سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من التليفزيون الصينى لدول العالم النامى: الاعتراف بالأخطاء أولى خطوات "التميز".. "اليوم السابع" ينقل التجربة الصينية من داخل تليفزيون بكين.. ومسئولو CCTV العربية: لدينا استديو فى القاهرة لنقل الأحداث
"الاعتراف بالمشكلة أول خطوة فى طريق حلها"، شعار تدركه جيدًا وتتبناه الكثير من الدول المتقدمة، وعلى ما يبدو هو أيضًا الشعار الذى تبنته الصين، والتى لا تكتفى بما حققته من طموحات اقتصادية يشهد لها العالم، وإنما تسعى جاهدة للانضمام لركب الدول المتقدمة التى تنعم باقتصاد مزدهر وحياة اجتماعية يشعر المواطنون عنها بالرضا. ورغم أن التليفزيون الصينى يخضع لسيطرة الحزب الشيوعى بشكل صارم، إلا أن القائمين عليه يرغبون فى تحسين مستواه للمنافسة مع من يسبقونه فى هذا المجال، خاصة وأن الصين تحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث الإنتاج السينمائى. "اليوم السابع" قامت بجولة داخل أروقة التليفزيون الصينى لننقل التجربة الفريدة من نوعها لدول العالم الثالث وعلى رأسها مصر، حيث التقى بالعديد من المسئولين والقائمين عليه للتعرف عن قرب فيما وصلت إليه بكين من تقدم فى هذا المجال، خاصة أن الصين أطلقت القناة العربية الدولية لتليفزيون الصين المركزى فى 25 يوليو 2009، وهى قناة إخبارية تبث برامجها على مدار الساعة، وتقدم عدد من البرامج التعليمية والثقافية والسياحية والثقافية، حيث تتوجه القناة إلى المشاهدين فى العالم العربى، بهدف تعريف المشاهد العربى بثقافة الصين وتجربتها منذ تطبيق الإصلاح والانفتاح، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتبادل مع العالم العربى فى شتى المجالات. وأبدى القائمون على القناة رغبتهم الحقيقة فى تبادل الخبرات مع الدول العربية، خاصة تلك التى لها باع طويل فى هذا المجال، ويقول جيا بنج، نائب رئيس قناة CCTV العربية لليوم السابع: "إننا نسعى لتحسين برامجنا وزاد عدد المراسلين فى شمال أفريقيا وغرب أسيا منذ عام 2010 إلى 30 مراسلا، كما أن لدينا استديو فى القاهرة لنقل الأحداث الجارية وتبادل وجهات النظر والتعرف على ما يحدث فى مصر ودول الربيع العربى. وسيتم توقيع 9 اتفاقات مع الدول العربية، ونسعى لتبادل بجميع الأشكال، وبالفعل لدينا موظفون عرب يعملون بالقناة.. ولدى تليفزيون الصين 46 قناة بست لغات وهى المعمول بها فى الأممالمتحدة". ورغم تقدم الصين فى المجال التليفزيونى وامتلاكها أكبر شبكة تليفزيون وراديو فى العالم، إلا أن بان تشينجشينج، رئيس هيئة التعاون الدولى فى تليفزيون الصين، أكد من ناحية أخرى، أن قوة الإبداع فى الإذاعة والتليفزيون الصينية ليست بالمستوى المطلوب، وأن الإنتاج الصينى فى هذا المجال لا يزال دون المستوى، قائلا: "هناك مثلا فرق شاسع بين الصين وبين الدول المتقدمة فى هذا المجال، وفى الولاياتالمتحدة هناك 4 مجموعات إعلامية تدر بالمليارات ولكن دخل الصين لا يتجاوز دخل اثنين من هذه المجموعات مثل "ديزنى". والسبب هو صغر حجم خبرة وتاريخ الصين فى هذا المجال". وأضاف المسئول الصينى خلال حديثه للوفد "العربى – الإفريقى" المكون من 34 فردًا من ضمنهم "اليوم السابع" لحضور "الدورة التدريبية لتكنولوجيا الإذاعة والتليفزيون للدول العربية" التى انعقدت فى بكين مؤخرًا، إن الصين دولة شرقية تركز على الاقتصاد وتنميته، وبها ما يقرب من 56 قومية وتعداد سكانها مليار و300 مليون نسمة. وأولويتها هى التنمية الاقتصادية، وقبل تطبيق سياسة الانفتاح والإصلاح عام 1949، كان الاقتصاد مرتبك للغاية، ولكن هناك تقدم ونمو سريع فى الصين منذ ذلك الحين، موضحًا أن الدخل القومى للصين هو الثانى عالميًا، ولكنه لا يزيد عن نصف ما يحصل عليه الأمريكيون، وبالتالى فمستوى النمو لا يزال منخفضًا، على حد قوله. واعترف تشينجشينج أنه فى عشرينيات القرن الماضى، كانت هناك إذاعات حكومية وإذاعات خاصة، إلا أن الإذاعة والتليفزيون فى الصين فى الوقت الحالى باتت جميعها حكومية وتخضع لتوجيه الحزب الشيوعى الذى يقوم بتوجيه البرامج الإخبارية خاصة بعد تبنى الصين سياسة الانفتاح والإصلاح الاقتصادى عام 1949. وقال رئيس هيئة التعاون الدولى فى تليفزيون الصين "إن هناك سيطرة ولكن هذا لا يعنى إنها ليست مفتوحة للقطاعات الخاصة. وهناك شركات قطاع خاص تشترك فى السينما وصناعة الأفلام ولها دور تجارى. ولكن فى دولة مثل الصين مهمتنا هى التطوير الاقتصادى وتختلف مطالب الأشخاص، وبالتالى لا يمكن تقييم أى دولة بالشكليات". وأضاف المسئول التلفزيونى الصينى موجهًا كلامه للوفد الإعلامى العربى الأفريقى: "بكونكم إعلاميين فانتم تطالبون بحريات وهى فعلا تحتاج إلى الحرية وبالتالى فالإعلام المثالى هو الإعلام الحر والمسئول، وأعتقد أن نظام الإعلام فى أفريقيا يشبه أوروبا وهذا خياركم الخاص ووسائل قطاع الإعلام هو نظام داخل المجتمع ومدى الحكم على رداءة الأداء الاعلامى يرجع إلى الخلفية الاقتصادية والاجتماعية للدولة. ونحن لا نعارض حرية الإعلام واستقلاليته، وحتى الحرية والاستقلالية لها حدود، وينبغى أن تكون لها حد، وتقع على الدولة مسئولية كبيرة". ومضى يقول إن الحكومة تتبنى مشروع اقتصادى لحل جميع المشاكل الأخرى، إلا أنه من أجل القيام بعملية اقتصادية سلمية ينبغى وجود استقرار محلى واجتماعى لأنه مع وجود الصراعات يصعب التقدم الاقتصادى، قائلا: "إن التطور الاقتصادى السريع خلق الكثير من المشكلات الاجتماعية، لذا سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام صارمة جدًا لأنها تلعب دورًا مهمًا فى نقل المعلومات والتوعية العامة ونشر الثقافة. أما وسائل الإعلام فينبغى أن تلعب دورًا توعويًا وثقافيًا من أجل الناس، ووسائل الإعلام لها مسئولية كبيرة جدًا والحكومة الصينية تسيطر على وسائل الإعلام بشكل صارم". وأوضح تشينجشينج، أن الإذاعة والتليفزيون تتبع الدولة، وليس هناك ما يسمى القانون الإعلامى، ولكن هناك قواعد تنظيمية بما يتعلق بالسينما ويتم العمل وفقًا لها، لافتًا إلى أن الصين سوف تعمل مستقبلا على وضع ما يسمى بقانون الإعلام، مضيفًا أن وسائل الإعلام الغربية تقدم صورة سلبية عن الصين وتركز على السلبيات. و"نأمل ألا تقوم وسائلنا بالتطرق إلى شئون الآخرين". ويغطى التليفزيون الصينى 98% من تعداد السكان، بينما تغطى الإذاعة الصينية 97% من الشعب الصينى، كما ينتج تليفزيون الصين 1500 حلقة درامية فى العام، و3000 ساعة من المواد الوثائقية وما يزيد عن 500 فيلم فى العام. ويقول تشينجشينج، إن هناك محطات تليفزيونية وإذاعية فى كل إقليم وفى كل البلديات التابعة له، وجميع وسائل الإعلام هذه تتبغ الحكومة بشكل عام. ويبلغ عدد التليفزيونات فى الصين 197 محطة، بينما تبلغ عدد المحطات الإذاعية 2197. وهناك 43 قناة للتعليم، لكنها تتبع الهيئة العامة للتليفزيون والإذاعة. أما عن التعاون بين التلفزيون الصينى وبين الدول الأخرى، قال رئيس هيئة التعاون الدولى فى التليفزيون الصينى، إن قنوات CCTV الصينية تجمعها علاقات مع أكثر من 100 دولة وهناك برامج تدريبية وتعاون مع دول أوروبا وأفريقيا وروسيا واليابان وسنغافورة وماليزيا، كما تقدم خدمات إعلامية بلغات كثيرة، مضيفًا: "تليفزيون الصين لديه 6 قنوات ناطقة بلغات مختلفة. وتوجد كذلك قناة CCTV العربية التى بدأت منذ أربعة أعوام وتهدف إلى تعارف مشترك بين الشعبين العربى والصينى، وكانت تبث فى البداية عن طريق النيل سات". واعترف تشينجشينج بأن القناة لا تزال توجه الكثير من الانتقادات منها إن المقدمين لا يتحدثون العربية بطلاقة ولا يقدمون التقارير بصورة كافية. أما عن أبرز أولويات التليفزيون الصينى فى الوقت الراهن، قال تشينجشينج إن الهدف الرئيسى هو التحسين المستمر لجودة العمل، فالصين بلد مترامى الأطراف وتسعى الحكومة الصينية أن يحظى الصينيون بالخدمات الإعلامية دون أى تمييز بين العرقيات، وكانت نسبة تغطية التليفزيون قبل 20 عامًا 92% ووصلت الآن إلى 98، و"لكن وكلما حاولنا أن نتقدم إلى الأمام كلما ظهرت مشكلات أكبر. لأن فى غرب الصين هناك مناطق جبلية وعشوائية ومهمتنا فى هذه الفترة نشر الخدمات الإعلامية وتعميمها"، وثانى هذه الأولويات هو التحسين المستمر وتعزيز القدرة التنافسية لوسائل الإعلام التى تلعب دورًا سياسيًا مهمًا وتدوير الإنتاج الثقافى.