رأى الكاتب الأمريكى توماس فريدمان، أنه على الرغم من أن ثورات الربيع العربى لم تحقق جميع أهدافها حتى الآن فى ترسيخ الاستقرار الديمقراطى الشامل، إلا أنها أثرت بطبيعة الحال على بعض دول الخليج، والتى تشهد تطورات جذرية هناك. وقال فريدمان، فى مقال له أوردته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية على موقعها اليوم الأحد، إن هذه التطورات تنطوى على تحول دقيق وحقيقى فى العلاقات بين قادة الدول وشعوبها، لافتا إلى أن بعض قادة دول الخليج اتجهوا إلى دعوة شعوبهم لمحاسبتهم والحكم عليهم من خلال الكيفية التى يديرون بها شئون البلاد، ومدى نجاحهم فى تحقيق مطالب الشعب. وأعاد الفضل فى ذلك إلى شبكة الإنترنت التى لعبت دورا هاما فى هذه التطورات، خاصة فى مصر وتونس، مشيرا إلى أن دول الخليج لا تزال تستهان بقيمته برغم من أهميتها، وكون أنها أصبحت بديلاً عن الصحف التى تقع تحت سيطرة الحكومات. وأشار فريدمان إلى أن الشعوب بدأت فى كسر حاجز الخوف ليس من أجل الثورة ولكن للمطالبة بمساءلة نظيفة للمسئولين، فالكثير من شعوب دول الخليج يرغبون فى إصلاح وتطور بلادهم ولكن بلا ثورة. وأضاف، "على الرغم من أن الإصلاحات والمحاولات التى تسعى الحكومات فى دول الخليج القيام بها للتقرب من شعوبها ليست بشأن الديمقراطية، ولكنها محاولة من قبل القادة لكسب الشرعية، إلا أن انتشار محاولات الإصلاح سيؤدى إلى مزيد من الشفافية ومزيد من المساءلة، والتى بدورها، بجانب المزيد من الاهتمام بشبكة الإنترنت، قد تؤدى إلى حدوث شىء ما بالتأكيد".