سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطفل "محمد" ضحية الإهمال فى أسيوط.. ذهب للعب الكرة فى فناء المدرسة فسقط فى بالوعة الصرف ولفظ أنفاسه الأخيرة.. والمحافظ يقرر إعفاء شقيقتيه من مصروفات الدراسة.. ويحيل المسئولين للنيابة العامة
ودع "صلاح الدين محمد" والد الطفل "محمد صلاح" الذى لقى مصرعه غرقا أمس الثلاثاء، فى إحدى بالوعات الصرف الصحى بمدرسة السلام الحديثة، جثمان ابنه إلى مثواه الأخير، وسط بكاء وعويل والدته وأقاربه. والد الطفل أرسل نفسه منذ أكثر من عامين رسالة ل"اليوم السابع" يشكو من إدارة المدرسة ذاتها، بعد أن حصل ابنه خالد وقتها على الدرجات النهائية فى كل المواد، عدا مادة واحدة، حصل على درجات أقل بشكل جعله يشك فى درجات ابنه، مما دعاه للشكوى من المدرسة. وكان الوالد مهتما ومشغولا بمستقبل أبنائه التعليمى بشكل كبير، ولكن لم يكن يعلم وقتها، وهو يشرح لنا عن الظلم الذى تعرض له ابنه، أن المدرسة التى تسببت فى ضياع عدد من درجات ابنه فى إحدى المواد هى ذاتها التى ستتسبب فى فقدانه لفلذة كبده الأصغر. المصادفة الغريبة هى التى قادت أسرة محمد لمعرفة الحادث الذى تعرض له ابنهم، فلم تقم إدارة المدرسة بإبلاغ الأسرة أو إعلامها بما حدث، ولكن أحد أقاربهم الذى يعمل بهيئة الإسعاف عرف الاسم من خلال جهاز اللاسلكى خلال تلقيه للإشارة بالحادث، فاتصل بهم للتأكد، فكانت المفاجأة أنه الطفل ذاته. وشهدت مراسم الغسل حالة بكاء هيستيرية للأب وزوجته المكلومة التى امتلات عيناها بالدموع، ولم تستطع نوم ليلتها باكية على ابنها، ولم يستطع الوالد إخراج ابنه من مشرحة المستشفى إلا بعد أن أخرج والدته من المستشفى. ولم يكن يعلم "محمد" أثناء لهوه مع أقرانه أنها اللحظات الأخيرة فى حياته، كما لم تكن تعلم أسرته عندما أيقظته صباحا أنها تسوقه لقدره الذى ينتظره، وبينما كان يلهو فى فناء المدرسة سقط فى إحدى بالوعات الصرف الصحى التى لم تكن مغطاة جيدًا، فاستغاث زملاؤه وأقرانه وسط صرخات وبكاء التلاميذ، ولكن الموت كان أسرع من محاولات إنقاذه، وفيما كانت إدارة المدرسة تغطى البالوعة بجوال مصنوع من الخيش وأرجوحة خشبية متهالكة. يذكر أن الطفل القتيل له أربعة أشقاء آخرين هم مروان الطالب بالصف الاول الثانوى، وخالد الطالب فى الصف الثالث الثانوى، وروان بالصف السادس الابتدائى، وميار بالصف الثالث الإعدادى بنفس المدرسة التى تسبب الإهمال بها فى موت أخيهم. رحاب خالد الطالبة بكلية الطب، وابنه عم الطفل الضحية قالت إن "محمد" كان متفوقا وهادئ الطبع، وأن وفاته أصابت الجميع بالحزن، متهمة إدارة المدرسة بالتقصير والإهمال، طالبت بمحاسبة مسئوليها جنائية وليس إداريا فقط. فيما أوضح "خالد" شقيقه الأكبر والدموع تملأ عينيه أن محمد كان من أحب إخوته، وأنه فى هذا اليوم كان سعيدا جدا، حيث إنه عندما قابله صباح هذا اليوم الذى وقعت فيه الحادثة، وسأله عن سعر سعادته، قال إن هذا اليوم هو الأول الذى سيبدأ فيه دورى المدرسة لكرة القدم حيث كان يهوى "الطفل الضحية" لعب الكرة بشكل كبير، ولم يستطع خالد إكمال حديثه بعد أن ملأت الدموع عينيه. وفى سياق متصل أصدر اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، قرارا بإعفاء روان صلاح الدين محمد الطالبة بالصف السادس الابتدائى بمدرسة السلام، وميار صلاح الدين محمد الطالبة بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة السلام الحديثة المشتركة، شقيقات التلميذ الضحية الذى لقى مصرعه، من كافة المصاريف الدراسية حتى تخرجهم من هذه المدرسة محل الحادث حتى انتهاء دراستهم بها بالمرحلة الثانوية. وكان محافظ أسيوط قد أمر بإحالة المسئولين فى المدرسة للنيابة العامة، كما أصدر تعليمات مشددة لوكيل وزارة التربية والتعليم بمراجعة منظومة الصرف الصحى بكافة مدارس المحافظة.