اتحدت جميع الثوابت والشواهد الزمانية والمكانية لتقدم حقيقة واحدة لا جدال فيها أو عليها إنها حقيقة انعدام الثقة بين كل الأطراف وذلك نابع من شعور مؤلم ومنتقص وهو الكذب وإخفاء الحقيقة. يجدها الكثيرون معادلة صعبة بل ومؤلمة أيضًا أن يكون للصدق أو التصديق مكان ومصير بين الأيام. جميع الأطراف مختلة ومضطربة، وجميع العلاقات يسودها الخلل والسقوط فى أنفاق مظلمة من الكذب والتضليل وإخفاء الحقيقة. وبعيدًا عن كون جميع القوى الإعلامية توحدت فى طريق التضليل والتعتيم. أو إن السياسة أصبحت فارغة ومنقلبة على هويتها. فأنا لا أتحدث قطعًا عن السياسة ولن أتحدث عنها. فإن كثير من الأشخاص أصبحوا جسدًا ممتلئًا بالأمراض المتزامنة فى نمو وانتماء غير مسبوق للكذب والنفاق. بلا شك ان كل هذة الظواهر تؤكد على أننا نعيش حالة حقيقية من الإرهاق العقلى والنفسى متجسدة فى أزمة ثقة بين جميع الأطراف المعنية والغير معنية. فجميعنا أصبح هشًا ممزقًا داخليًا فاقدًا للقدرة على الحب والعطاء والتسامح. فالجميع منتظر ومتربص للآخر دائمًا بشكل أو بآخر لإعلان هزيمته وخساراته وخيباته المتتالية. لم يعد عالمنا يحمل بداخلة أشخاص جديرين بالاستماع لكلماتهم أو الاستمتاع بها. . والقدرة على التصديق والإيمان بشيء أصبحت الآن دربًا من دروب الخيال فى عالم يسوده الإحباط والكراهية. وبعيدًا عن كل ذلك فإن من أوجه الحقيقة المطلقة الآن هو.. "إن الإيمان بالله وحدة والتصديق بكلماتة عز وجل والإيمان بها والعمل على ترسيخها بداخل قلوبنا ومن حولنا هو الدعم الحقيقى والشكل الملائم لإنهاء تلك الأزمة الراهنة التى باتت مؤلمة ومرهقة بداخلنا ومن حولنا. " مع الله وحده. . نستطيع ان نودع تلك الأزمة الملازمة لنا. . ونقوم ببناء ثقة جديدة يعلوها ويتخللها الإيمان والتصديق بالله سبحانه وتعالى وبأنفسنا.