صدرت الطبعة العربية لرواية "شارع الحوانيت المعتمة" للكاتب الفرنسى باتريك موديانو عن دار الهلال، ومن ترجمة محمد عبد المنعم جلال. "باتريك موديانو" كاتب فرنسى اعتبره النقاد من أهم الظواهر الأدبية منذ ظهوره عام 1968، ووصفوه بأنه الوحيد من بين المعاصرين الذى يمكن أن يعيد للرواية الفرنسية عظمتها منذ رحيل مارسيل بروست وألبير كامى. وفى "شارع الحوانيت المعتمة" تتضح سمات أدب "موديانو" الذى سماه النقاد بالموديانية، فهو يبحث دائما عن الجذور فى أعماله، ويضع العديد من الأسماء الغريبة الكثيرة التى لا معنى لها. بطل العمل يدعى تال ويعانى من فقدان الذاكرة وامرأته دينيز اختفت بعد أن فقدت ذاكرتها هى أيضا، ويبحث البطل عن نفسه من خلال السفر إلى عدة بلدان يتعرف فيها على أشخاص آخرين تزداد أحداث الرواية اشتباكا بهم، وتنتهى الرواية عندما يصل البطل إلى روما ويعرف هويته الحقيقية لكن "موديانو" لا يبلغنا بهذا الاسم ولا بهويته كأن المؤلف قد أنهكته رحلة البحث مثلما فعل بطله. يذكر المترجم حديثا للمؤلف عن هذه الرواية يقول فيه: عندما نكتب فإننا نضطر أن نقوم بدور المشاهد والمستمع وأنا لا أقول المتلصص، ولكن يمكن أن نلمس الواقع كى يمكننا أن نراقب وأن نعيش فى الأجواء، وذلك بدلا من أن نرتبك عندما نضطر أن نقوم بدورنا.