أكدت مصادر مطلعة لليوم السابع، أن الحزب الوطنى استعان بالأجهزة الأمنية لفرض الصلح بين قريتى توماس وقسطل بنصر النوبة، بأسوان والتى تجددت الاشتباكات بينهما الأسبوع الماضى، بسبب دفن سيدة من قرية قسطل فى أرض زراعية قريبة من المقابر المشتركة بين القريتين ومملوكة لأحد أبناء قرية توماس. وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية احتجزت ما يقرب من ثلاثين شخصاً من القريتين على خلفية الاشتباكات، كنوع من الضغط على الطرفين لإتمام الصلح. وأشارت المصادر إلى أن جلسات تمهيدية تمت خلال اليومين الماضيين مع شخصيات من القريتين فى وجود قيادات بالحزب الوطنى استمرت لساعات طويلة، وأن جلسة الصلح ستعقد مساء اليوم فى مقر الحزب بأسوان بحضور عمد القريتين، والدكتور هشام جمال الأمين العام المساعد للحزب الوطنى، ونائب مدير الأمن ورئيس المركز، بالإضافة إلى عمداء القريتين، وقيادات بوطنى نصر النوبة، وعضو بمجلس الشعب بأسوان، وعدد من ممثلى لجنة المصالحة التى تكونت منذ بداية الأزمة فى العام الماضى. وأضافت المصادر أن هناك تعليمات مشددة بإنهاء الأزمة فى جلسة اليوم على أن يعقبها لقاء فى مكتب د.مصطفى السيد محافظ أسوان بين طرفى الأزمة وعدداً من القيادات الأمنية لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وقال د.هشام أمين مساعد الحزب الوطنى بأسوان، إن الخطوط العريضة للصلح تم حسمها بالفعل، حيث تم الاتفاق مع قيادات القريتين بأن يمنع دفن الموتى فى الأرض الزراعية محل النزاع، وأنه سيتم تخصيص قطعة أرض فى مدينة أبو سمبل لتكون مدافن مشتركة لأبناء القريتين، وأضاف أن الدكتور مصطفى السيد محافظ أسوان وعد بإنشاء كوبرى يمتد إلى موقع المقابر الجديدة لتسهيل عملية الدفن. مشيراً إلى أن المحافظ يرعى عملية الصلح بكل إخلاص وجدية، وأنه تكفل بنفقات سفر السيدة التى أصيبت فى عينها جراء الاشتباكات الأخيرة بالطائرة إلى القاهرة، كما تكفل بنفقات علاجها، وهو الأمر نفسه الذى حدث خلال أزمة العام الماضى حيث تكفل بنفقات علاج المصاب إلا أنه توفى نظراً لخطورة الإصابة. وأكد د.هشام جمال أن أهالى النوبة لا يعترفون بالثأر، أو دفع الدية، وأنهم يحترمون قرار القضاء فيما يتعلق بالأشخاص المتهمين بالقتل، وأن هذا الأمر لن يكون عقبة فى طريق الصلح. وأضاف "الحزب الوطنى قرر التدخل الآن بعد أن تأكدنا أن لجنة المصالحة التى تم تكوينها منذ العام الماضى من القيادات الطبيعية فى نصر النوبة فشلت فى حل المشكلة والتوصل للصلح". ومن جهته نفى خبير جمال الناشط النوبى، وأحد أعضاء لجنة الصلح أن تكون اللجنة فشلت فى إتمام الصلح، مشيراً إلى أن اللجنة كانت تنتظر أن يصدر حكماً بشأن المتهمين بالقتل حتى يمكن للطرفين تحديد المطلوب لإنهاء الأزمة، مشيراً إلى أن ذلك تم بناء على معرفة ورضى الطرفين، وأن اللجنة تعمل فى حادثتى قتل شبيهتين فى قرى أخرى بنفس الطريقة. وقال إن الأحدث الأخيرة أمر منفصل عما حدث فى العام الماضى، وأنها تستوجب اتخاذ خطوات جديدة أيضاً. وأضاف أن القيادات الطبيعية فى نصر النوبة والنشطاء فى القاهرة والإسكندرية وعلى رأسهم الحاج أحمد اسحق، وحجاج أدول، ومسعد هركى كان لهم دور كبير فى اقناع جميع الأطراف بالاستجابة لمبادرة الصلح الأخيرة. مشيراً إلى أن المهم هو التوصل لصلح نهائى، ولا يهم من يقود عملية الصلح وقال "إذا تمكن الحزب الوطنى من عمل الصلح فسنضرب له تعظيم سلام". مشيراً إلى أنه تلقى دعوة لحضور جلسة الصلح التى ستتم مساء اليوم فى الحزب الوطنى، إلا أنه اعتذر عنها لظروف عائلية. ومن جهته أعرب الحاج أحمد إسحق رئيس لجنة المتابعة النوبية بالقاهرة عن أمله فى أن تسفر جلسة اليوم عن صلح نهائى بين أبناء القريتين. مشيراً إلى أنه أجرى اتصالات مكثفة بالقيادات فى قرية نصر النوبة للاستجابة لمبادرة الصلح. وأضاف إسحق أن د.مصطفى السيد محافظ أسوان لعب دوراً إيجابياً منذ بداية الأزمة العام الماضى التى نتج عنها وفاة شاب من قسطل، كما أنه زار شخصياً قريتى توماس، وقسطل المتنازعتين بصحبة الحاج أحمد اسحق، وحجاج أدول الأديب وممثل لجنة المتابعة النوبية بالإسكندرية. وأضاف الحاج أحمد إسحق أن الجميع من مصلحته إنهاء الخصومة بين أبناء القريتين، وأن النشطاء النوبيين بدون استثناء بذلوا كل ما يستطيعون من أجل تصفية الأجواء. وحول السبب فى تبنى قيادات الحزب الوطنى بأسوان لمبادرة الصلح الأخيرة، والتى ستعقد فى مقر الحزب بأسوان رغم عدم متابعة الحزب للأزمة منذ بدايتها فى العام الماضى، قال إسحق "كل من يريد خدمة أبنائنا فى النوبة أهلاً به، ولا نريد سوى الصالح العام، والاستقرار". يذكر أن الحزب الوطنى فى نصر نوبة تعرض فى الفترة الأخيرة لموجة من الانتقادات، بسبب عدم فاعليته فى الشارع النوبى، حيث ترددت أخبار عن استقالات جماعية بالحزب، وتجاوزات فى انتخابات الوحدات القاعدية، دأبت قيادات الحزب على نفيها.