قالت شركة "تالا" السعودية، والتى تعمل فى الاستثمار الزراعى بالسودان، إن البيئة الاستثمارية بالسودان تضررت جراء تنفيذ الحكومة حزمة من الإجراءات الاقتصادية شملت رفع أسعار الوقود وتحرير سوق الصرف. وقال عمر عربى المدير التنفيذى للشركة لمراسلة الأناضول بالخرطوم إن معظم الاستثمارات الزراعية الموجودة فى السودان تعتمد فى أعمالها على الآلات التى تستخدم الجازولين، ما يعنى زيادة تكلفة الإنتاج بنحو 75% على الأقل. و"تالا"، هى واحدة من أكبر الشركات المستثمرة بقطاع الزراعة السودانى وتمتلك عدد من المشاريع فى مختلف ولايات السودان. ولتقليص عجز الموازنة، رفعت الحكومة السودانية دعم الوقود، منذ الأسبوع الماضي، ما خلف احتجاجات بين المواطنين فى رقع متسعة من الدولة، وارتفع سعر جالون الجازولين إلى 14 جنيها سودانيا (2.5 دولار) مقابل 8 جنيهات قبل قرار الزيادة، فيما وصل سعر جالون البنزين إلى 21 جنيها مقابل 12,5 جنيه. وأوضح عربى، لمراسلة الأناضول أن الصادرات الزراعية ستتأثر إلى حد بعيد نتيجة فقدانها واحد من أهم عناصر المنافسة وهو السعر، وذلك بعد ارتفاع تكلفة الإنتاج. وتابع: "كل الاستثمارات الزراعية التى تستخدم الجازولين ستكون خارج حلبة المنافسة مما سيُفقد البيئة الاستثمارية فى السودان جاذبيتها". وأضاف إن عدم استقرار سعر الصرف يهدد كافة الاستثمارات الأجنبية الموجودة فى السودان بالدخول فى خسائر مالية لأن الشركات تعد سياساتها المالية وفقا لسعر الصرف المحدد فى الموازنة العامة. وشملت الإصلاحات الاقتصادية التى أقرها الرئيس عمر البشير تحريك سعر صرف الجنيه رسميا من 4.4 جنيه للدولار، إلى 5.7 جنيه للدولار.