بعد صراع قصير بين 5 أفلام سينمائية استمر لأسبوع واحد فقط فى موسم عيد الفطر السينمائى، جاءت أحداث العنف والهجمات الإرهابية التى انتهجها التنظيم الدولى لجماعة الإخوان فى الشوارع، لتعصف بإيرادات الموسم عقب الانتعاشة التى شهدها شباك التذاكر فى أيام العيد الأولى، حيث اضطرت دور العرض لإغلاق أبوابها فى الحفلات الليلية التى كانت تشهد إقبالا كبيرا من جانب العائلات، واكتفت بفتح أبوابها فى الحفلات الصباحية فقط التى تبدأ من الثانية عشرة ظهرا، وتنتهى فى الخامسة والنصف قبل حظر التجوال، مما أدى إلى تراجع أرقام الإيرادات. ويبدو أن فيلم «قلب الأسد» بطولة حسن حسنى ومحمد رمضان إخراج كريم السبكى، حسم نتيجة الموسم بصدارته أعلى الإيرادات، حيث حقق إيرادات وصلت ل14 مليون جنيه، رغم النقد الذى تعرض له الفيلم السينمائى من قبل النقاد الذين أكدوا أنه يساهم فى نشر ثقافة البلطجة والعنف فى الشارع المصرى ويحض عليها، إضافة إلى استخدام المخرج توليفة «السبكية» الشهيرة، من رقص ومشاهد جنسية لتحقيق إيرادات بخلاف الجودة الفنية للعمل، واعتبروا أن أفلام العنف والبلطجة يجب الحد منها لتأثيرها على جيل المراهقين والشباب. واحتل المرتبة الثانية من إيرادات الموسم حتى الآن الفيلم الكوميدى «كلبى دليلى» بطولة سامح حسين والطفلتين جنا وملك أحمد زاهر، إخراج إسماعيل فاروق، بتحقيقه مليونين ونصف المليون جنيه منذ وقت عرضه، حيث شهدت قاعات العرض توافدا على الفيلم الذى تدور أحداثه حول ضابط شرطة يأتى من الصعيد إلى منطقة مارينا الساحلية ويصطدم بالعديد من الفوارق المجتمعية فى العادات والسلوك، أول أيام عيد الفطر المبارك. ويؤكد أحمد السبكى منتج فيلمى «قلب الأسد» و«كلبى دليلى» ل«اليوم السابع» أن تراجع إيرادات العملين فى الأيام الأخيرة، جاء بسبب العمليات التخريبية التى تشهدها البلاد على أيدى العصابات الإرهابية المتطرفة التى تبث العنف فى الشوارع، موضحا أن هذه الأحداث دفعت الجمهور إلى عدم الخروج من المنزل ومتابعة ما يجرى خلال شاشات التليفزيون، متمنيا أن تعود الانتعاشة من جديد لشباك تذاكر السينما عقب انجلاء الأزمة التى تمر بها البلاد. وجاء فيلم «نظرية عمتى» بطولة حورية فرغلى، وحسن الرداد، فى المرتبة الثالثة من إيرادات الموسم، حيث وصلت إيراداته لمليون ونصف المليون جنيه، ليتفوق على فيلمى «توم وجيمى» و«البرنسيسة» رغم أن الفيلم الذى تدور قصته حول مذيع مشهور يقدم برنامج توك شو يتعرض للعديد من المفارقات بسبب شهرته وازدياد معجباته، ويقرر السفر للخارج، يقوم ببطولته نجوم يصنفون تحت قائمة «نجوم الصف الثانى». واحتل الفيلم الكوميدى «توم وجيمى» بطولة هانى رمزى، إخراج أكرم فريد، المركز الرابع من إيرادات عيد الفطر، بتحقيقه 950 ألف جنيه، على غير المتوقع، حيث يحمل الفيلم اسم الفنان الكوميدى هانى رمزى، لكن بعض رواد السينما أكدوا عزوفهم عن فيلمه الذى يدور فى إطار كوميدى ساخر حول رجل معاق ذهنيا، تتوافق إمكانياته العقلية مع طفل يناهز 7 سنوات، وإقبالهم على فيلم «كلبى دليلى» لكونه يتميز بالخفة على حد قولهم. وجاء فى المركز الأخير فيلم «البرنسيسة» بطولة علا غانم ورندا البحيرى، إخراج وائل عبد القادر، بتحقيقه إيرادات بلغت 850 ألف جنيه، ورغم أن العمل السينمائى تدور أحداثه حول عالم الكباريهات والمخدرات والجنس، فإن الجمهور لم يتحمس لمشاهدته رغم محاولات علا استقطاب المشاهدين من خلال إغرائها ببروموهات العمل. ويصف المنتج محمد حسن رمزى، انعكاس الواقع السياسى على دور العرض وإغلاقها ب«الكارثة الحقيقية» التى أدت إلى ذبح المنتجين مرة ثانية منذ يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، مؤكدا أن الإرهابيين قد حكموا على موسم عيد الفطر بالإعدام، بعدما أشاعوا الفوضى فى الشارع المصرى وروعوا الآمنين، معلقا بقوله «اندبحنا دبحة مرعبة فى إيرادات الموسم». ويؤكد المنتج فى تصريحاته ل«اليوم السابع» أن بداية الموسم كانت مبشرة لحد كبير بعد تزايد الإقبال الجماهيرى على دور العرض، خاصة أن طبيعة جمهور السينما الذهاب بكثافة فى الأعياد، قائلاً: «تفاءلنا خيرا بالموسم نظرا للإجازات وعدم دخول موسم الدراسة والجو الصيفى الذى يدفع المواطنين للذهاب إلى دور العرض والسهر خارج البيوت ليلا، وسرعان ما تفتت الأمل عقب الهجمات الإرهابية». وأوضح حسن رمزى أن الخراب لا يقتصر على صناعة السينما فقط، بل امتد ليصل لجميع العاملين بالسينمات ودور العرض، كاشفا عن عدم استطاعة الموزعين السينمائيين وأصحاب دور العرض توفير نفقات العاملين والموظفين بالسينمات بسبب ما يجرى فى البلاد من أحداث، قائلاً: «مش لاقيين ندفع أجور الناس وعرضنا على الدولة أن نعيد لهم دور العرض التابعة لهم». وقال بعض مديرى دور العرض بوسط القاهرة: إنهم أعادوا فتح دور العرض من خلال حفلتين فقط طوال اليوم، نظرا لحظر التجوال، مؤكدين أن هناك تراجعا كبيرا فى الجمهور الوافد على السينمات، قائلين «أقبلنا على فتح دور العرض لكى نستطيع توفير مصاريف العاملين، فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها صناعة السينما بصفة خاصة والبلاد بصفة عامة».