صحف عالمية: العملية العسكرية فى سيناء هى الأقوى منذ سنوات.. إستراتيجية الجيش تشمل شقين: استئصال المسلحين وغلق الأنفاق.. محلل: الهجوم الحالى يعكس ثقة مرتفعة لدى المسئولين العسكريين

اهتمت وسائل الإعلام العالمية بالعملية العسكرية الموسعة التى يقوم بها الجيش فى سيناء، فقالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية إن القوات والدبابات المدعومة بطائرات الهليكوبتر اكتسحت قرى فى شمال سيناء قرب الحدود مع غزة، أمس الاثنين، فى ثالث يوم من الهجوم الكبير ضد المتطرفين الإسلاميين، حسبما أفاد مسئول عسكرى، وقد أدت العملية إلى مقتل 20 من المسلحين المشتبه بهم واحتجاز 20 آخرين.
وقالت الوكالة إن استمرار العملية يأتى مع إعلان جماعة أنصار بيت المقدس المتطرفة، المتأثرة بالقاعدة، مسئوليتها عن محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، الخميس الماضى، وأشارت أسوشيتدبرس إلى أن البيان الذى أصدرته تلك الجماعة لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل، إلا أنه ظهر على المواقع الجهادية التى عادة ما تنشر البيانات الصادرة عن الجماعات المرتبطة بالقاعدة. ولو صح الأمر، فتكون المرة الأولى التى ينقل فيها مسلحو سيناء قتالهم إلى قلب العاصمة المصرية بتفجير انتحارى.
وأكدت الوكالة على أن زيادة وتيرة العنف فى سيناء منذ عزل محمد مرسى فى الثالث من يوليو زادت من الشكوك عن الصلة بين جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المسلحة، واتهم مسئولو الجيش مرسى بالتعامل مع هذه الجماعات برفق، والتوصل لهدنة معهم لوقف هجماتهم مقابل تعليق العمليات العسكرية ضدهم خلال العام الذى قضاه فى الحكم.
ونشرت الوكالة مقتطفات من بيان أنصار بيت المقدس، وقالت إنه أظهر قربا إيديولوجيا لتنظيم القاعدة، حيث أشار إلى بيان زعيم التنظيم أيمن الظواهرى، فى الثالث من أغسطس، والذى سخر فيه من العملية الديمقراطية وطالب جنود القرآن بشن حرب من أجل القرآن.
من جانبها، وصفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية العملية العسكرية فى سيناء بأنها أقوى هجوم على شبكات الإسلاميين المسلحين فى سيناء، والتى تخشى السلطات فى مصر من أنها تخطط لموجة من الهجمات ضد المؤسسات الحكومية والمنتجعات السياحية.
وأوضحت الصحيفة أن إستراتيجية الجيش تعتمد على أمرين، استئصال المتطرفين وبينهم مقاتلين أجانب يؤمنون بفكر القاعدة، وغلق عشرات الأنفاق التى تمد حماس بالوقود والأسلحة والسيارات والأدوية وغيرها من البضائع.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل، التى شكت على مر السنين من فشل مصر فى احتواء عدم الاستقرار فى سيناء، أيدت العملية العسكرية، حيث قال عاموس جلعاد، المسئول بوزارة الدفاع الإسرائيلية، إنه من المهم جدا للمصريين أن ينفذوا حملة موسعة ضد الإرهاب، وما يفعلونه مثير للإعجاب. وأكد أن الشىء المهم هو شن الحرب على الإرهاب، لكن الصحيفة نقلت انتقادات بعض القيادات البدوية للعمليات العسكرية وزعمهم أنها تضر أكثر مما تفيد، وقال أحد زعماء القبائل، الذى رفض الكشف عن هويته، إن الحملة عشوائية وهذه الممارسات تخلق أسسا للانتقام.
وتابع قائلا "فى الثقافة القبلية، نؤمن بالانتقام، لذلك فإن العديد من الهجمات على قوات الأمن ربما لا تكون من المسلحين، وربما تكون نتيجة مباشرة للقمع العشوائى"، على حد زعمه.
أما صحيفة الجارديان البريطانية، فقد نقلت عن إسكندر العمرانى، مدير مشروع شمال أفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية، إن العملية الحالية تبدو هجوما شاملا، وهناك مستويات مرتفعة من الثقة بين المسئولين المصريين. ويبدو أنهم مستعدون لدفع ثمن الهجوم الشامل الذى كان هناك تحفظ من الذهاب إليه من قبل.