قال الدكتور على مبروك أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، إن الترويج لمطالب الملحدين بحسب ما انتشر مؤخراً على بالبرامج التليفزيونية والصحف المصرية وحقوقهم فى الدستور المصرى الذى تعمل عليه لجنة الخمسين الشهر الجارى، يفتح الباب للتساؤل هل هناك ملحدون بمصر بالأساس؟ وأضاف صاحب كتاب "ما وراء تأسيس الأصول.. مساهمة فى نزع أقنعة التقديس"، أن مصر لا يوجد بها إلحاد ولا ملحدين، بل تشهد حالة طفولة فكرية وجهل مفرط، ساهمت وسائل التواصل الاجتماعى من "فيس بوك" و"تويتر" فى أن يعبر هؤلاء من خلالها عن طفولتهم، ومن يتخيل وجود إلحاد فى مصر واهم، وعليه أن يراجع نفسه فيما يخص هذا الخرافة الكبيرة. وأشار مبروك إلى أن مصر شهدت بعض موجات "مدّعى" الإلحاد، فإنهم محصورون بين ما يسمى بالملحد المجاهد، والملحد الأصولى والملحد العالم، وجميعهم لا يختلفون كثيراً عن السلفيين أصحاب العقليات المنغلقة، والتى لا تفهم ولا تعى معنى النظرية ولا جوهرها ولا يفتح الباب أمام النظرية لتطويرها، بل هو الحافظ لبعض أدبيات داروين وريتشارد دوكنز وحسب. ونبّه مبروك إلى خطر ما سماه ب"الملحد المجاهد"، الذى يناضل فى سبيل إلحاده، بحيث أنه قد يتطور فى أحد مراحل وعيه لأن يحمل البندقية لنشر العقيدة الإلحادية، مضيفا نحن أمام عقائد مغلقة على الجانبين، المؤمن وغير المؤمن ونهاية هذه العقائد المنغلقة الحرب والنزاع الدموى. وطالب مبروك بضرورة نشر الوعى فى أوساط أصحاب العقائد المنغلقة الذين يبدأون معركة على الأرض بسبب السماء ولا يدركون أن الخصم الحقيقى هو بشرى بالضرورة وليس المخالف فى العقيدة وليس إثبات وجود إله من عدمه. وعن مطالب الملحدين فى الدستور من ضمان السلامة الاجتماعية والأمنية وحذف خانة العقيدة، قال "هل فرغنا من حصولنا على كل حقوقنا السياسية والاجتماعية حتى نتحدث فى مسائل مثل هذه، وهل مصر فى ظرف يحتمل الحديث عن الإلحاد والملحدين؟، مضيفاً "أنا مش شايف ملحدين فى مصر، فضلاً عن أن الدستور تكتبه الأغلبية، دا إن كان فى أقلية اسمها ملحدين من الأساس".