قرر الدكتور يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم، إلغاء مشاركة الدول الأجنبية فى مسابقة طبع وتوريد الكتب المدرسية.. وقصر المسابقة على المطابع المصرية الوطنية، وإخضاع عملية تأليف الكتب المدرسية للمعايير التى ستضعها الوزارة، وذلك من خلال الاستعانة بالخبرات الفنية المتخصصة. وكشف الجمل عن أن الإعلان الذى تم نشره فى الصحف حول طرح مسابقة دولية لتأليف وطبع وتوريد الكتاب المدرسى للمرحلة الابتدائية هدفه تحسين الكتب المدرسية، خاصة فى ظل انتشار الكتب الخارجية والدروس الخصوصية. وأوضح أن أحد برامج وزارة التربية والتعليم هو تحقيق اللامركزية فى تحديث وتطوير الكتب والمناهج الدراسية، لافتاً إلى أن هذه العملية سيتم تطبيقها على المقررات الدراسية للعلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية، ووصفها ب"المقررات ذات المستوى المتدنى". جاء ذلك عقب اجتماع لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس الشورى برئاسة الدكتور فاروق إسماعيل، والذى شهد مناقشات ساخنة من أعضاء مجلس الشورى ضد سياسة وزارة التربية والتعليم، وهو ما تطلب فض الاجتماع وعقد لقاء عاجل مع صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، أكد فيه الشريف رفض أعضاء اللجنة البرلمانية بالإجماع الإعلان الذى نشرته وزارة التربية والتعليم، لافتاً إلى أن هذا الرفض لا يمكن تجزئته، حتى ولو تم تطبيق هذه التجربة فى ثلاث محافظات، وهى الإسماعيلية والفيوم والأقصر، ووصف صفوت الشريف رئيس المجلس الإعلان ب"القرار الصادم"، مبيناً الآثار السلبية المترتبة فى الإعلان عن هذه المسابقة، وطالباً تدارك هذا القرار حفاظاً على الأوضاع الاقتصادية للمؤسسات الصحفية القومية التى تحملت خلال السنوات الماضية عملية طباعة كتب وزارة التربية والتعليم بأسعار مناسبة لرفع المعاناة عن كاهل الأسرة المصرية. كان الجمل قد أكد خلال اجتماع لجنة التعليم والبحث العلمى أن حجم الكتب المستهدف طباعتها وفقاً للتجربة الجديدة 720 ألف كتاب فى ثلاث محافظات من إجمالى 350 مليون كتاب، وأشار إلى أن الهدف من هذه المناقصة هو رفع جودة الكتاب المدرسى ليتماشى مع اختبارات الكفاءة العالمية. وقال إن وزارة التربية والتعليم تهدف إلى رفع ثروة مصر البشرية للمشاركة فى المحافل الدولية، وأكد أن حجم طباعة الكتب المدرسية سنوياً 350 مليون كتاب مدرسي، ووصفه بالعدد الضخم، لافتاً إلى أن إجراء هذه المناقصة كان يهدف إلى الاستعانة بالخبرات الأجنبية مع مراعاة انتقال حق الملكية الفكرية للكتاب المؤلف إلى الوزارة. وأكد الدكتور يسرى الجمل أن هذه الاستراتيجية محددة وتم الإعلان عنها فى 2007 وتتضمن 12 برنامجا لتحديث المناهج الدراسية. كان الاجتماع قد شهد إصرارا من أعضاء مجلس الشورى لوقف المناقصة التى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، وأكد الدكتور محمد رجب زعيم الأغلبية بمجلس الشورى أن تطبيق القرار هو تدمير للصناعة المصرية فى مجال الطباعة، وأشار الدكتور فوزى فهيم رئيس لجنة الثقافة والإعلام أن هذا القرار هو محاولة لاختراق العقول المصرية بأفكار أجنبية.. كما أكد الدكتور شوقى السيد أن هذا القرار حال تطبيقه سيكون محاولة لتسلسل الاستعمار الغربى ولكن تحت شعارات براقة.