سيدتى الفاضله .. اكتب اليكى الان بنصف عقل ونصف قلب وبدون ادنى قوة ...فقدت انتهت قدراتى على التحمل ...سيدتى انا زوجه فى الثلاثين من عمرى ..متزوجه من سته سنوات احب زوجى وهو يحبنى هذة مشاهد ملموسه فى حياتى لكنى فقدت الثقه فى انها حقيقيه حتى اصبحت اشعر اننى اعانى من هلاوس سمعيه وبصريه من شدة اتقان زوجى للكذب ...لا استطيع سيدتى ان اصف لكى مقدار كذبه ...فى كل صغيرة وكبيرة ...بسبب وبدون سبب ...يجيد الكذب فى الحكايات والاهم انه يجيد التشويق والابهار يستطيع ان يمسك بقلب وعقل سامعه معا ...حاولت ان افهم سر ولعه بالكذب فوجدت السر انه يرى سامعه مخدوعا بينما هو فى غايه التأثر من شدة التصديق فيثير لديه نشوى كبرى ....ثم يقول عندما اواجهه ان نيته كانت خير وانه لم يكن يقصد الاذى ...فلماذا تهويل وتعظيم الامور ... كذبه سبب لى مشاكل لا حصر لها فى اسرتى مع اهلى ...ومع جيرانى ...اشعر ان الكل يشير عليه بانه غير سوى ..والاغرب من ذالك انه اصبح يتهمنى انا اننى غير سويه .... اصبحت الحياة بهذا الحال مستحيله ...فبالله عليكى اريد حلا ... الاجابه ... اختى الفاضله فى الحقيقه انا غير مقتنعه بمسأله القصد والنيه فهذة امور تخص الاله وحدة اما انا كانسانه ضعيفه فيهمنى فى النهايه الاثر الدامى للفعل ....ماذا تنفعنى النيات الحسنه بعد ان يتم ذبحى ؟؟؟؟ الاعمال بالنيات فى التعامل مع الله اما الاعمال فباثارها فى التعامل ما بين البشر .... فكثير من الاحيان من شدة الضغوط يتحول الانسان لشيطان ...رغم انه كان فى اصله خير والشيطان اصله الشر الا ان التحول تم بسهوله بالغه .... والسؤال هنا الان هل تم التحول بفعل الاحداث التى مر بها فى حياته ؟؟؟؟؟ ام انه قرر التحول الى شيطان لتحويل الحقائق فيدمر ويحطم ويشقى كل من يقع فى دائرته فيثير هذا فى نفسه ما تسميه نشوة ..؟؟؟؟ هل التحول للشر ارادى ام تلقائى ؟؟؟؟......هل باستطاعه اى انسان ان ياخذ قرار فيصبح شيطان بعد ان كان انسانا ...؟؟؟ ام هى الظروف التى حولته ... اختى الفاضله ....بدات اجابتى باسأله حتى نفكر سويا للاجابه وحتى ينشرح صدرك لاجابتى واستطيع اقناعك .....زوجك صديقاتى الغاليه يحتاج لقليل من التفاهم مع شخص محب عطوف يشعر معه انه مهم يثير بداخله نشوة الراحه والسعادة بالحقيقه لا بالخيال ....الانسان يلجأ لمثل هذة الحياة عندما يكون الواقع صعب تحمله فيهرب للخيال ويجد فيه متعه لانه دائما من صنعه هو وحدة اما الواقع فهو نتائج ظروف كثيرة خارجه عن الارادة وقليلا منا يستطيع تحملها ...ليس هذا مبرر للكذب ولكن ما تصفيه ليس كذب عادى ..اعتقد انه وصل الى حد المرض ... اختى الفاضله علاج مثل هذة الحالات المشاركه الكامله فى كل شيئ ولكن ...بذكاء حتى لا يشعر بالخناق فلا تنسى انه محب للخيال لا للواقع فكونى الخيال ذاته ....بمعنى ...حاولى دائما مناقشته فى امور قبل حدوثها حتى تستطيعى التنبأ بمقدار الكذبه القادمه على الاقل مع الاغراب ...وحاولى بلباقه تصحيحها ... ولو اتبعتى نظريه المشاركه الوجدانيه بالاهام انك تصدقيه فى كل شيئ ولكن هذا ...كذا ..او قد علمت انك ما تقوله حقيقى ولكن رأيت كذا ...فتجبريه على تصحيح مسارة ومعاونته لرؤيه الحقيقه ...اجذبيه اليكى ولطريق الواقع قدر المستطاع وبذكاء دون ان تشعريه بعيبه وان المشكله عندة ....واليكى بعض نصائح لعلاج بعض حالات الكذب.... أن تكون البيئة المحيطة بالفرد بيئة صالحة والجميع فيها صادقون ويشكلون قدوة حسنة له ويفعلون ما يقولونه مستذكرين الآية الكريمة: “كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون”. مع تهيئة الأجواء النفسية المريحة في الأسرة فالفرد المطمئن لا يكذب أما الفرد الخائف فيلجأ إلى الكذب كوسيلة للهروب من العقاب. 2- إذا أعترف الفرد بذنبه فلا داعي للقصاص منه لأن من أعترف يجب أن يكافأ على هذا الاعتراف مع التوجيه الدقيق شرط ألا يستمر الوقوع في الكذب. 3- القيام بتشجيع الفرد على قول الصدق. 4- حرى بالآباء والمدرسين التروي في إلصاق تهمة الكذب للطفل قبل التأكد لئلا يألف اللفظة ويستهين بإطلاقها كأن نتهمه بالكذب ثم نسحب هذا الاتهام بعد ذلك، فيضعف من موقفنا التربوي ومن قيمة أحكامنا القابلة للنقض. أضف إلى ذلك الاتهام العشوائي والذي لم يثبت صدقه يشعر الفرد بروح العداء والكراهية تجاه الآخرين وليكن شعارنا كل إنسان بريء حتى تثبت إدانته وليس العكس. 5- بعض الآراء التربوية تشير إلى أنه من القواعد المتبعة في مكافحة الكذب ألا نترك الفرد يمرر كذبته على الآخرين لان هذا يشجعه ويعطيه الثقة بقدرته على ممارسة الكذب دائماً، فبمجرد إشعارنا له أننا اكتشفنا كذبه فهو سوف يحجم في المرات التالية عن الكذب مع التذكير بأن إنزال العقوبة بعد الاعتراف بذنبه تعتبر عقوبة على قول الصدق فيجب التسليم أن الاعتراف بالخطأ فضيلة. 6- الابتعاد عن تحقير الفرد وأهانته مع تعزيز ثقته بنفسه. 7- مراجعة العيادات النفسية في حالة استمرارية الكذب عند الفرد للتعرف على الأسباب والدواعي اللاشعورية وراء هذا السلوك لكى منى خالص الامنيات بالسعادة والفرج ...