طبّ ساكت مات.