حمّل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، مجلس الأمن الدولى، مسؤولية "الإخفاق" فى فرض الحل السياسى فى سوريا، وانتقد "عدم اتخاذه القرارات اللازمة لوقف السياسات الإسرائيلية غير المشروعة". كما دعا إلى إصلاحه من خلال "التمثيل العادل للمجتمع الدولى داخل المجلس". جاء هذا فى كلمة أمير قطر خلال الجلسة الافتتاحية العامة للدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التى عُقدت فى مقر المنظمة الدولية بنيويورك، مساء أمس الثلاثاء، ونشرت نصها وكالة الأنباء القطرية. وتعرض أمير قطر فى كلمته للأزمة السورية والقضية الفلسطينية وثورات الربيع العربى. ودعا الشيخ تميم السوريين إلى "أن يوحدوا صفوفهم من أجل مرحلة انتقالية تهدف إلى إنشاء نظام حكم يضمن حرية وكرامة جميع السوريين من دون تمييز". وأعرب عن أسفه "أن يظل مرتكبو الجرائم والمجازر الوحشية التى اهتز لها الضمير الإنسانى دون ردع أو مساءلة، مما يفقد آليات حقوق الإنسان والعدالة الدولية مصداقيتها أمام المجتمع الدولى". وحمل مجلس الأمن المسئولية عن الإخفاق فى التوصل لحل سياسى، وقال فى هذا الصدد: "ندرك جميعا أن المسؤولية عن الإخفاق فى فرض الحل السياسى الذى نفضله جميعا فى سوريا يعود أساسًا إلى عجز مجلس الأمن عن اتخاذ القرار اللازم لوقف إراقة الدماء واستمرار تعنت النظام السورى ورفضه لكافة المبادرات الإقليمية والدولية". وأضاف أن "الشعب السورى لم يثر بهدف وضع أسلحة سوريا الكيميائية تحت الرقابة الدولية، بل من أجل التخلص من حكم الاستبداد والفساد، ولرفع الظلم عنه". كما دعا إلى "رفع الظلم التاريخى" الواقع على الفلسطينيين، وطالب مجلس الأمن أن "يضطلع بمسؤولياته فى حفظ السلم والأمن الدوليين واتخاذ القرارات اللازمة لوقف السياسات الإسرائيلية غير المشروعة". ودافع عن الاتهامات الموجهة لبلاده بشأن التدخل فى شئون الدول الأخرى، مؤكدًا أن قطر "تسعى لأن تكون ساحة للحوار بين الأطراف المختلفة فى النزاعات، لا أن تكون طرفًا فى هذه النزاعات، كما تسعى لأن تفتح منابر للحوار الثقافى والإعلامى بين الشعوب". وأشار إلى أن "عملية اتخاذ القرار فى مجلس الأمن باتت بحاجة ماسة إلى التعديل لافتقارها إلى العدالة والموضوعية"، معتبرا أنها "أصبحت عائقاً أساسياً أمام حماية وحفظ السلم والأمن الدوليين، وأمام معاقبة مجرمى الحرب والمجرمين ضد الإنسانية". وأكد على "أهمية الإسراع فى تحقيق إصلاح شامل وجوهرى لمجلس الأمن حتى يكون أكثر قدرة على التعامل بإيجابية مع التحديات العالمية والاستجابة لطموحات الشعوب".وبين أنه لن يتحقق ذلك إلا من خلال "التمثيل العادل للمجتمع الدولى داخل المجلس، وأن يكون معبراً عن ديمقراطية العمل الدولى المتعدد الأطراف، وليس ممكنا بالطبع اتخاذ قرار بدون أن تدعمه الدول الدائمة العضوية، ولكن لا يجوز احتكار القرار لفترة طويلة ومتواصلة من قبل دولة أو اثنتين"، حسب قوله. وتعرض الشيخ تميم للتحديات التى تواجهها ثورات الربيع العربى، وقال فى هذا الصدد :"تواجه ثورات الربيع العربى التى انتفضت فيها الشعوب العربية مطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية صعوبات تبدو وكأنها تعيد عقارب الساعة إلى الوراء"، مبينًا أن "هذه الصعوبات متوقّعة، ولكن الغريب هو أن بعض السياسيين لا يحسنون حتى تجنّب المشاكل المتوقعة". وتعد هذه هى أول مرة يشارك فيها الشيخ تميم فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كأمير لقطر؛ حيث تولى مقاليد الحكم بها فى يونيو الماضى.وسبق أن شارك الشيخ تميم حينما كان وليًا للعهد فى اجتماعات الدورة ال61 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2006، وألقى كلمة بلاده بها.
