التايمز: إبرام اتفاق نووى مع إيران يجب أن يخضع لعدة مبادئ

قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن إبرام اتفاق بشأن برنامج إيران النووى يمكن أن يكون أسوأ من عدم وجود صفقة على الإطلاق، ما لم يخضع لمجموعة من المبادئ التى يجب وضعها فى الاعتبار عند التفاوض مع إيران.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية فى مقال تحليلى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء أنه فى بداية الأمر: ينبغى أن تحل إيران كافة المخاوف الدولية العالقة، فالوكالة الدولية للطاقة الذرية احتجت مرارا وتكرارا من أن إيران لم تكن صريحة بشأن أنشطتها النووية، لذا ينبغى على إيران معالجة كافة مخاوف الوكالة الدولية كجزء من أى اتفاق.
وأضافت الصحيفة وثانيا: أنه يجب على إيران الالتزام بالمتطلبات القانونية الدولية، فبرغم أن إيران لطالما زعمت أن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، أو معاهدة حظر الانتشار النووى، تمنحها الحق فى تخصيب اليورانيوم، إلا أنه لا وجود لمثل هذا الحق، لذا فتحدى إيران وتشويه المطالب القانونية الدولية يهدد بانهيار نظام منع الانتشار، ومن أجل الحفاظ عليه، يجب أن يؤكد المفاوضون على سلطة مجلس الأمن والهدف الحقيقى من معاهدة حظر الانتشار النووى.
وتابعت قولها وثالثا: إن إبرام صفقة مقبولة يجب أن تقوض قدرات إيران النووية لامتلاك سلاح نووى، والتى لطالما أنكرتها، الأمر الذى سيتطلب فرض قيود على حجم ومستوى تخصيب اليورانيوم المخزون، وعدد وأنواع العمليات وأجهزة الطرد المركزى المثبتة، وتصميم مرافق تخصيب اليورانيوم وإنتاج البلوتونيوم المحتمل فى مفاعل "أراك" الذى يعمل بالماء الثقيل".
ومضت تقول: "أما المبدأ الرابع فيتمثل فى فرض نظام تفتيش صارم، فموافقة إيران على إبرام اتفاق لا يعنى أنها ستلتزم به، وقد حاولت بناء كل من منشآتها الحالية للتخصيب سرا، ولمنعها من محاولة القيام بذلك مرة أخرى، ينبغى أن يشترط المفاوضون أن توافق إيران على رفض رقابة أكثر صرامة على برنامجها النووى".
وأشارت الصحيفة إلى المبدأ الخامس والأخير: أن يكون التفاوض من موقع قوة، ففى كثير من الأحيان، استخدمت إيران المفاوضات لانتزاع تنازلات، وتقويض الحل الدولى وكسب المزيد من الوقت، وأردفت تقول: "إن نجاح هذه المحادثات يتوقف على فهم إيران بأنه ستكون هناك عواقب حقيقية ومدمرة إذا فشلت المفاوضات.
ونوهت إلى أن هذا الأمر سيتطلب من الولايات المتحدة اتخاذ هذه الإجراءات: تكثيف العقوبات وتحفيز الدول الأخرى على أن تحذو حذوها، إصدار تصريحات أكثر قوة وذات مصداقية بشأن أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، والشروع فى عمليات الانتشار العسكرى الجديد وتوضيح دعم العمل العسكرى الإسرائيلى فى حال تم ذلك.
وأخيرا، شددت الصحيفة على ضرورة عدم إضاعة المزيد من الوقت، فإيران من المرجح أن تمتلك سلاحا نوويا منتصف عام 2014، وربما حتى قبل ذلك.
واختتمت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية – تحليلها – قائلة: "إن المفاوضين ينبغى عليهم أن يعملوا وفقا لهذه المبادئ لتجنب خلط المفاهيم، ويجب أن يتفادوا إبرام أى اتفاق من شأنه أن ينتهك هذه المبادئ".