دخلت صناعة النسيج نفقاً مسدوداً، بعد أن كانت من الصناعات المزدهرة فى مصر وكانت عماد اقتصادها، وتركت الحكومة أصحاب هذه المصانع يواجهون الأزمة الطاحنة التى تهدد قطاع النسيج بأكمله، ووقفت عاجزة عن تقديم أى حل للخروج من الأزمة التى تتمثل فى نقل أكثر من 200 مصنع نسيج من قرية كفر هلال التابعة لمدينة بركة السبع بمحافظة المنوفية إلى المنطقة الصناعية بقويسنا بحجة التلوث البيئى والسمعى، على الرغم من قيام أصحاب هذه المصانع بتعديل أوضاعها والتخلص من الماكينات القديمة وشراء ماكينات جديدة بسعر الماكينة الواحدة نصف مليون جنيه بالتقسيط من خلال البنوك، حتى فوجئوا بقرار نقل المصانع إلى المنطقة الصناعية بقويسنا بقرار من المحافظ السابق. قال بلال عبد الواحد غنيم صاحب مصنع نسيج بالقرية، إن القرية يبلغ عدد سكانها حوالى 25 نسمة وهى قرية صناعية من الدرجة الأولى وقد قام بزيارتها الرئيس مبارك مرتين فى الثمانينيات للاطمئنان بنفسه على المشاريع الضخمة التى أنشئت بها، وتذليل كل العقبات التى تواجه هذه الصناعة لأهمية هذه القرية من الناحية الصناعية لمساهمتها بنسبة كبيرة فى صناعة النسيج على مستوى الجمهورية، ولها تصنيف بين المدن الصناعية، وبعد الزيارة التاريخية للرئيس مبارك لها أطلق عليها الرئيس قرية صناعية لعدم وجود شاب عاطل بها حيث يعمل بها أكثر من 5000 آلاف شاب، ولكننا فوجئنا بالقرار الغريب من المحافظ السابق عثمان شاهين بنقل المصانع إلى المنطقة الصناعية بقويسنا ليكون هذا القرار قراراً بإعدامنا. ويضيف أحمد الغريب (عامل) وبشير عفيفى ومحمد عبد الواحد والخطيب جمعة أنه بعد زيارة الرئيس للقرية مباشرة، أصبح المسئولون عن هذه الصناعة فى وادٍ وأصحاب المصانع فى وادٍ آخر، وأصبح الإهمال هو السمة الرئيسية للمسئولين، وسقطت القرية فى مشاكل لا حصر لها. تبدأ المشاكل بضعف التيار الكهربائى الذى يهدد المصانع بالتوقف وإحراقها نظراً للماكينات الحديثة التى تحتاج لقوة كهربائية عالية، ثم ارتفاع أسعار الخيوط، والمصيبة الكبرى هى القضاء على هذه المصانع بنقلها وتشريد 5000 أسرة بعد النقل. كما تواجه القرية مشكلة كبرى تهدد أهالى القرية بالدمار فى أى لحظة، وهى عدم وجود وحدة مطافى للحريق بالقرية إذا نشب حريق فى أى وقت لأن المصانع معظمها ملاصقة لبعضها البعض، بالإضافة لعدم استكمال المستشفى التى أنشئت بالقرية مند عام. وطالب الأهالى بالقرية سبرعة تدخل المهندس سامى عمارة محافظ المنوفية لإلغاء قرار النقل وتخصيص خط كهربائى خاص لهذه الصناعة وإنشاء وحدة مطافى بالقرية.