مرت أيام عدة..وموضوع أطفال الشوارع مثار الاهتمام من مختلف وسائل الإعلام..وكأن هذه الظاهرة حدث جديد على المجتمع المصرى.أو أن أطفال الشوارع شرذمة دخيلة مستوردة من دول كارهة لنا- لا سمح الله- وأنهم لا يمثلون تاريخا فى بلدنا الحبيب وحاضرا أيضا. لا أقلل من أهمية الموضوع بالطبع..فقط يتنابنى تساؤل عن التوقيت!!كما ينتابنى تساؤل أكثر حدة وإصرارا عن مدى تحويل ما تؤكد عليه سيادة الوزيرة باستمرار وبثقة شديدة..عن تأكيد تحويل مسار الأطفال الأخلاقى والقيمي..بمجرد الاتصال بالرقم السحرى.. نعم..يهيئ لى أن هذا الرقم بالفعل كأنه مصباح علاء الدين..بمجرد الاتصال به والتنبيه عن اسم المنطقة التى بها عدد كبير جدا من أطفال الشوارع.ستأتى النجدة مسرعة..فى كامل استعداها لتأخذهم إلى عالم من الكمال..محاطين بخبراء من شتى التخصصات. أعود و أؤكد ..أننى أتمنى هذا بالطبع. فقط لا أستطيع ان أنسى مشهد تلك الأم الكادحة الممتلئة بشدة.والجالسة فى حديقة عامة مع أطفالها الأربعة، وهى تجرى لاهثة وراء طفل منهم قائلة : " يا واد تعالى بأة كل..الله يسامحك..قطعت نفسى " فيهرب منها الطفل.. بخفة و رشاقة..قائلا بلهجة تحذير: " مش آكل..و لو مبطلتيش تجرى ورايا بالأكل..هتصل بستاشر ألف ..هه". ضحكت جدا..على الإجابة السهلة المباشرة..التى وكما تحمل تهديدا مباشرا للأم – الغلبانة – حملت تفاؤلا شديدا، من الطفل الذى لم يتجاوز العاشرة بعد.متصورا أن الاتصال بهذا الرقم السحرى – وكما تردد وسائل الإعلام – سينجيه من محاولات أمه المستميتة لإطعامه..هنقول إيه..عيال. أتمنى أن تصيبنا عدوى التفاؤل من أطفالنا الأبرياء..الذين - وبدون إرادة منهم- ينظرون للتصريحات الإعلامية نظرة وردية.