سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد مقالة له فى جريدة الواشنطن بوست الأمريكية مستشار مفتى الجمهورية يكثف تواصله مع الإعلام الغربى ويكتب لرويترز مقالا بعنوان: "ما يحدث فى مصر".. ويؤكد: بلادنا ستعبر الأزمة
أعرب الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، عن استيائه من الصورة المشوهة والرسائل الضبابية التى تصل للعالم عما يحدث فى مصر خلال الأيام القليلة الماضية. وتناول فى مقاله الذى نشرته وكالة "رويترز" البريطانية الذى جاء تحت عنوان "ما يحدث فى مصر: مظاهرات سلمية أم مؤامرة ارهابية؟" الروايات المتناقضة فى الإعلام العالمى حول ما يدور فى مصر مضيفا أن الحجج والأدلة التى يطرحها كل طرف تجعل الكثيرين من المتابعين للشأن المصرى حول العالم فى حيرة من أمرهم، واستطرد مستشار المفتى قائلا "فى ظل هذه الحيرة التى تنتاب بعض المتابعين إلا أن الأمر الواضح الآن أمام الجميع هو حدوث تطور نوعى وخطير فى المشهد تمثل فى لجوء بعض المتظاهرين من الإخوان إلى العنف المسلح الأمر الذى ينفى بشكل قاطع عن أى مظاهرات معنى السلمية ويحولها إلى جماعات خارجة عن القانون تسعى لتقويض أركان الدولة وتدمير السلم المجتمعى" وهو ما أدى إلى توحد المصريين جميعا ضد "دائرة العنف المقيتة" على حد قوله. وأشار مستشار مفتى الجمهورية فى مقاله إلى أن رد فعل المجتمع الدولى وحكمه على الأوضاع فى مصر كان فى كثير من الأحيان مندفعًا وسابقا لأوانه ومتأثرا بوسائل إعلام مغرضة فى ظل عدم وجود كيانات إعلامية تتعاطى مع الأحداث بصورة موضوعية مما أدى بدوره إلى مزيد من تعكير مياه العلاقات بين بعض الدول، وقد يشكل تحديا فى طريق وقف أعمال العنف. وأكد مستشار فضيلة المفتى على ضرورة الوقوف صفا واحدا ضد استغلال الدين لأهداف طائفية وسياسية، مشيرًا إلى خطورة هذا السلوك الذى لن يؤدى إلا لمزيد من الدمار. وأكد د. نجم أن مهما سيأتى على مصر بعد هذه الفترة الحرجة فإن هناك حقيقة واحدة مؤكدة لا بد أن يعلمها الجميع: أنها ستعبر هذه الأزمة بإذن الله مثلما عبرت غيرها فإنجازاتها عبر التاريخ تتحدث عن نفسها، مشيرًا إلى أن مصر أكبر بكثير من شخص أى رئيس، لأنها أمة ثرية لها ثقافتها، وأنها أمة قامت على أيدى أبنائها الذين أخلصوا وتفانوا من أجلها، وفوق كل هذا أهميتها السياسية الحاسمة فى المنطقة. ولذا فمن مصلحة جميع الأطراف المعنية فى المجتمع الدولى أن تبذل قصارى جهدها للمساعدة فى ضمان استقرارها وازدهارها. كما أشاد بالدور الحاسم الذى تقوم به القوات المسلحة فى هذه المرحلة، من خلال تأكيدها على احترامها لإرادة الشعب المصرى وتلاحمها معه، إضافة إلى تأكيدها على بذل الجهود فى تجاوز هذه الصراعات والمضى قدما نحو خارطة الطريق ووجه د. نجم خطابه إلى جماعة الإخوان بضرورة احترام الإرادة الشعبية لجموع المصريين والتعاطى مع الواقع الجديد والانخراط فى العملية السياسية إذا أرادوا المضى قدما لوضع حلول لهذا المأزق. وأشار إلى أن انخراط جماعة الإخوان فى أعمال العنف الآن سترسخ من كراهية المصريين للتيار الإسلامى عامة، ومواصلة الاستقطاب ستزيد من انقسام البلاد بشكل خطير. واختتم مستشار مفتى الجمهورية مقاله فى "رويترز" بالتأكيد على أن ما نحتاجه الآن هو حل سياسى شامل، وأن يكون اللجوء إلى الإجراءات الأمنية تصحبها عملية سياسية شاملة، داعيًا الله أن نصل لهذا الحل السياسى قريبًا لأن مصر لن تتحمل مزيدًا من الدماء والدمار.