شيع رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل فى العاصمة عمان اليوم السبت جثمان والده، الذى توفى أمس، وسمحت السلطات الأردنية بدخول مشعل لأراضيها، لأسباب "إنسانية بحتة". وبذلك تكون زيارة مشعل أول زيارة معلنة إلى عمان منذ عام 1999، حين طردته السلطات الأردنية إلى جانب أربعة من قادة الحركة الإسلامية الفلسطينية، وذلك على خلفية ازدواجية التمثيل بين الإخوان المسلمين فى الأردن وحماس. وتقدم مشعل المصلين لصلاة الجنازة من جامع "الجامعة الأردنية" وسط حضور نحو ثلاثة آلاف مصل معظمهم من أعضاء الحركة الإسلامية بالأردن يترأسهم المراقب العام للإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد وحضور رئيس المجلس الوطنى الفلسطينى سليم الزعنون وقيادات حركة فتح فى الأردن ورؤساء الأحزاب والنقابات الأردنية. وتم نقل الجثمان إلى مثواه الأخير فى مقبرة "صويلح" شمال غرب العاصمة عمان، من دون حضور أى مسئول رسمى من الدولة الأردنية.. وقد رافق خالد مشعل للأردن ثلاثة من أعضاء المكتب السياسى لحماس وهم محمد نصر وعبد العزيز الرشق وسامى خاطر. وقد توفى عبد الرحيم مشعل والد رئيس المكتب السياسى فى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل أمس الجمعة فى العاصمة عمان، عن عمر يناهز 90 عاما. وجهزت أمانة العاصمة عمان فى منطقة "صويلح" موقعا لاستقبال المعزين فى وفاة والد خالد مشعل. وتفيد العائلة بأن عبد الرحيم، الذى ولد مع نهاية الحرب العالمية الأولى، شارك فى مقاومة الانتداب البريطانى وفى ثورة 1936 داخل فلسطين، وفى ستينيات القرن الماضى توجه إلى الكويت للعمل فيها، والتحقت به أسرته عام 1967 وظلت هناك حتى اندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991 عقب اجتياح العراق للكويت. يشار إلى أن خالد مشعل لم يقم بزيارة الأردن منذ إبعاده عن المملكة عام 1999، وقد سمحت السلطات الأردنية مؤخرا بتجديد جواز سفر خالد مشعل الصادر من المملكة الأردنية. وكان مشعل قد اعتقل فى عمان فى 22 سبتمبر 1999 بعد زيارة إلى إيران، حين قررت السلطات الأردنية إغلاق مكاتب حماس الإعلامية، ثم ابعد إلى قطر فى 21 نوفمبر 1999 قبل أن يختار الإقامة فى دمشق. وخالد مشعل من مواليد سلواد قضاء القدس (فلسطين) عام 1956، وقد نجا خالد مشعل من محاولة اغتيال فاشلة قام بها جهاز المخابرات الإسرائيلى "الموساد" فى عمان عام 1997، حيث تمكن مرافقو مشعل من ملاحقة الموساد والقبض عليهم، وأبرم الأردن اتفاقا مع إسرائيل تم بموجبه إرسال طبيب إسرائيلى إلى المدينة الطبية لمعالجة مشعل والإفراج عن الشيخ المؤسس أحمد ياسين مقابل الإفراج عن منفذى العلمية الفاشلة. جدير بالذكر أن مشعل المقيم فى دمشق يحمل الجنسية الأردنية، علما بأن عائلته ذات الأصول الفلسطينية تقيم فى المملكة.