تراجع أسعار السيارات الكهربائية مع استمرار القلق بشأن محطات الشحن    مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستردام    زعيم المعارضة الإسرائيلية يعتبر أن تهديد بايدن بوقف إمدادات الأسلحة سببه "الإدارة الفاشلة للحكومة الإسرائيلية    أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري بداية اليوم الخميس 9 مايو2024    موعد نهائي دوري أبطال أوروبا 2024 بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند    الأهلي يخطف صفقة الزمالك.. والحسم بعد موقعة الترجي (تفاصيل)    قصور الثقافة تختتم الملتقى 16 لشباب أهل مصر بدمياط    محمد فضل يفجر مفاجأة: إمام عاشور وقع للأهلي قبل انتقاله للزمالك    ضبط وإعدام أغذية فاسدة في حملة قادتها وكيل صحة الإسماعيلية (صور)    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 9 مايو 2024    حكم الحج لمن يسافر إلى السعودية بعقد عمل.. الإفتاء تجيب    بعد المخاوف العالمية من سلالة FLiRT.. ماذا نعرف عن أعراض الإصابة بها؟    مدرب نهضة بركان السابق: جمهور الزمالك كان اللاعب رقم 1 أمامنا في برج العرب    جدول مواعيد قطع الكهرباء الجديدة في الإسكندرية (صور)    طقس اليوم: شديد الحرارة على القاهرة الكبرى نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالعاصمة 36    للفئة المتوسطة ومحدودي الدخل.. أفضل هواتف بإمكانيات لا مثيل لها    اليوم، إعلان معدل التضخم في مصر لشهر أبريل 2024    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    تراجع سعر الفراخ.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الخميس 9 مايو 2024    أحمد عيد عبدالملك: تكاتف ودعم الإدارة والجماهير وراء صعود غزل المحلة للممتاز    إبراهيم عيسى: السلفيين عكروا العقل المصري لدرجة منع تهنئة المسيحيين في أعيادهم    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل «حلايب وشلاتين»    بعد غياب 10 سنوات.. رئيس «المحاسبات» يشارك فى الجلسة العامة ل«النواب»    مصطفى خاطر يروج للحلقتين الأجدد من "البيت بيتي 2"    الأوبرا تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة على المسرح الصغير    الفصائل الفلسطينية تشارك في مفاوضات القاهرة    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    معلومات عن ريهام أيمن بعد تعرضها لأزمة صحية.. لماذا ابتعدت عن الفن؟    انتخاب أحمد أبو هشيمة عضوا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    «المصريين الأحرار»: بيانات الأحزاب تفويض للدولة للحفاظ على الأمن القومي    حقيقة تعديل جدول امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرفها    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9 مايو في محافظات مصر    مصدر: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية منفتحون نحو إنجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    "دوري مصري ومنافسات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    بعد إصدار قانون التصالح| هذه الأماكن معفاة من تلك الشروط.. فما هي؟    إعلام فلسطيني: غارة إسرائيلية على حي الصبرة جنوب مدينة غزة شمالي القطاع    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: 4 دول من أمريكا الجنوبية اعترفت خلال الأسبوع الأخير بدولة فلسطين    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    «جريشة» يعلق على اختيارات «الكاف» لحكام نهائي الكونفدرالية    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 9 مايو: مارس التمارين الرياضية    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    سواق وعنده 4 أطفال.. شقيق أحمد ضحية حادث عصام صاصا يكشف التفاصيل    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    دعاء الليلة الأولى من ذي القعدة الآن لمن أصابه كرب.. ب5 كلمات تنتهي معاناتك    ننشر أسماء ضحايا حادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    «زووم إفريقيا» في حلقة خاصة من قلب جامبيا على قناة CBC.. اليوم    مستشهدا بواقعة على صفحة الأهلي.. إبراهيم عيسى: لم نتخلص من التسلف والتخلف الفكري    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محافظ أسوان: النوبيون وطنيون ولن نتراجع عن دعمهم
نشر في اليوم السابع يوم 18 - 08 - 2009

هذا الحوار لم يكن مخطط له، لكن تطورات الأحداث جعلت منه ضرورة فى هذا التوقيت.. اتهام للحكومة بعدم توطين النوبيين ووجود هواجس أمنية تحرمهم من ذلك، وإهدار أراضى بحيرة ناصر للمستثمرين على حسابهم، وإهانتهم بالعنصرية، حتى وصل الأمر للتهديد برفع شكاوى ضد مصر أمام المنظمات الدولية ذات الشأن، والمطالبة بقانون لمنع الازدراء بهم، وأخيراً اقتطاع جزء من أموال المعونة الأمريكية المخصصة لهم.. إذن ماذا حدث للنوبيين وقضيتهم؟ إذا جاز القول والتعبير بأن هناك قضية من الأساس، هذه الأسئلة وغيرها.. ربما الأجدر بالإجابة عليها هو اللواء مصطفى السيد، محافظ أسوان، والطرف الثانى فى هذه المعادلة المهمة وهو الوحيد الذى يصفه معارضوه ب"المتعاون والخدوم والوطنى"، لأنه نجح فى توحيد النوبيين بمختلف تياراتهم على مائدة واحدة للحوار ونفذ كل مطالبهم، وهو أيضاً من اقتنص 20 مليون جنيه من ميزانية الدولة كموارد مالية إضافية للوفاء بمتطلبات المحافظة من خدمات.
اسمح لى أن نبدأ بالقضية الأهم وهى القضية النوبية، فمنذ أن توليت مهام منصبك كمحافظ أسوان، وهناك تطورات خطيرة حدثت فهل من الممكن أن توضحها لنا؟
أولاً لا يوجد ما يسمى بالقضية النوبية فكلمة قضية نوبية أو مشكلة نوبية ليس لها وجود، فالنوبيون قبل بناء السد العالى كانوا يقيمون فى 43 قرية، ثم تم تعلية خزان أسوان فتنقلوا إلى عدة أراض، وعمل الكثير منهم فى جميع أنحاء الجمهورية.. فى الإسكندرية وفى القاهرة وبورسعيد وأسوان مثل كل المواطنين، كما أن بحيرة ناصر أيضاً تشمل كل أبناء المحافظات الأخرى فتجد خلالها المواطن النوبى جنباً إلى جنب مع بقية أبناء أى بلد آخر.
تقصد أنه لا يوجد أى تمييز فى ذلك ؟
نعم لا تمييز بين الإسكندرانى والأسوانى والنوبى كلنا أبناء بلد واحد، فعند بناء السد العالى كان هناك أكثر من 17 ألف أسرة مقيمة خلف السد العالى تم نقلهم إلى مركز نصر النوبة بعد قيام الدولة بإنشاء مركز نصر النوبة (مساكن وبنية أساسية وخدمات) بنظام بيت مقابل بيت وأرض، وتبقى 5212 أسرة سيتم الانتهاء من بناء منازلهم، فمنذ أن توليت جمعت جميع الأطراف النوبية وجلست معهم.. حجاج أدول أحمد إسحاق وخبير جمال وأجلستهم كلهم مع بعض وكان ذلك بمبادرة منى، فأنا الذى اتصلت بهم وقلت لهم تعالوا اجتمعوا فى مكتبى "بدل ما تتكلموا فى الجرايد والفضائيات اتكلموا وقولوا اللى انتوا عاوزين"، واتفقنا ودعوت حجاج أدول هنا واستمر فى أسوان 10 أيام كاملة هو وأحمد إسحاق، واتفقنا على نقاط عريضة تتضمن إعطاء باقى النوبيين الذى تم تهجير حقهم كاملاً وبرغبتهم، لأنه كانت هناك بعض الآراء تطالب بانتقالهم على ضفاف بحيرة ناصر والبقية ترفض وتؤيد العيش فى مركز نصر النوبة الذى أنشأته الحكومة بمركز جديد وتخطيط عمران جديد وطرق وصرف صحى ومياه وكهرباء وترع وبيوت جديدة ومستشفيات ومدارس وغيرها من الخدمات العديدة وبيوت جديدة كتعويض لهم، حيث تكون البيوت جديدة فى الجهة المقابلة لبيوتهم القديمة التى وهجروا منها من الناحية الأخرى، ومن رفض هذه الأراضى حصل على مبلغ مالى كتعويض ليستطيع شراء منزل فى أى مكان آخر، فنفذنا رغبة كل فرد، والغريب أن البعض كان يعاير ويسخر و"يتريق" على الراغبين فى الاستمرار فى القرى النوبية وذلك، لأنه سيترك الحضارة والمدينة وسوف يعيش فى الصحراء، وهم من قالوا ذلك بألسنتهم وليس أنا، وذهبت معهم لهذه القرى وكما قلت لك باقى 5212 أسرة لم يتم توطينهم.
تعنى المغتربين ؟
لا "غير المقيمين" لأن "المغتربين" كلمة ثقيلة أما ما أقصده هم الأسر النوبية التى لم تكن موجودة أثناء بناء السد العالى وكانوا أكثر من 9 آلاف أسرة والدولة وقتها كانت تمر بظروف صعبة.. 1964 حرب اليمن ثم بعد ذلك النكسة فى 1967، فالدولة بنت لهم 4 آلاف بيت وتبقى 5221، البلد كانت تعانى من أزمات كثيرة وهذه الإحصائيات وفقاً للخطة والموازنة فى كل عام أى أنها كانت مدروسة، ثم كان أمر سيادة الرئيس وتوجيهاته بعودة غير المقيمين لأراضيهم وهذا حقهم "مش قضية ولا قصة ولا بتاع حقهم زى أى مواطن مصرى.. أيوه الدولة تأخرت فعلاً معهم لكن حيأخدو حقهم بطريقة لائقة والدولة بتعتذر لهم عن هذا التأخير".
هل تقصد أن تأخر الدولة فى عودة النوبيين لأراضيهم جاء تطبيقاً لمبدأ المهم فالأهم وترتيب الأولويات ؟
بالضبط وأنت كمواطن مصرى تتحمل المسئولية مع أخيك الذى تضرر من زلزال 1992 من قبيل "مبدأ الموطنة المشتركة" وقبل ذلك تم تهجير سكان القناة قسراً وقهراً نتيجة الاحتلال الإسرائيلى للأراضى المصرية، وبالتالى كان لهم أسبقية وأولية على المواطن النوبى الذى اختار بإرادته أن يعيش ويبنى بيته فى القاهرة أو الإسكندرية أو أى محافظة أخرى وحالياً حان الوقت لعودتهم لأراضيهم.
كيف ؟
أنا جمعتهم فى أكثر من جلسة على مدار سنة كاملة من خلال مناقشات ومباحثات ومفاوضات واستقر الجميع على تخصيص 4 مناطق برغبتهم واتفاقهم ودون تدخل منى، بل أنا حتى لم أجلس معهم 00 علماً بأن هذه المناطق ذات مساحات شاسعة.
ومن حضر هذه الجلسة ؟
كل القيادات النوبية على اختلاف تياراتها السياسية بداية من أحزاب الوفد والتجمع والغد والحزب الوطنى ومروراً بالقيادات الطبيعية والتنفيذية ونهاية بأعضاء المجالس المحلية وأعضاء الشعب والشورى.
وهل حضر الاجتماع النشطاء النوبيين ؟
أنا أعترض على كلمة "نشطاء" نوبيين، فليس هناك نشطاء وكسالى نوبيون، كما أنه ليس هناك ناشط إسكندرانى أو ناشط صعيدى، لأن مقابل كلمة ناشط كسلان، فمصر ليس بها هذه الصفة فكلنا مواطنون بسطاء، المهم أنهم اجتمعوا وتحدثوا جميعاً معاً من الساعة التاسعة صباحاً حتى الرابعة والنصف عصراً وخرجوا باتفاق على إعادة توطين النوبيين غير المقيمين إلى أراضيهم فى 4 مناطق، ووافقت على رغبتهم كاملة دون معرفة أماكن هذه المناطق، لأنى كممثل للحكومة مدرك تماماً أنه لا توجد أى هواجس أمنية تمنع ذلك.
إذاً لا صحة لما يتردد دوماً من أن الهواجس الأمنية هى التى تمنع عودة النوبيين لأراضيهم؟
طبعاً، وأنا قلت لهم أنتم الذين تتحدثون عن الهواجس الأمنية وانتم الذين تخافون منها بمعنى "هما اللى بيحضروا العفريت ومش عارفين يصرفوه وهما اللى بيعملوا المشلكة من لا شىء".. كذلك كان هناك موقف آخر حينما طلبت منهم فى وقت سابق أن يختاروا أفضل المناطق حول بحيرة ناصر لاستصلاحها وطلبوا الحصول على منطقة وادى كركر ثم بعد ذلك عادوا واعتبروا أن توطينهم فى هذه المنطقة "حصار" لهم، وقالوا إن أرض وادى كركر منطقة معرضة للزلازل والبراكين.
لكن هم يتهمون الدولة وسيادتكم بالتعنت والمماطلة فى توطينهم بوادى كركر، فبعد موافقتم على التوطين عطلتم تنفيذ القرار لإجراء بحوث على جودة الأراضى ؟
أولاً، قرار بحوث وفحص جودة الأرض "قرار روتينى"، فعندما أريد بناء أى منزل لابد من فحص الأرض قبل الشروع فى عملية البناء ويجب التأكد علمياً من صلاحية الأرض، ثانياً، نحن نقوم ببناء منزل مكون من طابق واحد على الطراز النوبى وليست عمارة مكونة من عشرين طابق.
وماذا تم بعد ذلك ؟
بدء النوبيون يرد بعضهم على بعض، ففى كلية العلوم ناقش علماء نوبيون قضية جودة أرض وادى كركر، وذلك رداً على الدراسة التى صدرت من أحد أساتذة كلية العلوم بجامعة جنوب الوادى أوضح فيها أن الأرض هى أرض زلازل وبراكين، حيث قام أساتذة بنفس الكلية بنفى ذلك، وتلقيت ردا رسميا مكتوبا من عميد الكلية بخصوص هذه التصريحات والكلام غير المسئول، كما تم معاقبة ومحاسبة هذا الشخص، ولو هذه المنطقة تقع فى حزام الزلازل لما استمر وجود السد العالى حتى الآن، كما أن هيئة رصد الزلازل لم تسجل أى هزة أرضية تتخطى 3 ريختر والنوبيين يعلمون ذلك جيداً، كما أن كركر على بعد 8 كيلومترات من مطار أسوان فهل يعقل أن يؤثر زلزال على منزل نوبى مكون من طابق واحد ولا يؤثر على العمار ذات الثلاث عشر طابق الموجودة فى أسوان.
وعلى ماذا انتهى الأمر واستقر النوبيون ؟
اتفقوا بعد ذلك على 6 مناطق ليتم عودتهم فيها وتم وضع حجر الأساس بوادى كركر وأقمنا احتفالية حضرها القيادات النوبية المختلفة وخلال سنة سيتم الانتهاء من إنشاء 3 آلاف منزل تقريباً إن لم يكن قد انتهينا من كل منازل الأسر المتبقية، حيث إن الباقى موزع على المناطق الأخرى حسب التقسيم القبلى (كنوز – عرب – فاديجا).
وماذا عن الأراضى الزراعية ؟
كما قلت سابقاً بأن الرئيس مبارك أعطى تعليمات بتخصيص 10 آلاف فدان فى حين أن حقوق النوبيين المغتربين تقدر بحوالى ثلاثة آلاف فدان، وسبعة آلاف فدان الآخرين سيوزعون على شباب الخريجين والحالات الاجتماعية مختلفين عليها البعض يريدها أراض زراعية وآخرون يريدون مبانى، لكن فى النهاية سيتم توزيعها وفقاً لرغباتهم.
حتى الآن ما السبب فى تعطيل باقى برنامج توطين النوبيين ؟
لا يوجد أى شىء يعطل استكمال المسيرة، بل على العكس الواقع يكذب هذه الأوهام، كما قلت سابقاً أنهم "بيحضروا العفريت ومش عارفين يصرفوه" وهم للأسف لا يتعدون أصابع اليد الواحدة وهم يرددون فى بعض الفضائيات الحديث عن هولوكوست واضطهاد نوبى، فأنا وأنت نشبه النوبيين فى لونهم فهل أحد يضطهدك أو يضطهدنى؟!، وهناك العديد من الأمثلة النوبية الناجحة فى كل المجالات، والذى يثير هذه البلبلة يعانى من مشكلات نفسية وشخصية ومادية والأخيرة هى الأساس، "ولو كل واحد فيهم ما طلعش قال الكلمتين دول فى الجرايد والفضائيات مش هيقبض.. عمرك شوفت حد راح يسكن عند حد قال لأ علشان أنت نوبيى.. يعنى إيه حد يخرج علينا يقول أن النوبيين بيتعرضوا لهولوكوست.. دى هوجة طالعة بقالها سنتين تلاتة بسبب التمويل".
نفهم من كلام سيادتك أن هناك جهات أجنبية تقف وتمول هؤلاء النوبيين الذين يتحدثون فى الصحف والفضائيات ؟
أكيد لأنه ما يقولونه ليس منطقيا، ولست أنا الذى أقول هذا، لكن النوبيين أنفسهم مستاءون وغضبانيون "وقرفانيين واللى بيقول الكلام ده لا هو من النوبة ولا اتولد فيها ولا عاش فيها كلهم مواليد القاهرة والإسكندرية وماجوش هنا خالص، ودول ميجوش 2 فى المليون وهم يلاقون كراهية كاملة من كل النوبيين فالمواطن النوبى واعى وفاهم وعلى دراية بمصلحته جيداً، واللى يتكلم عن النوبة لازم يكون عاش فيها".
من وصفتهم بالمزايدين الذين لا يتخطون أصابع اليد الواحدة يقولون إن الحكومة المصرية موقعة على اتفاقية ومواثيق دولية تتعلق بحقوق الشعوب الأصلية؟
مقاطعاً بحدة: يعنى إيه شعوب أصلية ؟!
هل هناك شعوب أصلية وأخرى مزيفة ؟!
أقصد أن مصر وقعت على ميثاق الأمم المتحدة وأجهزتها الخاصة بالشعوب الأصلية التى مثلت النواة الأولى لتأسيس دولهم مثل النوبيين وأقرت لهم مجموعة من الحقوق الأخرى تتعدى قضية إعادة التوطين مثل تدريس اللغة والحفاظ على الثقافة والهوية والتراث النوبى ؟
بسخرية: "وإيه اللى مانعهم".. هذه كلها أوهام فأنا من الإسكندرية فهل يعنى ذلك إنى مزيف وأنت أسوانى فهل معنى ذلك أنك مزيف وباقى أفراد جمهورية مصر العربية مزيفين؟.. الشعب المصرى كله نسيج واحد وله حرية الثقافة والحرية والحضارة.
وصف وكيل مديرية الشباب والرياضة بأسوان للنوبيين ب"البرابرة" دفع بعضهم إلى إعداد مسودة قانون لمنع الازدراء بهم ووقف ما يتعرضون لهم من إساءة متكررة؟
لا يوجد ازدراء وإهانة لأى نوبى وهذا مجرد حادث عادى من الممكن أن يتم لأى شخص وفى أى قبيلة فكل يوم تسمع عن إهانة شخص صعيدى مثلاً أو فلاح هل معنى ذلك أن نعد مشروع قانون للازدراء بالصعايدة والفلاحين، لكن تم إعطاء أهمية أكثر له بسبب التصعيد الإعلامى والموظف تم إحالته للتحقيق والقضية انتهت.
أحد تطورات وأبعاد القضية النوبية طال فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى المرشح لرئاسة اليونسكو، حيث أقام عدد من النشطاء النوبيين حملات لإسقاطه بدعوى أنه ساهم فى طمس الثقافة والحضارة والتاريخ النوبى فى بلاده ؟
بصوت حاد: هؤلاء ليس لهم قيمة وهدف والسبب فى كل ما يحدث هو القنوات الفضائية التى تستقطب هذه الشخصيات والكل يستفيد؟
وهل هذا ممكن أن يقلل من فرص نجاحه ويؤثر على سمعة مصر فى الخارج؟
إطلاقاً اثنان أو ثلاثة لا يؤثرون فى شىء وفى النهاية هم أبناؤنا وإخوتنا فى هذا الوطن وأقول لهم "اتقوا الله فينا واتقوا الله فى مصر وعيب قوى قوى اللى بتعملوه".
من وجهة نظرك ما السبب فى إجماع النوبيين كلهم بما فيهم النشطاء النوبيون ومن وصفتهم بالقلة المزايدة على وصفك ب"الوطنى والمخلص والمتعاون" ؟
يضحك ويجيب: الحمد لله رغم كل ذلك فإننى أرغب فى خدمة أهل النوبة وجميعهم كما قلت لك إخوتى وأبنائى وسأحكى لك تفاصيل أحد اللقاءات التى جمعتنى بأحد النشطاء النوبيين الذين يهاجموننى فى كل مكان، وحينما دعوته فى مكتبى وسألته عن طلباته قال لى بالحرف الواحد: "أنا مش عايز غير موقعين نرجع نعيش فيهم زى الأول على البحيرة ونعمل احتفالية كبيرة وأموت".. والآن الموقعون أصبحوا ستة وأقمنا احتفالية كبرى ودعوته ولم يحضر وفى نفس يوم الاحتفال ظهر فى إحدى القنوات الفضائية وهاجمنى واتهم الحكومة بالتقاعس فى حل القضية النوبية، ورغم ذلك أقول "ربنا يهديهم".
بعيداً عن قضية الاضطهاد والثقافة والتراث.. يتساءل عدد من النوبيين ما سر عدم توطينهم فى قراهم الأصلية حول بحيرة ناصر ؟
من يردد هذا الكلام هم من ذكرتهم سابقاً الذين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة وبعضهم لم يتحمل الإقامة حول البحيرة لمدة يومين وعاد مسرعاً إلى حياة الحضارة والمدنية، ولم يمنعهم أحد من ذلك، بل إن هناك بعض النوبيين يعيشون بالفعل ومن يرغب فى الانتقال إلى هناك أهلا وسهلاً به "ولا إحنا يعنى هنشوف باسبوره ونقله لا متروحش".
المانع يا سيادة المحافظ ليس فى تعنتكم، ولكن فى المستثمرين الذين سيطروا على أراضى البحيرة؟
من لديه مستند واحد أن هناك مستثمرين حصل على أى قطعة أرض حول البحيرة يأتنى به وهذا الكلام أثير أكثر من مرة ونحن رددنا عليه بأن هناك قرارا وزاريا موقع من مجلس الوزراء بأن بحيرة ناصر محمية طبيعية وغير مخصصة لأى استعمالات أخرى.
لكن هناك مستندات نشرنها فى اليوم السابع توضح بالأرقام والأسماء أن هناك مستثمرين بلجيكيين وكويتيين وأبناء أعضاء بالبرلمان حصلوا على أراض بغرض الاستثمار حول البحيرة فى عهد المحافظ السابق ؟
هذا ليس قرار وإنما كان مجرد دراسة للاستفادة بالأراضى المحيطة بالبحيرة وكانت فكرة لم تصل لمرحلة المناقشة وليس التنفيذ والواقع خير دليل على ذلك.
ننتقل إلى قضايا المحافظة المحلية.. هناك حالة من التساؤل بين شباب أسوان حول أسباب ارتفاع أسعار شقق محدود الدخل المعروفة باسم "إسكان الصداقة" من 5 إلى 12 ألف جنيه.. هل تعتقد أن الشباب الآن يستطيعون توفير هذا المبلغ بسهولة ؟
أسعار الوحدات السكنية كما هو لم ترتفع، ولكن قمنا بتقسيمها إلى مجموعتين الأولى بسعر 12 ألف كاملة التشطيبات، والأخرى فئة 5 آلاف بنفس المساحة، لكن دون تركيب صرف صحى أو دهانات.
وماذا عن مشروعات تشغيل الشباب ؟
تم تنفيذ مشروعات بتكلفة حوالى 2.7% مليار جنيه لتحقيق حوالى 70 ألف فرصة عمل، وتم ذلك من خلال تنفيذ برنامج القرض الصغير بالتنسيق مع الصندوق الاجتماعى حوالى 40 ألف مشروع صغير، وبإجمالى قروض 138 مليون جنيه توفر 52 ألف فرصة عمل، بجانب تنفيذ برنامج الألف مصنع وتم تنفيذه، و52 مصنعا بإجمالى تكلفة حوالى 2 مليار جنيه لتوفير 9500 فرصة عمل كما تم تنفيذ برنامج الورش الصغيرة وتم تنفيذ عدد 840 ورشة بتكلفة 37 مليون جنيه توفر 4750 فرصة عمل.. بالإضافة إلى الاكتشافات البترولية وتوصيل الغاز الطبيعى، حيث تم اكتشاف بئران للبترول فى قرية فارس وفرت حوالى 450 فرصة عمل كمرحلة أولى بنهاية 2009 سيتم دخول الغاز الطبيعى للمحافظة مما يساهم فى جذب الاستثمارات التى توفر الآلاف من فرص العمل.
وبالنسبة لمياه الشرب والصرف الصحى ؟
مدينة أسوان كانت تعانى من نقص مياه الشرب فى الماضى ولم تعان باقى العشر مدن الأخرى فى المحافظة، وذلك يعود إلى الطبيعة الجغرافية للمدينة، حيث هناك بعض المناطق مقامة على مناطق جبلية مرتفعة مثل الناصرية والمحمودية وامتداد حى العقاد وحى ناصر وأبو الريش، مما يحتاج إلى زيادة تدفق المياه بصورة أكبر، حيث يتم التغلب على هذه المشكلة من خلال تطبيق نظام المناوبة، بالإضافة إلى تنفيذ المشروعات التوسعية فى جميع أنحاء المحافظة لزيادة نصيب الفرد من مياه الشرب إلى 150 لترا يومياً وبعد الانتهاء من إنشاء محطة جبل شيشة بالشلال بتكلفة 120 مليون جنيه على مساحة 13.5 فدان وتطوير محطتى جبل تقوق وفريال بتكلفة 40 مليون جنيه.. أما فى ملف الصرف الصحى فقد تم إنشاء 21 محطة رفع و8 محطات معالجة و4 غابات شجرية لتخدم حوالى 413 ألف نسمة بمعدل 35.5%، وهى من أعلى المعدلات على مستوى الجمهورية وهو يعكس تنفيذ خطتنا فى إنجاز منظومة متكاملة لمشروعات الصرف الصحى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.