أكد الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، أن المظاهرات وسيلة من وسائل التعبير عن الرأى والتغيير، فحكمها حكم مقاصدها ومآلاتها. وأجاب برهامى على سؤال من أتباعه نصه: "ما معنى قول النبى -صلى الله عليه وسلم- "تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ"، فهل يمكن الاستدلال بهذا الحديث على تحريم المظاهرات عامة، سواء ضد النظام الحاكم فى مصر أو غيره بما فى ذلك "ثورة 25 يناير"؟، قائلا: "الأحاديث التى تدل على طاعة الأمراء "الذين يقودون الأمة بكتاب الله" فى الجملة، وإن وقع منهم ظلم وجور على بعض الرعية، كضرب بغير حق أو أخذ مال بغير حق، وتكون مفسدة قتالهم أعظم من مفسدة جورهم ومعاصيهم، لكن مع القيد المذكور فى الأحاديث، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ أَسْوَدُ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا) وقوله: (وَلَوِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِى يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا". وأضاف برهامى فى فتواه المنشورة على موقع "صوت السلف": "المظاهرات وسيلة من وسائل التعبير عن الرأى والتغيير، فحكمها حكم مقاصدها ومآلاتها، فمن قصد بها تغيير الواقع إلى ما هو أبعد عن الدين، ومصلحة البلاد والعباد، لم تجز، وكذلك "إن آل الأمر إلى ذلك" من البعد عن الدين، والإضرار بمصالح العباد والبلاد، وزيادة الظلم من قتل، وجرح، وسجن، وغير ذلك". وتابع قائلا: "أما إذا كان القصد منها نُصرة الدين، وتغيير الواقع إلى ما هو أقرب من طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- "ولم يترتب عليها فساد فى الدماء والأعراض والأموال"- كانت مشروعة، من باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولذا لا نقول: إن ثورة "25 يناير" كانت حرامًا، وإنما نقول: الحكم حسب قصد الخارج ونيته، ثم المآلات".