علقت مجلة "تايم" على الغارة الأمريكية ضد أهداف إرهابية فى الصومال وليبيا أمس السبت، وقالت إنها تظهر مدى نجاح أمريكا فى أحد أجزاء استراتيجيها لمكافحة الإرهاب، وإن كانت تخسر فى جزء آخر. وترى المجلة أن أمريكيا سحقت للمتطرفين بتهديد الولاياتالمتحدة، وهما القيادة الطموحة والملاذ الآمن. فقد أصبحت أمريكا جيدة للغاية فى تحييد الأمر الأول، لكنها لا تفعل شيئا للحد من الثانى. وتتابع تايم قائلة إنه منذ أحداث 11 سبتمبر، نجحت الولاياتالمتحدة فى قتل أو اعتقال معظم قيادات تنظيم القاعدة الأصلى. وفى انتصار آخر أمس، اعتقلت "السى أى إيه" و"الإف بى أى" وبدعم من قوات الجيش الأمريكى أحد القادة الذى طالما تم البحث عنه، وهو أنس الليبى فى طرابلس. قد انضم الليبى للقاعدة فى التسعينيات وكان تحت لائحة اتهام بالمشاركة فى الهجوم على سفارتى الولاياتالمتحدة فى كينيا وتنزانيا فى عام 1998، وكانت هناك مكافأة 5 مليون دولار لمن يأتى برأسه. وحتى فى الوقت الذى استأصلت فيه أمريكا قيادات التنظيم الأصلى، فإن حلفاء القاعدة الإيديولوجيين تراوحوا بين الغرب وشمال وشرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وسوريا والعراق والقوقاز، وظلوا فى جنوب آسيا. وغالبا ما يركز مسافرو القاعدة المعزولون بشكل كبيير على الأهداف الإقليمية أكثر من الهجمات الكبرى ضد أمريكا. لكن فى ظل وجود قيادة جريئة، فإن هذه الجماعات الوقتية يمكن أن تخطط وتنفذ هجمات كبرى. فالقاعدة فى شبه الجزيرة العربية وضعت مرارا مخططات تستهدف الخطوط الجوية الأمريكية. وجماعة الشباب الصومالية وغيرها من التنظيمات فى أفريقيا والشرق الأوسط انضمت بشكل رسمى إلى القاعدة وأعلنت عن نيتها لمهاجمة الولاياتالمتحدة وحلفائها. وترى تايم أن التخلص من القيادات الطموحة والإبداعية يحد من الخطر، وهذا هو المنطق الذى كان وراء الهجوم على قيادى بجماعة الشباب فى الصومال من قبل قوات سيلز البحرية الأمريكية. صحيح أن المسئولين الأمريكيين لم يحددوا هدف العملية، إلا أن أحدهم قال إنها ترمى إلى اعتقال قيادى إرهابى رفيع المستوى من حركة الشباب، مؤكدا عدم مقتل أو إصابة أى أمريكى فى العملية.