شهدت مقابر قتلى الحرب العالمية من دول "الكومنولث" بمدينة العلمين بالساحل الشمالى، إحياء الذكرى ال71 لمعركة العلمين ونهاية الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء ودول المحور. وشارك فى الاحتفال بإحياء الذكرى وتأبين ضحايا الحرب 17 سفيرًا للدول التى شاركت فى الحرب، ومحافظ مطروح ممثلاً للحكومة المصرية وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية بمطروح وبعض الملحقين العسكريين للدول المشاركة. وفى كلمته دعا السفير البريطانى إلى نبذ الاقتتال والحروب التى تمثل خرابًا على جميع الأطراف وزعزعة استقرار الأمم، مطالبًا دول العالم بالعمل على إقرار السلام، وأشار إلى أن الحروب السابقة سببت خسائر فادحة للشعوب سواء كانت منتصرة أو مهزومة. شارك فى الاحتفال 17 سفيرًا من بينهم إنجلترا وفرنسا وكندا واليونان وألمانيا وعدد من المحاربين القدماء الذين يزالون على قيد الحياة ومحافظ مطروح اللواء بدر طنطاوى، ورئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية ووفود الدول المختلفة والعشرات من أبناء وأحفاد الضباط والجنود الذين قتلوا خلال الحرب العالمية. وقام ممثلو الدول بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكارى للجنود، كما عزفت الفرقة الموسيقية بمشاركة كورال كنائسى إنشاد الترانيم. وتضم مدينة العلمين عددًا من المقابر أكبرها مقابر دول "الكومنولث" التى رفات 7673 من القتلى بالإضافة إلى لوحة شرف بأسماء 11493 ممن شاركوا فى الحرب مجهولى المصير. كما تضم مقابر المعظمة الألمانية رفات 4200 من القتلى الألمان وتضم المقابر الإيطالية 4850 بالإضافة إلى نصب تذكارى لعشرات الليبيين الذين حاربوا فى صفوف القوات الإيطالية. يذكر أن معارك الحرب العالمية الثانية التى شهدتها الصحراء الغربية خلفت حوالى 20 مليون لغم وجسم قابل للانفجار بمناطق محافظة مطروح المختلفة من العلمين شرقا وحتى السلوم والحدود الليبية غربًا، وتقاعست الدول المتسببة عن المشاركة الجادة والفعالة فى إزالة هذه الألغام التى تعطل التنمية واستغلال الموارد المعدنية والبترول والغاز وعدم القدرة على زراعة هذه الأراضى وتهديد هذه المتفجرات لحياة وسلامة المواطنين. وكانت الجهود المصرية من خلال الاستعانة بإمكانيات القوات المسلحة قد طهرت مساحات من هذه الأراضى والتخلص من أكثر 4 ملايين لغم خلال السنوات الماضية وما زالت أعمال التطهير مستمرة.