هناك قطاع عريض من المصريين يؤيدون الفريق أول عبدالفتاح السيسى، ويرونه الأنسب والأقدر لتولى مسؤولية رئاسة الجمهورية، ويحاولون دفعه للترشيح، لكن ما لفت انتباهى هذا التأييد الواسع من جانب التيار الناصرى للسيسى، لدرجة دفعت الكثيرين منهم إلى إعلان تصويتهم له حال ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، فى حين أن هناك مرشحا سابقا للرئاسة قويا ينتمى لهذا التيار وهو حمدين صباحى، مما دفعنى للتساؤل حول إمكانية استبدال السيسى بصباحى؟ السؤال قد يكون سابقا لأوانه لأن السيسى لم يعلن عن نيته حتى الآن سواء بالترشح أم لا، لكن تحسبا للمستقبل، فمن المهم البحث عن إجابة لهذا السؤال. الناصريون يفسرون الأمر بقولهم إن الفيصل هو الحفاظ على الدولة الوطنية، وهو ما وضح من أقوال وأفعال السيسى الذى ظهر حريصا على ترسيخ فكرة الدولة الوطنية ببعدها العروبى والقومى مثلما كان يدعو الزعيم الراحل عبدالناصر، كما أن الخلفية العسكرية للسيسى جعلته قريبا من الناصريين، ممن يرون أن عبدالناصر «العسكرى» حافظ على هوية الدولة المصرية فى أحلك الظروف التى عاشتها. هذا التفسير ربما يقترب كثيرا من الواقع، لكنه يمهد للحديث عن أمر آخر، ربما يستخدمه البعض للهجوم على الناصريين، فالتيار الناصرى كان منذ بداية ثورة 25 يناير ضد الشعار الذى رفعه البعض «يسقط حكم العسكر»، وهو ما فسره البعض برغبة التيار فى حاجة مصر خلال هذه الفترة لحكم عسكرى. الناصريون يعتبرون اعتراضهم على هذا الشعار نابعا من تصديهم لفكر دخيل على الثقافة المصرية يدخل ضمن إطار نظرية المؤامرة التى تستهدف وحدة الجيش المصرى، فهم يؤكدون أن المنطقة العربية تتعرض لهزات عنيفة طالت كل جيوش المنطقة القوية، فالجيش العراقى تفكك، والليبى أصابه العطب، والسورى انخرط فى حرب أهلية، ولم يتبق سوى الجيش المصرى، الوحيد المنظم والقوى والقادر على مواجهة الأخطار، لذلك ظهر هذا الشعار برعاية إخوانية، وكان الهدف هو كسر الجيش المصرى. إذن نحن أمام إشكالية من وجهة نظرى ربما تظهر بوادرها بقوة حال إعلان السيسى الترشح للرئاسة، فهل سيلتزم وقتها صباحى بتأييد معظم الناصريين للفريق، أم أنه سيقرر خوض التجربة، وفى هذه الحالة كيف سيكون رد فعل التيار الناصرى بشكل عام؟