آخر تطورات أسعار النفط بعد تلميح أمريكا بمحادثات تجارية مع الصين    أبوبكر الديب يكتب: كيف تربح عندما يخسر الجميع ؟    بعد بيان وزارة المالية.. موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 للموظفين وتطبيق رفع الحد الأدنى للأجور    وزير خارجية سوريا: زيارة الشرع لفرنسا نقطة تحول بالنسبة لبلادنا    انفجارات قوية في بورتسودان والجيش السوداني يسقط عددا من المسيرات    باكستان تعلن ارتفاع حصيلة قتلاها جراء الضربات الهندية إلى 31    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 8 مايو 2025    الأخضر بكام.. تعرف على سعر الدولار اليوم في البنوك    دور المرأة في تعزيز وحماية الأمن والسلم القوميين في ندوة بالعريش    اليوم، إضراب المحامين أمام محاكم استئناف الجمهورية    انخفاض سعر الذهب اليوم وعيار 21 يسجل 4810 جنيهاً    أعلام فلسطيني: 4 إصابات جراء قصف الاحتلال لخيمة تؤوي نازحين بخان يونس    دوري نايل.. موعد مباراة الأهلي أمام المصري البورسعيدي والقنوات الناقلة وطاقم التحكيم    كمال الدين رضا يكتب: إصابات نفسية للأهلي    طقس اليوم: حار نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء.. والصغرى بالقاهرة 22    السيطرة على حريق شب داخل شقة سكنية بالقاهرة الجديدة    حبس سائق توك توك تحرش بسيدة أجنبية بالسيدة زينب    سهير رمزي تكشف علاقة الشيخ الشعراوي بارتدائها الحجاب وسر رفضها ميراث والدها (فيديو)    أنطونيو جوتيريش: الهجمات الأخيرة على بورتسودان تُمثل تصعيدًا كبيرًا    البابا تواضروس الثاني يصل التشيك والسفارة المصرية تقيم حفل استقبال رسمي لقداسته    قاض أمريكى يحذر من ترحيل المهاجرين إلى ليبيا.. وترمب ينفى علمه بالخطة    الطب الشرعي يفحص طفلة تعدى عليها مزارع بالوراق    تفاصيل تعاقد الزمالك مع أيمن الرمادي    بروشتة نبوية.. كيف نتخلص من العصبية؟.. أمين الفتوى يوضح    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. نقيب المحامين: أي زيادة على الرسوم القضائية يجب أن تتم بصدور قانون.. شرطان لتطبيق الدعم النقدي.. وزير التموين يكشف التفاصيل    تعرف على ملخص احداث مسلسل «آسر» الحلقة 28    جامعة حلوان الأهلية تفتح باب القبول للعام الجامعي 2025/2026.. المصروفات والتخصصات المتاحة    تفاصيل خطة التعليم الجديدة لعام 2025/2026.. مواعيد الدراسة وتطوير المناهج وتوسيع التعليم الفني    «التعليم» تحسم مصير الطلاب المتغيبين عن امتحانات أولى وثانية ثانوي.. امتحان تكميلي رسمي خلال الثانوية العامة    ميدو يكشف موقف الزمالك حال عدم تطبيق عقوبة الأهلي كاملة    إكرامي: عصام الحضري جامد على نفسه.. ومكنش يقدر يقعدني    تفاصيل إطلاق كوريا الشمالية عدة صواريخ اتجاه بحر الشرق    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    هدنة روسيا أحادية الجانب تدخل حيز التنفيذ    محمد ياسين يكتب: وعمل إيه فينا الترند!    وزير الاستثمار يلتقي مع السفير السويدى لتعزيز العلاقات الاقتصادية    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالمنيا    مستشار الرئيس الفلسطيني يرد على الخلاف بين محمود عباس وشيخ الأزهر    إطلاق موقع «بوصلة» مشروع تخرج طلاب قسم الإعلام الإلكتروني ب «إعلام جنوب الوادي»    قبل ضياع مستقبله، تطور يغير مجرى قضية واقعة اعتداء معلم على طفلة داخل مدرسة بالدقهلية    كم نقطة يحتاجها الاتحاد للتتويج بلقب الدوري السعودي على حساب الهلال؟    نقيب المحامين: زيادة رسوم التقاضي مخالفة للدستور ومجلس النواب صاحب القرار    بوسي شلبي ردًا على ورثة محمود عبدالعزيز: المرحوم لم يخالف الشريعة الإسلامية أو القانون    أسفر عن إصابة 17 شخصاً.. التفاصيل الكاملة لحادث الطريق الدائري بالسلام    خبر في الجول - أشرف داري يشارك في جزء من تدريبات الأهلي الجماعية    لا حاجة للتخدير.. باحثة توضح استخدامات الليزر في علاجات الأسنان المختلفة    مدير مستشفى بأسوان يكشف تفاصيل محاولة التعدي على الأطباء والتمريض - صور    واقعة تلميذ حدائق القبة.. 7 علامات شائعة قد تشير لإصابة طفلك بمرض السكري    عودة أكرم وغياب الساعي.. قائمة الأهلي لمباراة المصري بالدوري    «لعبة الحبّار».. يقترب من النهاية    أحد أبطال منتخب الجودو: الحفاظ على لقب بطولة إفريقيا أصعب من تحقيقه    حدث بالفن| عزاء حماة محمد السبكي وأزمة بين أسرة محمود عبدالعزيز وطليقته    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    "الرعاية الصحية": تقديم الخدمة ل 6 مليون مواطن عن منظومة التأمين الصحي الشامل    صحة الشرقية تحتفل باليوم العالمي لنظافة الأيدي بالمستشفيات    أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملاحظات مهمة حول بيان النائب العام فى قضية سوزان تميم..
نشر في اليوم السابع يوم 03 - 09 - 2009

= لماذا لم تنشر وسائل الإعلام صورة المتهم الأول فى قضية سوزان تميم حتى الآن؟
= نطالب الداخلية بالتحقيق فى ملف خدمة محسن السكرى ونشر نتائج التحقيق وتحديد أسباب استقالته؟
= قيادات الحزب ترفض التعليق وأحدهم يصف هشام طلعت بأنه مجرد عضو بإحدى أمانات الحزب.
= سألت الدكتور على الدين هلال: لماذا لم نجد رجال أعمال فى العصر الحالى فى قامة طلعت حرب فقال:كل عصر وله ظروفه.
= أكثر من ثلث أعضاء مجلس الشعب من ضباط الشرطة (السلطة) ورجال الأعمال (المال)...مجرد صدفة؟
إذا كان هناك 20 ممولا للحزب الوطنى من كبار رجال الأعمال..فيحق لنا أن نسأل:مقابل إيه بيمولوا الحزب؟
عندما يقول قيادى بارز بالحزب الوطنى فى حجم ووزن الدكتور على الدين هلال، بأن رجل الأعمال البارز هشام طلعت مصطفى ليس من قيادات الحزب بل مجرد عضو بأمانة السياسات التى تضم 170عضوا مثله..عندما يقول الدكتور هلال بذلك، فإنه يصبح لدينا مشكلة كبيرة مع الدكتور ومع الحزب ومع الحكومة كلها لأكثر من سبب:
(1)
أن الجميع يعلمون داخل الحزب وخارجه أن هشام طلعت وإن كان مجرد عضو أمانة السياسات لكنه الرجل القوى ذو العلاقات النافذة التى قد تفوق علاقات أمين الإعلام بالحزب، وليسمح لنا الدكتور هلال أن نسأله تفسيرا للتمدد والتوسع الكبير فى النشاط الاقتصادى والاستثمارى لهشام طلعت مصطفى، والقريبين من مطبخ القرار يعلمون أن أى توسع أو تمدد لأى شخص فى مصر خاصة لو كان رجل أعمال لايتم عشوائيا بل بميزان دقيق وبحسب قربه من النظام وتحديدا شخصيات بعينها داخل هذا المطبخ؟
وكيف يستقيم أن يكون المتهم الثانى فى قضية سوزان تميم مجرد عضو عادى بإحدى أمانات الحزب بينما قد نال شرف لقاء رئيس الجمهورية أكثر من مرة، وبعدها حصل على أكبر محفظة أراضى فى بر مصر المحروسة ومساحتها ثمانية آلاف فدان؟ فهل يستطيع أى عضو عادى بالحزب أن يلتقى رئيس الدولة أكثر من مرة إلا إذا كان من المقربين ومن أصحاب اليمين؟
ثم كيف يكون رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى مجرد عضو عادى بالحزب بينما هو أحد أكبر ممولى الحزب الوطنى إن لم يكن أولهم وهم 23 رجل أعمال معروفون بالاسم ويمكن للقارىء أن يذكر نصفهم بسهولة وخلال ثوان معدودة؟
إن قيادات الحزب كلها تعلم تماما أن هشام طلعت مصطفى لم يكن عضوا عاديا بل كان نافذا وفى أحيان كثيرة آمرا، وأن هذا تم تحت سمع وبصر كل أجهزة الدولة؟
فى تصريحات أمين الإعلام بالحزب الوطنى وأبرز قادته محاولة حزبية للهروب من عبء وتكلفة وجود هشام طلعت بين صفوف أمانة السياسات الآن، لأنه قد (وقع) وبالتالى تسرى قاعدة (معرفوش) وكأننا نشاهد أحد أفلام مخرج الروائع الراحل حسن الإمام.
(2)
الدكتور على الدين هلال أستاذ العلوم السياسية الذى لا يشق له غبار فى علمه وقد درسنا على يديه علوم السياسة وبحورها وأقوال مفكريها وباحثيها وأنها ليست (فن الممكن) فقط بل إنها أيضا تعنى (المصلحة فوق الجميع)، لذا فإنه يعلم أنه إذا صحت الاتهامات المنسوبة إلى رجل الأعمال الشهير هشام طلعت مصطفى فإن ذلك سوف يعود بالضرر على الحزب وعلى أمانة السياسات – تحديدا- التى يرأسها جمال مبارك، بل إن علاقة هشام طلعت ستلحق الضرر بسيناريوهات معدة سلفا بالأدراج ولم يحن وقت خروجها الآن.
كنا نتمنى من الدكتور هلال وهو قريب من عقل النظام أن ينبه ومنذ زمن بعيد من خطأ (بل خطيئة) اقتراب رجال الأعمال من دائرة الحكم وتصدرهم للمشهد السياسى خلال الثلاثين عاما الأخيرة، ولعل أكثر ما يلفت الانتباه فى وظيفة المتهمين فى قضية سوزان تميم أن أحدهما ضابط سابق بجهاز الشرطة والثانى رجل أعمال، وربما لم يكن هذا مجرد مصادفة بل تجسيد حقيقى وواقعى لتزاوج المال (رجال الأعمال) بالسلطة (ضابط الشرطة وما أشبه) لأنهما معا مجتمعين يمتلكان البلاد والعباد.
وإذا أردت تجسيدا أكثر واقعية لتزاوج المال بالسلطة، فلتقرأ خريطة مهن أعضاء مجلس الشعب والمنوط بهم مراقبة الحكومة وتمثيل الشعب، وستلاحظ أن حوالى ثلث أعضاء المجلس من رجال الأعمال وضباط الشرطة، والمؤكد أن هذا لم يحدث عفو الخاطر، وحتى إن لم يكن مقصودا إلا أنه يعبر عن واقع نعيشه.
قد يقول قائل من داخل الحزب الحاكم إنها مجرد (مصادفة) غير مقصودة
..ربما..لكن هل من محاسن الصدف أيضا أن يكون النسبة الأكبر من رؤساء اللجان هم أيضا من رجال الأعمال؟ وهل من المصادفة أيضا أن يتولى رجال الأعمال رئاسة أهم لجان المجلس كالإسكان والتخطيط والموازنة على سبيل المثال لا الحصر.
هى إذن ليست مجرد مصادفات بل هو تجسيد واقعى للحاصل فى حياتنا السياسية خلال ربع قرن مضى، وأعتقد أن الحكم فى طريقه إلى حصاد نتائج هذه السياسة التى أهملت خبرات كافة شرائح المجتمع من أساتذة الجامعة وأطباء وحقوقيين ومهندسين ومعلمين ...أهدرت فى سفه كل خبرات أبناء الوطن والذى احتل مكانته المتميزة فى السابق بخبرات كل أبنائه، واهتم الحكم بفئة واحدة فقط كان لها– ولايزال – السمع والطاعة فى كافة أجهزة الدولة، وكان ذلك تعبيرا حقيقيا لإعلاء سطوة المال..مما نتج عن ذلك سيادة مفاهيم (اللى معاه قرش يساوى قرش) فاجتاحت المجتمع رغبة عارمة فى الثراء دون اهتمام بالمصدر لأن القيمة أصبحت (لمن يملك) بعد أن دخل الأدراج قانون (من أين لك ذلك)؟
أما إذا رأيت أو استمعت إلى هؤلاء الأثرياء الجدد فستحزن وتندم أن مصير ومصائر البلاد والعباد أصبحت بين أيدى هؤلاء ...فقط لأنهم يملكون المال، ولاتسأل عن أشياء إن تبد لكم تسوءكم مثل العلم والثقافة والمعرفة، فبعض هؤلاء الأثرياء الجدد لم يكملوا تعليمهم الأساسى لكن وجدناهم يشرعون لنا القوانين ويدلون بدلوهم فى حياتنا السياسية.
(3)
من الظلم والخطأ أن نتبع سياسة التعميم على كل أصحاب الأعمال الخاصة فمنهم الشريف الذى كون ثروته من تعب ونصب لكن الصورة العامة التى وقرت فى أذهاننا هى هذه النوعية السلبية من رجال الأعمال التى سيطرت على مقدرات وطن عظيم وقديم بحجم مصر، لكن هذه النوعية لم تعرف أو تتعلم أن الثروة مسئولية وتزداد هذه المسئولية فى دول العالم الثالث ومصر من بينها.
وأذكر هنا أننى التقيت الدكتور على الدين هلال منذ بضعة أشهر وكان يشغلنى وقتها أسئلة حول دور رجال الأعمال فى عصر مبارك، ولماذا لم يخرج من بينهم من هو فى قامة طلعت حرب مثلا وكان رد الدكتور هلال: إن الدنيا تعقدت كثيرا وطلعت حرب هو ابن الثورة‮ ‬19‮ ‬وحاليا‮ ‬يوجد دور اجتماعي‮ ‬لعدد من رجال الأعمال،‮‬كما‮ ‬يجب أن تمنحهم فرصة وقت أكبر لأننا نرجو أن‮ ‬يكون هناك أكثر من طلعت حرب‮,وأضاف أن الظروف اختلفت‮.. ‬حيث كانت القضية الشاغلة لطلعت حرب هي‮ ‬انشاء مؤسات مصرية مثل ستديو مصر ‬أما الآن وفي‮ ‬ظل الوضع العالمي‮ ‬الجديد ما‮ ‬يقابل هذا هو بناء تحالفات دولية وأن تشتغل كرجل اعمال في‮ ‬دول أخري،‮‬وأن تخرج من مصر شركات عالمية تعمل في‮ ‬الجزائر وسوريا وايطاليا‮.‬
قاطعته قائلا:هل تعتقد يادكتور هلال أن ما تقوله كاف بينما تبرع أحد الأمراء العرب ب‮ ‬10‮ ‬مليارات دولار للإنفاق على‮ ‬البحث العلمي‮ ‬والتعليم في‮ ‬المنطقة العربية‮.. ‬لكننا لم نجد رجل أعمال مصريا اهتم بالعلم والبحث العلمي؟ ‮=رد الدكتور على الدين هلال قائلا:أسهل شئ بالنسبة لى‮ ‬أن أهاجم رجال الأعمال وعندى‮ ‬معلومات مقدار التى‮ ‬عندك‮ ‬20‮ ‬مرة وأكثر‮.. ‬وأستطيع أن أتخذ موقفا معاديا لكن نود أن نرى‮ ‬دورا مهما لهؤلاء وهو‮: ‬كم عدد فرص العمل التى‮ ‬أتاحوها للعمل،‮ ‬والحاجة الثانية الدور الاجتماعي‮ ‬وهو ليس منحة والفكر الرأسمالى‮ ‬يتحدث اليوم عن الدور الاجتماعى‮ ‬للمؤسسة،‮ ‬وأتصور أن المجال الرئيسى ‬لرجال الأعمال هو التدريب والتعليم وهى‮ ‬حلقة مفصلية فى‮ ‬مسألة تحقيق النمو فى‮ ‬أى‮ ‬دولة‮.‬ ‮وعندما سألته عن السبب وراء سعى رجال أعمال العصر الحالى إلى عضوية البرلمان؟ ‮أجاب قائلا:هناك تصور لدى رجال الأعمال ‬أن الحصانة البرلمانية‮ ‬يمكن أن تحميهم فى‮ ‬وقت الأزمة أو تسمح لهم بالاحتكاك بوزراء وأشخاص مهمين قد‮ ‬يسهلون لهم عملهم‮.
تذكرت هذا الحوار مع الدكتور هلال وأنا أتابع قضية رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى وكذلك رجل الأعمال محمد فريد خميس.
وأود أن أسأل الدكتور على الدين هلال سؤالا واحدا :هل أدى رجال الأعمال فى مصر والذين تربوا فى حجر النظام ضريبة ثرواتهم وحق المجتمع عليهم مثلما ذكرت فى حديثكم لى.
فى تقديرى أن الحكم مطالب الآن –ونرجو ألا يكون الوقت قد فات- بفتح ملفات رجال الأعمال، وهل أعطوا مثلما أخذوا؟ كما أنه مطالب أيضا بأن يعيد الاتزان والتوازن إلى الخريطة الاجتماعية، فالمجتمع ليس فقط رجال أعمال مع عظيم احترامنا للشرفاء منهم.
(4)
منذ قرار النائب العام بإحالة قضية سوزان تميم إلى المحكمة وبعد قراءة بيان النائب العام، أصبح لدى عدة ملاحظات مهمة تستحق أن نتوقف عندها، وأعتقد أن جزءا من هذه الملاحظات ستظل مجرد أسئلة تبحث عن إجابة فى قضية هى بحق (قنبلة الموسم) بلا منازع:
1-الملاحظة الأولى تتعلق بصورة المتهم الأول فى القضية وهو ضابط الشرطة المفصول محسن السكرى، حيث لم تنشر له صورة واحدة حتى الآن فى أى صحيفة أو موقع على الإنترنت, وقد جرت العادة أن يتم نشر صور المتهمين فى قضايا أقل من ذلك بكثير، فهل من تفسير على هذه الملاحظة؟.
2-كيف استمر الضابط السابق بالعمل بالشرطة لفترة امتدت إلى عشر سنوات دون أن يتم ملاحظة سلوكه وتصرفاته فى جهاز مثل الشرطة به ادارة خاصة بشئون الضباط تحاسبهم وتراقبهم؟ بل كيف انتقل للعمل بجهاز حساس مثل أمن الدولة بينما كان يعمل فى قطاع الأمن المركزى؟
3-جهاز أمن الدولة من أهم أجهزة الأمن بوزارة الشرطة بل بالدولة كلها ومن الطبيعى أن يتمتع العاملون به ببعض الصفات وأعتقد أن من بينها الذكاء، فكيف لهذا الضابط وقد استمر فى عمله لمدة عقد كامل بأمن الدولة ثم يقع فى أخطاء بسيطة أثناء ارتكاب جريمته فى الإمارات وحسبما ورد فى تحقيقات النيابة، حيث اشترى معدات الجريمة وسدد ثمنها ببطاقة فيزاكارد مما سهل على أجهزة الأمن بالإمارات سرعة الاستدلال عليه.
4-حسب بيان النائب العام ووصفه لدور المتهم الأول (محسن السكرى) فى القضية تؤكد أننا لسنا أمام مجرد قاتل بل مجرم أثيم، وهناك فارق كبير بين الاثنين، فالأول يمكن لأى شخص أن تضعه الظروف فى موقف ما فيصبح قاتلا إما دفاعا عن الشرف أو المال مثلا، بينما المجرم هو سفاح يعمل بأجر لدى من يكلفه دون أن يطرف له جفن.
هل يحق لنا هنا وبعد هذه الملاحظة الرابعة مطالبة وزارة الداخلية بالكشف عن ملف خدمة (السكرى) منذ التحاقه بالخدمة وحتى تاريخ فصله من الوزارة.
5-إذا ثبتت الاتهامات التى وجهتها النيابة إلى المتهم الثانى هشام طلعت مصطفى وأدانه القضاء فنحن هنا أمام تطور دراماتيكى فى نفسية وعقلية بعض الأشخاص الذين يحوزون الثروات فى مصر.
6-سادس هذه الملاحظات التى استوقفتنى مثلما استوقفت آخرين تتعلق بدرجة عالية من الغرور أو الاستهانة الشديدة بالقانون من أداء المتهم الثانى بدلالة تحويل الأموال للقاتل من شركة المتهم الثانى، إضافة إلى إجراء الاتصالات التليفونية من المحمول الخاص به وكأنه يشعر أنه لن يطوله أحد.
(5)
رغم الجهد والأداء العالى الذى قامت به النيابة العامة بقيادة المستشار عبد المجيد محمود لكن هناك حالة عامة بين الناس فى الشارع لا تصدق ما حدث، وترى أن المتهمين ورغم قرار الاتهام الذى أصدرته النيابة بحقهما الا أن مايحدث هو مجرد طبخة من الحكومة وزى ما حصل فى قضية العبارة وأكياس الدم سوف يحدث مثله فى هذه القضية.
وفى تقديرى أننا إذا كنا نقبل بأن تهتز ثقة الشعب فى أى قطاع بالدولة إلا أننا نرفض اهتزاز ثقة الناس فى أهم قطاع، بل نرفض أى مساس بصورته وهيبته فى أعين الناس حيث لايزال هو ملاذ الفقراء والبسطاء فى هذا البلد الصابر. بقيت نقطة مهمة تتعلق بالمتهم الثانى رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى حيث نفض جميع أعضاء وقيادات الحزب يدهم عنه والتزم الجميع الصمت ورفضوا التعليق..مجرد التعليق..وسبحان مغير الأحوال.
موضوعات متعلقة..
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الأولى)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثانية)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثالثة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الرابعة)
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الخامسة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة السادسة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة السابعة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثامنة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة التاسعة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة العاشرة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الحادية عشر)
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الثانية عشر)
محمد على خير يكتب: مفاجأة: الأسهم التى سيمتلكها المصريون ليست مجانية
محمد على خير يكتب: فى حريق الشورى حضر رئيس الجمهورية والوزراء وفى كارثة المقطم حضر محافظ القاهرة فقط
محمد على خير يكتب: لماذا رفعت الحكومة يدها عن دعم أكبر رجل أعمال فى مصر؟
محمد على خير يكتب: لماذا يمسك رشيد منتصف العصا فى قضية احتكار الحديد؟
محمد على خير يكتب: دولة جمال مبارك التى رحل عنها (عز)
محمد على خير يكتب: 3 سيناريوهات تحدد مصير مجموعة طلعت مصطفى إذا تمت إدانة هشام
محمد على خير يكتب: عمليات شراء واسعة لأراضى طريق مصر إسكندرية الصحراوى
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الخامسة)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.