توصلت الأبحاث التى قام بها باحثون بالمعاهد الطبية السويدية، إلى أن الأرامل والمطلقين أكثر عرضة "بمقدار 3 أضعاف" من نظرائهم المتزوجين للإصابة بمرض الخرف مع التقدم فى العمر. وقد أجرى الباحثون مقابلات شخصية مع ألفى شخص فى الخمسين من العمر أطلعت خلالها على حالتهم الاجتماعية والعقلية، ثم التقوا بهم مجددا بعد 21 عاما وتبين لفريق البحث أن الأشخاص فى منتصف العمر الذين يعيشون لوحدهم، يزداد خطر أصابتهم بالخرف مقارنة بنظرائهم المتزوجين، هذا بالإضافة إلى أن النساء أقل عرضة للإصابة بالخرف من الرجال. وتؤكد الدكتورة عزيزة السيد أستاذ علم النفس بكلية البنات بجامعة عين شمس على أهمية هذه الدراسات، حيث إن اختفاء شريك الحياة "بالموت" له تأثيره السلبى على استقرار الحالة النفسية لشريكه، حيث فقد سند له كان يشاركه كل لحظات الحياة، ويزداد الأمر سوءا عندما تهدم الحياة وينفصل الشريكان فإن الهزة تكون أقوى، وإن كان ذلك يكوّن ضرورة ملحة فى بعض الأحيان بدلا من التوتر القائم فى العلاقة بين الزوجين وهنا يصبح الطلاق هو الحل الأمثل. وتقول الدكتورة عزيزة إن المقارنة بين تلك الأنماط الثلاثة "المطلقون والأرامل والمتزوجون "ليست على قدم المساواة، لأنهم مختلفين فى البنية النفسية والاجتماعية، حيث تعرض المطلقون والأرامل لصدمات وهزات اجتماعية أفقدتهم التوازن لفترة كبيرة، جعلت المحيط الاجتماعى الذين يتعاملون معه مختلف، لذلك فإن الخرف يكون قريبا من الذين اهتزت حالتهم النفسية أكثر ممن عاشوا حياة اجتماعية مستقرة. وتذكر الدكتورة عزيزة أن الخرف يأتى نتيجة كبر السن، والذى يتوقف معه كثير من نشاط الإنسان وضعف حالته الجسمانية، وكذلك فإن التواصل مع الآخرين يقل بشكل ملحوظ، وبالتالى فإن كفاءة المخ تقل وتظهر أعراض الشيخوخة التى من أبرزها مرض الزهايمر، وكذلك الشلل الرعاش، لأن ضمور الخلايا العصبية يكون أسرع من نموها. وهذه الدراسات تقف على ضرورة بناء حياة اجتماعية سوية فهذا مدعاة للاستقرار النفسى، ويتأتى ذلك من خلال الحفاظ على الصداقات القديمة أو تكوين أخرى، ورابطة الزواج تندرج تحت تلك الصداقات أو الصحبة.
