الحرية.. الحرية هى الشىء الذى ناضل من أجله الشعب المصرى على مدار تاريخه، وفى اعتقادى إننا وحتى يومنا هذا لم نحصل أبدا على الحرية بكل صورها المسئولة فى عهد أى من الأنظمة التى تعاقبت علينا منذ عهد الفراعنة، وأننا على مر العصور نعانى من نقص فى شكل من أشكال الحرية فأحيانا نتمتع بالحريات الاجتماعية والدينية والفنية، ولكن نفتقد إلى حرية الممارسة السياسية وحرية التعبير عن الرأى وحرية الصحافة والإعلام، وفترات نتمتع بأشكال أخرى من الحرية ونفقد بعضا آخر وهكذا ظل المد والجزر فى أشكال الحرية لدى المواطن المصرى عبر التاريخ، ولكن ثمة حدث جلل قام به الشعب المصرى آملا فى أن يمتلك ويتمتع بكل صور الحرية، وأن ينهى بيده عصر الاستبداد وأن يمحوه من تاريخه وذاكرته، وهذا الحدث هو ثورة الخامس والعشرين من يناير والتى كان أبرز شعاراتها هو "عيش حرية عدالة اجتماعية"، فكبت الحريات كان أحد أهم الأسباب التى أدت إلى ثورة الشعب المصرى، ولكن بسبب بعض الأخطاء التى وقعنا فيها من عدم خبرة وعدم دقة وموضوعية فى تقديم مطالبنا حينها أتى المجلس العسكرى ليدير شئون البلاد بعد الثورة، ثم بعد ذلك بسبب عدم توحدنا أتت الانتخابات بنظام فاشى يقصى كل معارضيه، ولكن سرعان ما شعر الشعب المصرى بأن شيئا لم يتغير وأن الثورة لم تحقق أى من مطالبها، فما لبث أن خرج مرة أخرى للميادين ليطالب بإسقاط النظام وتمرد وأسقط النظام ساعياً أن يحقق مصر الحرية التى كانت حلماً يراوده على مر العصور، ومع الأسف سرعان ما تربص بنا مرة أخرى بعض من يروا أن الحرية سجن لهم وأن العبودية هى مرتعهم سواء من أنصار الدولة البوليسية السلطوية التى بالطبع تخدم مصالحهم أو من أعداء الدولة المدنية دولة العدل والمساواة والحرية، لذا فهناك تحدٍ لازال أمامنا كثوار وهو أن نظل ثابتين على مبادئنا ونرفض كل أشكال الفاشية وألا نتحول وننظلم بنفس الطريقة التى كنا نُظلم بها سابقا، وإلا تحولنا وحوشا بعد أن كنا نعيب على الوحوش وحشيتهم، فمن دورنا الآن أن نرفض كل أشكال قمع الحريات بدون سبب حتى وإن كان هذا القمع لمن كنا نعارضهم سابقاً وهذا لا يعنى أنى أؤيد التظاهرات التى تحدث الآن لا أنا أرفضها جملة وتفصيلاً، وأرفض كل أشكال العنف التى تمارس بها وأريد محاكمة كل من يثبت عليه مخالفات سواء من نظام مرسى أو مبارك وفى نفس الوقت أرفض التعميم بصورة مطلقة مثل أقوال "كلهم فاسدين"، "كلهم إرهابيين"، وأرى أن تمسكنا بالدولة المدنية ليست الدينية ولا العسكرية ولا كل من تقصى طرف وتعلى آخر هو الخيار الأمثل لنا فى المرحلة القادمة، وفى الأخير أتمنى منكم ألا تنسوا ست البنات ألا تنسوا كل اللى مات ألا تنسوا عماد عفت وعلاء عبدالهادى ومينا دانيال ألا تنسوا خالد سعيد وسيد بلال، جيكا وكريستى وأبوضيف ولا تنسوا أنا جميعاً نريد أن نحقق مصر الحرية مصر العيش مصر العدالة الاجتماعية.