يوقع المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية غدا الخميس وبرنامج بناء القدرات فى مجال حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اتفاقية لبدء القيام بدراسة متكاملة حول ظاهرة الاتجار فى الأفراد فى مصر. وقالت السفيرة نائلة جبر مساعد وزير الخارجية لشئون الهيئات والمنظمات الدولية ورئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة وضع الاتجار فى الأفراد إن هذه الدراسة تأتى بتكليف من اللجنة، وتستهدف الوقوف على أسباب وعوامل وطرق مكافحة ظاهرة الاتجار فى الأفراد فى مصر. من ناحية أخرى ، عقدت السفيرة نائلة جبر اليوم لقاء مع ممثلى المجتمع المدنى فى مصر لشرح فلسفة وأهداف مشروع القانون الجديد الخاص بتجريم الاتجار فى الأفراد والتعرف على رؤى ومقترحات هذه المؤسسات حول هذه القضية. وأشارت الى أن فلسفة مشروع القانون تقوم بالأساس على حماية حقوق الضحايا من خلال التأكيد على عدم تجريم الأفعال غير المشروعة التى قد يقومون بارتكابها وتقديم كافة أشكال المساعدات الصحية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية اللازمة لهم. كما يهدف مشروع القانون إلى تجريم كافة أشكال الاتجار فى الأفراد وفرض عقوبات صارمة على جميع الأطراف المتورطة فى جريمة الاتجار وعدم معاقبة الضحية وامتناع مسئوليته الجنائية والمدنية عن أية جريمة نشأت أو ارتبطت بكونه ضحية وتمتع الضحية بكل حقوق الإنسان الأساسية وتبنى منهج يقوم على الوقاية والحماية وتقديم المساعدة للضحايا بما فى ذلك إنشاء صندوق لمساعدتهم الى جانب الملاحقة والمحاكمة والتعاون الدولى. وأوضحت السفيرة نائلة جبر مساعد وزير الخارجية لشئون الهيئات والمنظمات الدولية أنه تم خلال مرحلة إعداد وصياغة القانون للاطلاع على عدد من القوانين العربية والأجنبية منها قانون الإمارات والبحرين وعمان وقوانين ما يزيد على 15 دولة أخرى ، إلى جانب الخطوط الإرشادية التى وضعتها الأممالمتحدة. وأشارت إلى الأخذ فى الاعتبار الالتزامات التعاقدية المترتبة على انضمام مصر للاتفاقيات الدولية والإقليمية خاصة البروتوكول الإضافى لمنع وقمع ومكافحة الاتجار فى الأفراد خاصة النساء والأطفال والقانون العربى الاسترشادى لمكافحة الاتجار فى الأفراد. من جانبه، قال السفير وائل أبو المجد نائب مساعد وزير الخارجية إن مشروع القانون الجديد لا يعد تجميعا لما جاء فى القوانين المصرية التى تتعامل مع أشكال متفرقة من الاتجار فى الأفراد، وإنما قانون متكامل يتعامل للمرة الأولى بشكل متكامل مع جريمة الاتجار فى الأفراد ويحدد أركانها ويضع عقوبات على المتورطين فيها سواء كانوا الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين. ومن ناحية أخرى، ذكر بيان وزعه مكتب الممثل المقيم للأمم المتحدة فى مصر أن الإتجار بالبشر ظاهرة عالمية تؤثر فعليا على كل دولة ، وتعد انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان، ولذا تتطلع الأممالمتحدة إلى مساندة مجهودات الحكومة المصرية للتعرف على حجم وأبعاد هذه المشكلة وإقرار التدابير اللازمة للتعامل معها. وأوضح البيان أن الحكومة المصرية أسست منذ عامين لجنة التنسيق الوطنية لمكافحة ومنع الاتجار فى البشر برئاسة مساعد وزير الخارجية للمنظمات الدولية.وأضاف أن وكالات الأممالمتحدة فى مصر ومنها مكتب الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات وصندوق الأممالمتحدة للسكان والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الهجرة الدولية استجابوا لطلب اللجنة لتقديم الدعم الفنى والمالى لإجراء هذه الدراسة. وأشار البيان إلى أن الدراسة تغطى كافة أنحاء الجمهورية وتتناول اتجاهات الاتجار بالبشر فى مصر وبناء على النتائج التى ستخلص إليها هذه الدراسة، فمن المتوقع أن تقوم منظمات الأممالمتحدة بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة بتكثيف جهودها فى التعامل مع قضية الإتجار بالبشر مع التركيز على رفع الوعى العام من خلال الحملات الإعلامية ومن خلال بناء قدرات الأطراف ذات الصلة بالقضية.