لم يجد هذا الصبى الصغير صاحب ال15 عاما سبيلا غير الانتحار، فلقد شعر بكسر النفس والمهانة قائلا "لقد انتهت حياتى، لا أعتقد أننى قادر على التعافى". تلك الكلمات التى تفوه بها رضا لصحيفة التايمز البريطانية؛ هذا الصبى الذى تعرض للاغتصاب والضرب والإذلال على يد النظام الإيرانى طوال 20 يوما قضاها فى المعتقل بعد أن تم القبض عليه لارتدائه عصابة يد خضراء ترمز للمعارضة. وأكدت الطبيبة التى تحاول معالجته وتعيش معه فى مخبأ آمن فى وسط إيران مما يعرضها للخطر، أن رضا حاول الانتحار وهو يخشى الخروج كما أنه مرعوب من التواجد منفردا، فيما تعيش أسرته فى يأس ويبحثون عن سبل للفرار من البلاد. وقد بدأت محنة رضا فى منتصف يوليو عندما تم إعتقال نحو 40 شابا خلال مظاهرة للمعارضة، وتم نقلهم إلى المعتقل الذى يعتقد الصبى أن يكون سجن الباسيج إذ إنهم كانوا معصوبى العينين، كما تم تجريدهم من ملابسهم تماما وجلدهم بالكابلات، ثم تم حبسهم فى حاوية شحن من الصلب، وقد قام ثلاثة رجال يرتدون ملابس مدنية بدفعه إلى الأرض على مرمى ومسمع زملائه المعتقلين، وقام أحدهم بتثبيت رأسه وآخر جلس على ظهره حتى قام الثالث بالتبول عليه ثم اغتصابه. وقال رضا إن هؤلاء الرجال كانوا يقولون للمسجونين إنهم يفعلون هذه الأمور الإجرامية الوحشية فى سبيل الله، ثم هددوا الباقية من زملائه بأنهم سيفعلون بهم نفس الأمر ما لم يساعدوهم عند استجوابهم فى اليوم التالى. ثم تم إخراج رضا وربطه فى عامود واقفا طوال الليل، وفى الصباح أتى أحد هؤلاء الرجال ليسأل رضا إذا كان قد تعلم الدرس ولكن رضا كان غاضبا جدا حتى أنه بصق فى وجه هذا الرجل وأمطره بالشتائم حتى قام الرجل بصفعه على وجهه عدة مرات وبعد عشرين دقيقة جاء الرجل بكيس ملىء بالبراز وألقاه فى وجه هذا الصبى المسكين وهدده بأنه سيجبره على تناوله. وحينما بدأ استجوابه وهو معصوب العينين قام رضا بإخبار من يستجوبه بما حدث له، ولكن هيهات فالكل أصبحوا وحوشا، فلقد هدده ذلك الرجل بأنه سيغتصبه إذا ما نطق بمثل هذا الكلام فى أى مكان آخر وقال له: "أنت تستحق ما حدث لك، بل كنت تستحق أن يغتصبوك حتى الموت". وأضاف أنه أجبر على التوقيع على "اعتراف" يقول فيه إن جهات أجنبية حرضته ومن معه على حرق البنوك ومبنى وزارة الإعلام. ومضى رضا فى قص المزيد من وسائل التعذيب والاغتصاب حتى إنه اقتيد مع نحو 130 من السجناء الآخرين إلى محكمة الثورة حيث أخبرهم القاضى بأنه سيشنق هؤلاء الذين قاوموا بعنف الثورة الإسلامية، وتلا أسماء عشرة مراهقين، بما فيهم رضا، وكانت الرسالة واضحة: إذا استمروا فى قولهم، إنهم تعرضوا للاغتصاب فسيتم إعدامهم. ثم بعث بهم القاضى إلى السجن المركزى ليتعرضوا لحلقة أخرى من الوحشية والاغتصاب وبعد عشرين يوما كان على عائلته دفع 45 ألف استرلينى للإفراج عنه، وقد قامت أسرته بإقناع طبيبة يعرفونها بالمجىء لمعالجته من الجروح الخطيرة الموجودة بجسده ومنحه المضادات الحيوية والمسكنات لكنها لم يمكنها فحصه داخليا. وتصف الصحيفة حياة الصبى الذى يعيش فى صدمة وهلع من إعادته للسجن حتى أنه لا ينام. وأكدت الطبيبة للصحيفة أن المعتقلين الآخرين قد تعرضوا لنفس المصير، قائلة "لدينا كثير من الحالات فى المستشفى ولكن لا يمكننا تقديم تقارير عنها. لن يسمحوا لنا بفتح هذا الملف".