"كل يغنى على ليلاه" هذا هو شعار احتفالات أكتوبر لهذا العام، فعلى الرغم من أن المناسبة واحدة، وهى الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد، إلا أن كل فصيل سياسى فى مصر فكر فى استغلالها بطريقته، مكرسين للاختلاف من جديد، حتى فى القضية الوحيدة التى لا خلاف عليها، بينما الشعب فى المنتصف يحاول كل طرف منهم استقطابه نحوه. "أبناء مبارك" و"مؤيدو السيسى" و"أنصار مرسى" اتفقوا على النزول للشوارع يوم 6 أكتوبر، ولكن لأسباب مختلفة، فكل منهم يحاول الحشد لدعم رأيه والشخص الذى يؤيده. وكانت البداية مع أبناء مبارك الذين قرروا أن يدعموه معنويا بحفل يرد له اعتباره، مشيرين إلى أنه صاحب الضربة الجوية الأولى وله دور كبير فى حرب أكتوبر، على حد قول أحمد مندور أحد أعضاء صفحة "آسفين يا ريس"، الذى يضيف "هذا هو أقل تقدير له خصوصًا أن أحدًا لم يعد يذكر بطولاته فى حرب أكتوبر، وكأنها محيت من التاريخ، وتناسى الجميع دوره فى النصر". بينما أطلق أنصار "المعزول" محمد مرسى دعوات للتظاهر والاعتصام بميدان التحرير فى يوم "الزحف إلى القاهرة" للمطالبة بعودته للحكم، وحولوا الاحتفال بالنصر إلى يوم للبكاء على اللبن المسكوب، وبدلاً من الاحتفال بانتصار الجيش أطلقوا دعوة ل"مليونية 6 أكتوبر.. عودة الجيش لشرعية شعبه". أما أنصار القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح السيسى، فرأوا أن هذا اليوم مثالى جدًا لجمع توقيعات تطالب بترشحه للرئاسة ضمن حملة "كمل جميلك" التى انطلقت مؤخرًا، ودعوا أيضًا إلى الحشد فى الشوارع والميادين لمطالبته بالترشح، فى مليونية تحمل اسم "رد الجميل"، وهو ما أكده عبد النبى عبد الستار المتحدث باسم الحملة، الذى قال "فى هذا اليوم الذى يخلد ذكرى نصر أكتوبر لن نجد خيرا من الفريق السيسى لجمع توقيعات له، وهو خير من يعبر عن الجيش والقوات المسلحة". فى المقابل، جاءت دعوة الإخوان المسلمين، ومؤيدى المعزول إلى الاحتشاد فى يوم 6 أكتوبر ضد الجيش، لتحول الاحتفالات من رسمية فقط إلى شعبية أيضًا، بعد أن كانت حتى وقتٍ قريب تقتصر على الاحتفالات الرسمية، فى استعراضات القوات المسلحة، واحتفال الإذاعة والتليفزيون بالأغنيات الوطنية، والأفلام واكتفاء المواطنين بالاستمتاع بأنه يوم عطلة. وردًا على دعوة الإخوان انطلقت الكثير من الدعوات للحشد يوم 6 أكتوبر، لتأييد الجيش، والاحتفال بنصر أكتوبر، وجاءت أبرزهم دعوة حملة "تمرد" للشعب للنزول فى هذا اليوم أمام قصر الاتحادية وميدان التحرير وفى كافة ميادين مصر احتفالاً بنصر أكتوبر، مؤكدة فى دعوتها أن "الشعب المصرى لا يخشى تهديد تنظيم الإخوان الإهاربى، وأنه لا يوجد شخص أو حزب أو جماعة أو تنظيم يقف أمام إرادة الشعب المصرى". ويقول سيد حسنى أحد مسئولى التنظيم بحملة تمرد "فكرنا فى الدعوة للاحتفال بنصر أكتوبر وتأييد الجيش قبل حتى دعوة الإخوان ولكن دعوتهم استفزت الشعب فجاءت ردود الفعل على دعوتنا إيجابية للغاية، وأكد الكثيرون أنهم سيشاركون فى الاحتفال بالنصر"، وأضاف "دعوتنا لتأييد الجيش، والاحتفال بالنصر وليس لمواجهة الإخوان فى الشوارع". وتزامنًا مع ذلك قررت فرقة التنورة فى وكالة الغورى الاحتفال بنصر أكتوبر أيضًا من خلال عرض تشارك به الفرقة بأكملها، فى ميدان التحرير حسبما أكد محمود عيسى مدير الوكالة، ويبدأ العرض فى الثانية ظهرًا احتفالاً بساعة العبور عام 1973.