تنطلق من الجامعة البريطانية بالقاهرة، اليوم الاثنين، احتفالات مصر بالذكرى 91 لاكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون الذهبى توت عنخ آمون 1354- 1345 قبل الميلاد، الملك الطفل الذى نقل مصر إلى العالم ونقل العالم إلى مصر، وهو الكشف الذى جرى فى الرابع من نوفمبر عام 1922. وتتضمن الاحتفالات التى يحضرها محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين ووزير الدولة السابق لشؤون الآثار الدكتور زاهى حواس، إقامة معرض لمنتجات الحرف الفرعونية والبيئية، وندوة حول آثار الأقصر وكنوز وأسرار الملك توت عنخ آمون. فى يوم السبت الموافق الرابع من نوفمبر فى عام 1922، كان العالم على موعد مع كشف من أعظم الاكتشافات الأثرية فى القرن العشرين، ففى الساعة العاشرة من ذلك اليوم، وبينما كان المستكشف الإنجليزى هوا رد كارتر- 1873- 1939، يقوم بمسح شامل لمنطقة وادى الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر موفدًا من قبل اللورد هربرت ايرل كارنافون الخامس 1866- 1923، عثر على أول عتبة حجرية توصل عبرها إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنوزها المبهرة. وتأتى احتفالات الأقصر بالذكرى 91 لاكتشاف كنوز الملك توت عنخ آمون وسط أجواء وطقوس تتسم بسحر وغموض الفراعنة، وتتضمن مجموعة من الأنشطة الفنية والفكرية والثقافية والسياحية التى يشارك فى أقامتها المؤسسات الأثرية والثقافية المصرية مثل وزارة الدولة لشئون الآثار ووزارة السياحة وهيئة قصور الثقافة المصرية والغرف السياحية المصرية، بجانب سلطات محافظة الأقصر، وتجرى تلك الفعاليات التى تتنوع ما بين معارض وندوات ومحاضرات وعروض فنية فى مكتبة الأقصر العامة وقاعة المؤتمرات الدولية فى المدينة وكلية الفنون الجميلة ومتحف التحنيط ومتحف الأقصر. وينظم قطاع المتاحف فى الأقصر موسمًا ثقافيًا خاصًا ضمن الفعاليات الفكرية والثقافية الخاصة بإحياء الذكرى الحادية والتسعين لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، حيث يحاضر فى الموسم عدد من علماء المصريات وأساتذة الفنون والآثار، كما تنظم نقابة المرشدين السياحيين فى الأقصر موسمًا ثقافيًا مماثلا. كما تتضمن الاحتفالات افتتاح معبد الآلهة موت زوجة آمون رع والواقع جنوب معابد الكرنك، حيث شمل مشروع ترميم وتطوير المعبد تقوية نقوش المعبد وألوانه وإضاءته وتقوية أرضياته وجدرانه، بعد ربطه بطريق الكباش الفرعونى الذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر بطول 2700 متر، وكذلك افتتاح معبد خنسوا الواقع فى الزاوية الجنوبيةالغربية من معابد الكرنك، وأقيم هذا المعبد تكريمًا للإله الابن "خنسو" العضو الثالث فى ثالوث طيبة المقدس، حيث تم ترميم مقاصير المعبد، والقيام بترميمات معمارية، كما يجرى افتتاح معبد بتاح الذى تتاح زيارته أمام السياح لأول مرة بعد مشروع ترميم شامل بمعرفة فريق عمل من المركز المصرى- الفرنسى للآثار المصرية. ويجرى أيضًا افتتاح معبد دير شلويط بمنطقة الملقطة الأثرية جنوب غرب الأقصر الذى ويعود إلى العصر الرومانى، وكان مكرسًا لعبادة الآلهة إيزيس وافتتاح معبد قصر العجوز المواجه لمعبد مدينة هابو الأثرية، والذى يرجع إلى العصر البطلمى، وكان مكرسًا لعبادة الإله تحوت وكذلك افتتاح مقبرة الملكة "تيتى" بعد الانتهاء من تنفيذ مشروع لتهويتها وإضاءتها، وحماية نقوشها بألواح زجاجية، وإعادة افتتاح مقبرتين أثريتين بمنطقة الأشراف، فى حضن جبل القرنة والتى تضم مقابر لنبلاء مصر القديمة. كما تشهد منطقة ذراع أبو النجا الأثرية غرب الأقصر افتتاح مقبرة آمون أم أوبت أحد نبلاء الفراعنة، والتى تضم نقوشًا ورسومًا نادرة بجانب 4 تابوت و4 تماثيل ضخمة لصاحب المقبرة وزوجته. ويقام أيضًا معرض كبير ضمن الاحتفالات يحوى صورًا نادرة تحكى يوميات الكشف الأكبر من نوعه فى التاريخ، كما سيتم عرض صحف مصرية وعالمية صدرت فى شهر نوفمبر من عام 1922، واحتوت على أخبار وتفاصيل الاكتشاف أولا بأول، بجانب عرض لكل ما صدر من كتب عن الملك توت عنخ آمون وكنوزه. وقال اللواء طارق سعد الدين، محافظ الأقصر، إن جميع الفعاليات الفكرية والثقافية التى تقام فى الذكرى الحادية والتسعين لاكتشاف مقبرة الملك الفرعونى الصغير توت عنخ آمون سوف تؤرخ وتناقش بالتحليل أحداث الاكتشاف لحظة بلحظة منذ رفع العمال فى الرابع من نوفمبر عام 1922 لأول عتبة حجرية فى السلم المؤدى للمقبرة وحتى فتحها للزيارة، وهو الاكتشاف الذى استأثر بخيال العالم ولا يزال يستأثر به حتى اليوم. وأشار إلى إلقاء الضوء على شخصية المكتشف الإنجليزى هيوارد كارتر واكتشافاته الأثرية ومنطقة وادى الملوك قبل وبعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وأهم الاكتشافات التى شهدتها الأقصر وعشاق الأقصر من علماء المصريات فى العالم والأقصر فى العصور الإسلامية والمسيحية والرومانية والأقصر بين الأمس واليوم.