مغامرة فنية نجح فيها الفنان صلاح عبد الله فى رمضان؛ حيث جسد دورين متشابهين إلى حد ما، وهما لشخص شرير تفوق فيهما على نفسه، الأول من خلال مسلسل "ليالى" والذى قدم به دورا من أفضل أدواره، حيث يجسد دور والد ليالى "زينة" وهو شخص مستغل لا يهتم بشىء فى الحياة سوى جمع المال مهما كانت الطرق التى ستوصله إليه، حتى إذا كان سيضحى بأقرب الناس إليه زوجته وابنته. وامتلك صلاح عبد الله جميع مفاتيح الشخصية فى يديه ليصل إلى قلب وعقل المشاهد، واستطاع أن يستفز مشاعر الأبوة داخل جميع الأباء وهم يرونه يبيع ابنته بمنتهى السهولة لمن يدفع أكثر، وزاد من استفزاز مشاعر المشاهد عندما رأى ابنته مهددة من أحد الأشخاص والتى تسببت فى دخوله السجن بعد قتله لحبيبها، ورغم ذلك لم يحرك ساكنا للدفاع عن ابنته بل كل ما اهتم به هو نفسه فقط، وقدم صلاح الدور بتمكن شديد جعلنا لا نستطيع أن نرى أحدا غيره فى هذه الشخصية. المغامرة الفنية التى تحسب لصلاح تتمثل فى أنه قبل أن يجسد دورا مشابها بمسلسله الثانى "الأدهم" حيث تتشابه تفاصيل الشخصيتين إلى حد ما فى انغماسهما فى الشر وامتلاء قلوبهما بمشاعر الحقد وانعدام ضميريهما، حيث يجسد فى الأدهم دور "ناجى طاحون" وهو شخص ثرى وعضو فى مجلس الشعب، لكنه سرق ميراث شقيقه حسن طاحون، ولم يكتف بذلك، بل أراد أن يخطف زوجته منه، وأن يقتل ابنه- يجسد دوره أحمد عز- ويتسبب فى تركه البلد والهروب بطريقة غير شرعية إلى الخارج، وكل ذلك دون سبب ولكن لمجرد الكره فقط. وهذا ما برع فى توصيله بشدة صلاح عبد الله، لدرجة جعلتنا نكرهه بشدة ونتمنى الانتقام منه، من شدة قدرته على تجسيد دور الشر، ليبرهنا صلاح بأدائه المتميز فى الفترة الأخيرة، حتى أننا لم نكد نصدق أن هذا الرجل الشرير فى "ليالى" و"الأدهم" هو نفسه الذى يجسد شخصية أبو السعود الإبيارى فى مسلسل "أبوضحكة جنان" أو تلك الشخصية الكارتونية فى مسلسل الأطفال "بسنت ودياسطى".