بعد 22 عامًا من حل «حلف وارسو» رسميًا، عاد اسم العاصمة البولندية يتردد مرة أخرى، مصحوبا بأنباء عن استضافتها مبادرة لحل الأزمة المصرية الحالية، وعلمت «اليوم السابع» أن «وارسو» ستشهد خلال الساعات المقبلة لقاء بين برلمانيين سابقين ينتمون لجماعة الإخوان وعدد من أحزاب التيار الإسلامى من ناحية، وقيادات ونواب سابقين ونشطاء بأحزاب مدنية من ناحية أخرى، وذلك على هامش مؤتمر «وارسو للحوار الديمقراطى» الذى تنطلق أولى جلساته اليوم ويستمر لثلاثة أيام، تجرى خلالها مناقشات حول مستقبل الثورة المصرية وخارطة الطريق وتحديات المرحلة الانتقالية. وقالت مصادر، إن مؤسسة وارسو للحوار الديمقراطى دعت عددا من البرلمانيين السابقين من مختلف التيارات المدنية والإسلامية حول مائدة مستديرة على هامش المؤتمر فى محاولة لتقريب وجهات النظر، وطرح مبادرة للخروج من الأزمة الحالية، التى تمر بها مصر، مشيرة إلى أن رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات هو المحرك الأساسى لهذه المبادرة بالتنسيق مع السفارة البولندية بالقاهرة، حيث تركت له المؤسسة حرية التحرك لترشيح الشخصيات التى تضم كل الأطياف، وبحث إمكانية تجمعهم حول مائدة واحدة للحوار، وطرح مبادرة لحل الأزمة. وتابعت المصادر، أنه من بين الشخصيات التى تمت دعوتها لحضور المؤتمر كل من القيادى الإخوانى محمد طوسون، رئيس اللجنة القانونية والتشريعية بمجلس الشورى السابق، وهدى عبدالمنعم، القيادية بالجماعة، وأشرف ثابت، القيادى بحزب النور السلفى، إلى جانب النواب السابقين إيهاب رمزى، والدكتورة سوزى ناشد، ومحمد داوود، وآخرين من ممثلى التيارات الليبرالية، موضحة أن الجلسة التى ستجمع بين الطرفين ستكون مغلقة وسيجرى خلالها طرح مبادرة «حقيقية» للخروج من المأزق الحالى وتتضمن حلولا واضحة وتوصيات محددة للمصالحة مع الإخوان يتم تبنيها وعرضها على الحكومة فيما بعد. من جانبه، أكد عبدالله المغازى، البرلمانى السابق والقيادى بحزب الوفد، أنه تلقى دعوة لحضور المؤتمر فى بولندا من السادات، إلا أنه أعتذر للسفير البولندى بسبب ظروف عائلية، موضحا أن الدعوة لم تتضمن أى حديث عن مبادرات للمصالحة مع الإخوان، مشيرًا إلى أنها تضمنت فقط بيان أن المؤتمر يستهدف توضيح الأوضاع فى مصر ومسار خارطة المستقبل، مضيفا: ليس لدى علم بوجود أى من قيادات الإخوان فى المؤتمر، مؤكدا ولو علمت بذلك لرفضت الدعوة من بدايتها. يذكر أن العاصمة البولندية «وارسو» وهى واحدة من أكبر 10 مدن فى الاتحاد الأوروبى من حيث عدد السكان، استضافت فى سنوات سابقة مبادرات لحل الصراع العربى الإسرائيلى قادت إلى زيارة السادات للقدس عام 1977 بين العرب والإسرائيليين، وينسب إليها اسم «حلف وارسو»، وهو منظمة عسكرية سابقة لدول أوروبا الوسطى والشرقية الشيوعية، تم تأسيسها عام 1955 م لتواجه التهديدات من أعضاء حلف شمال الأطلسى «الناتو»، واستمرت فى عملها خلال فترة الحرب الباردة حتى سقوط الأنظمة الشيوعية الأوروبية وتفكك الاتحاد السوفيتى «عام 1991 م» ووقتها بدأت الدول تنسحب منها واحدة تلو أخرى، وحل الحلف رسميا فى يوليو 1991 م.