بعد نفى رئاسة الجمهورية إجراء أية اتصالات مع جماعة الإخوان المحظورة أو أى جماعات تسعى لفرض إرادتها بالعنف - بحسب ما جاء فى بيان الرئاسة - وأنها لم توفد أحدا أو توكله فى إجراء هذه الاتصالات، جاء رد الإخوان بالتصعيد والتحريض على مزيد من التظاهرات التى وصفوها بأنها ستكون عالمية وغير مسبوقة. حيث دعا الإخوان إلى الاحتشاد فى الميادين يوم 4 نوفمبر المقبل، وقال الإخوان فى بيانهم: إن تظاهرات الرابع من نوفمبر القادم ستكون تظاهرات عالمية، يتظاهر فيها الأحرار فى كل دولة بالعالم. وفى إطار التصعيد المستمر داخل الجامعات أعلنت الجماعة دعوتها لطلاب جامعة الأزهر والمدارس الثانوية للاحتشاد أمام مقر الجامعة بمدينة نصر يوم الاثنين الموافق 28 أكتوبر للانطلاق فى مسيرات بهدف تعطيل الدراسة، وقالت الحركة - فى بيان مقتضب لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" - "فى ظل انتفاضة جامعة الأزهر ورفض الطلاب الدراسة، ندعو جميع الطلاب الجامعات والثانوى الرافضين لثورة 30 يونيو إلى الاحتشاد يوم الاثنين الموافق 28 أكتوبر بجامعة الأزهر فرع مدينة نصر". وحول تأثير هذه الدعوات على استقرار الشارع المصرى أكد أحمد بان الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن دعوات الجماعة المحظورة للخروج فى تظاهرات ضد النظام بالتزامن مع ميعاد محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى، بأنه تصعيد مبالغ فيه الغرض منه إرباك الحكومة بالإضافة إلى تصدير الرعب فى الشارع المصرى بغرض تحسين شروط التفاوض لصالح الجماعة. وقال بان إن محاكمة مرسى ليس لها أى أهمية والأهم عند الجماعة الآن هو الإفراج عن القيادات فى السجون والمحافظة على التنظيم وتخفيف حدة الاعتقالات. وأضاف بان أن الجماعة تسعى دائما إلى جعل النظام مستغرقا فى دائرة رد الفعل ودائم التفكير فى احتمالات تصعيد الجماعة ولجوئها للعنف والاستعانة بالجماعات التكفيرية دفعة واحدة، من أجل مزيد من الضغط لافتا إلى أن الجماعة نجحت بالفعل فى ذلك الأمر. كما أشار بان إلى أن الجماعة تتراجع إلى حافة الهاوية وليس فى طاقتها أو قدراتها تصعيد الأمور بعد تراجع التأييد الغربى وانهيار الظهير الشعبى لأول مرة، فهم يواجهون النظام والشعب فى نفس الوقت وتراجع التحالف الإسلامى. وقال سامح عيد القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المحظورة، إن هناك حالات تسرب كثيرة بين أعضاء الجماعة المحظورة أدت إلى لجوء البعض منهم للانزواء بسبب عدم القدرة على مواجهة المجتمع. وأضاف عيد أن دعوات الجماعة للتظاهر فى الشارع أثناء محاكمة الرئيس المعزول مرسى بغرض إفشالها هو إحدى إستراتيجيات الجماعة لتجميع أعضائها وضمان استمرارية شحنهم بالكراهية بعد حالة التشكك والقلق التى انتابت عددا كبيرا منهم بعد القبض على القيادات، وعدم إمكانية عقد لقاءات الأسر أو إقامة المعسكرات فى ظل الملاحقات الأمنية، وأن اجتماعهم فى المظاهرات بالميادين يضمن لهم التأثير على الأعضاء باعتبارهم جماعات مغلقة، وكذلك فرض سياسة عدم الاستقرار.