الروبية الهندية تتعرض لأسوأ عمليات بيع مكثف منذ 20 عاما

تعرضت الروبية الهندية المتعثرة، اليوم الأربعاء، لأسوأ يوم منذ أكثر من عشرين عاما، لتهوى بحوالى 4 % ليسجل الدولار عند إغلاق التعاملات عند أقل قليلا من 69 روبية، وذلك على الرغم من تدخلات البنك الاحتياطى الهندى المركزى، الأمر الذى يجدد مخاوف المستثمرين بشأن اقتصاد البلاد المتعثر.
ووفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، كان وزير المالية بالانيابان تشيدامبارام حدد أمس الثلاثاء خطة مؤلفة من عشر نقاط لخفض العجز فى الحساب الجارى للبلاد، واستعادة النمو الاقتصادى فى خطوة جاءت ردا على يوم آخر من الخسائر الحادة فى أسواق الأسهم وتراجع العملة المحلية.
غير أن الروبية وعلى الرغم من ذلك تراجعت بشكل سريع إلى مستوى متدن قياسى جديد صباح اليوم الأربعاء، قبل أن تهوى بدرجة أكثر فى نهاية تعاملات اليوم لتغلق على 85ر68 روبية من الدولار بانخفاض نسبته 8ر3% ما يعزز مركزها كواحدة من أسوأ العملات أداء فى العالم خلال العام الجارى.
ونقلت فاينانشيال تايمز عن شوبهادا راو كبيرة الاقتصاديين لدى مصرف "يس بنك" فى مومباى قولها إنها "حالة من التقاط الأنفاس، فأنت مضطر لأن تكون فى رهبة من السرعة التى تتراجع بها الروبية، لقد تتبعت الأسواق لمدة حوالى 23 عاما، ولم أشهد مثل ذلك أبدا لتتراجع روبية أو اثنتين فى اليوم، يوم بعد الآخر".
يأتى التراجع الحاد على خلفية المخاوف بشأن ارتفاع أسعار النفط فى ضوء التوقعات بشن عمل عسكرى محتمل من جانب الغرب فى سوريا وهو اتجاه من المرجح أن يضر بالاقتصاد الهندى المعتمد على النفط المستورد ويفاقم بشكل محتمل وبشدة العجز فى الحساب الجارى.
ويقول محللون إن حالات التراجع الأولية جعلت البنك المركزى يتدخل من أجل دعم العملة عبر بيع دولارات، بينما من المحتمل أيضا أن تكون مؤسسة التأمين على الحياة الهندية المدعومة من الدولة قد تدخلت فى سوق الأسهم من أجل تعزيز مستويات الأسعار.
وقالت راو إن "البنك الاحتياطى تدخل فى السوق هذا الصباح مجددا، بينما بدا كما لو أن مؤسسة التأمين الهندية ساعدت أيضا فى تحفيز الأسهم أيضا".
وتعرضت الأسهم لخسارة شديدة فى وقت سابق من اليوم مع تراجع مؤشر سينسكس القياسى لبورصة بومباى بنسبة كبيرة بلغت 5ر2% خلال التعاملات الصباحية قبل أن يتعافى عند الإغلاق ويغلق دون تغير كبير عن إغلاق أمس الثلاثاء.
ويتخوف الكثيرون من أن قيام مجلس الاحتياطى الاتحادى الأمريكى "البنك المركزى" بوقف مبكر لبرنامجه للتيسير النقدى سيغذى الآن وبشكل أكبر عملية خروج الأموال بعيدا عن الأسواق الصاعدة بحثا عن عوائد مالية أعلى.