وما الأعياد إلا أيامك يا رمضان وما الأنوار إلا ليلك يا زعفران وما التقى والهدى إلا فى الصيام وما أنت إلا التأشيرات للجنان وما ساعاتك إلا روائع الأحلام فتصوم العيون والبطون والأذان وتَسعدْ العروق عند رفعْ الآذان والمسلمون أنبياء يمحون الآثام ويعيشون كشموس ونور للأنام ويطوفون ويلبون كملائكة السلام حول الكعبة وأحفاد قريش الكرام والمساجد تعانق الكنائس فى وئام وما القهر والذل إلا فى العصيان وما النعيم إلا فى طاعة الرحمن يا رمضان يا رحمة مِن المعبود تُذكّر قلب المؤمن بسُكّر العهود وتنثر الرحمة على قلب الوجود يا أقدس تسبيح وترتيل وتحميد يا فجر الأنسام وهدية المعبود يرتل لك البحر والطير والحشود والترتيل مِن إذاعة الجنة والشهيد وجبريل أمير الوحى والملائكة يقود تواشيح الإسلام والشافع الوحيد ويهطل الدمع ويذيب الصخر الجلمود ويجتث الظُلم ويروى عدل الوجود ويجمعنا على موائد الطُهر والسجود فيا مرحبا بروح الأرواح والصعود و جمْعْ الندى الراكع الصائم السعيد يناجى جذور الخلاف وكل حاكم عنيد فى القدس وبغداد ولبنان والسودان بإحياء الاختلاف والسلاح الوحيد وبإبادة الخلاف والقتال والتشريد لتترعرع أعمدة الأمجاد والصمود ويا رمضان يا وجه الكون الوضاء رائحة فمى رائحة فردوس السماء وإغتنم لحظة الشهر المَلِك بالدعاء و تذكّر وقت ذبول الأطباء والدواء فتصبح جثمان وترتدى الأكفان ويكون الإسلام تصريحك للجنان وما الصوم إلا جامعة تُعلّم الإحسان قد شيدت لنا الصابرين الفرسان فصوموا يا أولاد الرحمة والحنان تمتلكوا عروش الأماكن والأزمان وطوبى لرجل أزهق روح الشيطان وويل لرجل فتح باب الفحش ميدان ويا أمواج المسلمين يا دُرر الأكوان هل تتذكرون العُمَرين و السادات؟ وربيع عدل الخلفاء والفتوحات وعهود جريان أنهار الإنتصارات ويا تيجان ورؤساء أطهر البلدان مِن دموع المحيط والخلجان نداء مِن فجرْ التاريخ والمعارك رجاء اتحدوا و تسلّحوا لبلْعْ الأعداء فهذا شهر سمو الأنفس والسخاء فكونوا لبساتين الإسلام الماء وكونوا لأوجاع المسلمين الدواء وكونوا لفقراء المؤمنين العطاء وكونوا لعطشى الخلائق السقاء وكونوا للبائس العريان الكساء وكونوا لمديحة الأبناء والأشقاء وامحوا البغضاء صباح مساء كى نرضى عنكم و قائد الأنبياء و يرضى خالق الحياة والفَناء فى شهر ليلة القدر شهر الشِفاء فى شهر عِطر زهره يملأ الفضاء فى شهر منزوع الشقاء والأشقياء فى شهر الشياطين فيه سجناء أذلاء فى شهر ظُلمته بيضاء و صفاء يا رمضان يا نفحات مِن المعبود تُذكّر قلب المؤمن بسُكّر العهود وتنثر الرحمة على وجه الوجود