الحياة كفاح.. الحياة صبر.. الحياة عزيمة وإصرار.. الحياة أمل؛ كلمات نسمعها دائمًا ونرددها بقوة وبأفواه تملأ السمع والبصر ولكن الأهم ما هو معناها، وماذا يفيد العمل بمقتضاها، وهل من يرددها يعرف قيمتها وفحواها أم يرددها بلا إدراك لجدواها؟ هيا بنا ندخل فى أعماق معانيها ونبحث فى أغوراها وثناياها حتى نستطيع أن نتذوق طعمها الحلو من بين صعاب الحياة ومشقة الأيام، فلنبدأ سويًا يديًا بيدًا وكتفًا فى كتف بعبارة "الحياة أمل". الحقيقة أن كلمة الأمل إيقظت بداخلى إحساس البراءة والطفولة اللذيذ، وأتذكر الآن ونحن بحصة اللغة العربية بالمدرسة مرتدين "المريلة ذات اللون البيج الفاتح؛ الآن علت وجهى ابتسامة عريضة تحمل معها براءة الطفولة، وبالتأكيد هذه الابتسامة علت وجه كل من هو بعمرى أو أكبر منى ويعرف هذه المريلة ذات اللون البيج.. كم كانت الرغبة عارمة أن نصل للصف الرابع الابتدائى حتى نخلع مريلة العيال ونرتدى زى الكبار "القميص والبنطلون".. ياه والله إنها لأيام رائعة كنا نعيشها على سجيتنا. نعود للأمل الذى فى الأصل لم نفارقه، حيث كنا ندرس بالمدرسة قصة "أمل وعمر"، ولكن وقتها لم أكن أعرف أنه سوف يأتى اليوم الذى أكتب فيه عن الأمل "سبحان الله" لا نعرف ما هو قادم فهو فى علم رب العباد، فنحن نمتلك الحاضر ومنه علينا أن نصنع المستقبل مهما كانت الغيوم ومهما زاد الضباب فشعاع الأمل لا يعرف سوى كونه مضاءً. ما هو معنى كلمة الأمل؟ لا أقصد التعريف ولكنى أقصد المعنى والمضمون. الأمل.. هو أن تعيش يومك من أجل صناعة غدك..فلننسى عبارة التنبؤ بالمستقبل ونرفع شعار مستقبلنا من صناعتنا بدعم ربنا ثم عزمنا وإيماننا بقدراتنا ومواهبنا التى وهبنا الله إياها والتى يجب عليا أن نستثمرها بكل قوة. الأمل.. هو أن نتعلم من ماضينا ونسطره بأحرف من ذهب حتى وأن بدا لنا وكأنه "نحاس" أكله الصدا.. فلولا الماضى ما تعلمنا ولا تجنبنا الأخطار ولا عرفنا كيف نتخطى الصعاب فالماضى هو أفضل أحداث حياتنا. ومرة ثانية وثالثة ورابعة؛ لولا الماضى ما تعلمنا. الأمل.. هو أن تشاهد لعبة المصارعة الحرة! لا تتعجب وتقول هل العنف أمل؟! وأقول لك الرياضة هى الأمل وهى الرغبة فى العمل والانتصار، فقانون المصارعة الحرة يقول "طالما لم يصل الحكم للعدة رقم ثلاثة.. فمازال هناك أمل، والعبد لله يقول حتى وأن أنهزمت فلم ينقطع الأمل وسوف تفوز بالمرة القادمة.. فاليأس عنوان الهزيمة والأمل مفتاح النجاح. الأمل .. أن تضع أمامك قصص الأنبياء موسى وعيسى وهارون ولقمان ودود ويونس ولوط وخاتم الأنبياء المعصوم حبيب رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم، إنهم جميعًا لم ينشروا رسالة رب العالمين بغير عناء وشقاء وتعب وكفاح وصبر وإيمان وأمل لا ينقطع. الأمل.. هو الثقة بقضاء وقدر رب البشر فحكمته لا يعلمها البشر إلا بعد الصبر والاحتساب واليقين أنه لا يفعل شيئًا عبثًا، وتأكيدًا على ذلك قوله تعالى فى سورة القمر الآية التاسعة والأربعون "إنا كل شئ خلقناه بقدر". والحقيقة أن كل الأمل ليس له أى معنى بلا عمل.. فالأمل بلا عمل كالسراب يحسبه الظمأن ماءً أو كالاعتقاد أنه لا بعث من بعد الممات. الأمل والعمل يسيران فى طريق متشابك الخطوط والزوايا.. فإن أردت أن يتحقق الأمل فأعمل دون كلل فالأمل دائم طالما استمر العمل.