انتقد الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، أمير دولة قطر ما أسماه "عجز" المجتمع الدولى فى حل الأزمة السورية، مشدداً على أن بلاده "لن تتخلى عن الشعب السورى". جاء ذلك فى خطاب ألقاه اليوم، خلال افتتاحه الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد العادى السنوى الثانى والأربعين لمجلس الشورى، وذلك بمقر المجلس فى القصر الأبيض، بالعاصمة الدوحة. وقال فى خطابه: "لقد عجز المجتمع الدولى فى التصدى لنظام (نظام الأسد) ارتكب وما زال يرتكب جرائم ضد الإنسانية، وعجز حتى عن اتخاذ قرارات ملزمة توقف سفك الدماء، وذلك بسبب استخدام عدد من الدول حق النقض (الفيتو)، وازدواجية المعايير المستفحلة فى السياسات الدولية". وأشار إلى قرار مجلس الأمن الدولى الخاص بنزع الأسلحة الكيماوية فى سوريا، والذى جاء فى أعقاب الهجوم الكيماوى الذى طال الغوطة الشرقية بريف دمشق فى أغسطس الماضى، واعتبره "غير كافٍ لحل الأزمة السورية". وفى هذا الإطار، أضاف أمير قطر: "لم يقم الشعب السورى بثورته، وتحمل ما لا طاقة للبشر باحتماله من أجل نزع الأسلحة الكيماوية، بل من أجل التخلص من حكم لا يتورع فى استخدام تلك الأسلحة ضد شعبه". وهنا جدد الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، مطلباً سبق أن طالبه خلال خطابه الذى ألقاه أمام الجمعية العامة فى الأممالمتحدة فى سبتمبر الماضى، وهو "إصلاح شامل للأمم المتحدة ومجلس الأمن". وفى الشأن الفلسطينى، حمل أمير قطر، "التعنت" الإسرائيلى، المسئولية الكاملة عن "استمرار القضية الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطينى دون حل". وقال: "من يتحمل المسئولية الأساسية عن استمرار القضية الفلسطينية، ومعاناة الفلسطينيين دون حل هو التعنت الإسرائيلى، ومواصلة الحصار الجائر على قطاع غزة، وسياسة الضم والاستيطان فى القدسالمحتلة والضفة الغربية، بالإضافة إلى التساهل الدولى مع هذا التعنت الذى يصل إلى حد لتواطؤ". غير أنه وجه فى الوقت نفسه، باللوم فى هذا الصدد إلى "التقصير" العربى بحق القضايا العربية، معتبراً أن الانقسام الفلسطينى (الحاصل بين حركتى فتح وحماس) "يشكل عاملاً أساسياً فى إضعاف الموقف الفلسطينى"، وأكد أن القضية الفلسطينية ستظل محور اهتمام السياسة القطرية.