أداء متباين بمؤشرات البورصة عند إغلاق تعاملات اليوم    وزير الإسكان يوجه بتكثيف أعمال تنفيذ وحدات سكن لكل المصريين    صحة غزة: 1500 طفل ينتظرون الإجلاء الطبي و42% من الحوامل يعانين من فقر الدم    إحدى ضحايا جيفرى إبستين: جعلنى أتحدث لسياسيين وأمراء وشخصيات مهمة    عاجل مدرب زيمبابوي: لدينا حظوظ قوية أمام المنتخب المصري وأتوقع نتيجة إيجابية    كشف ملابسات تضرر شخص من قائد دراجة نارية وآخر حولا سرقة هاتفه المحمول وسيارته بالقاهرة    مصرع ممرضة صدمها قطار خلال عبورها شريط السكة الحديد بالقليوبية    وزارة السياحة والآثار تنفي تحرير محاضر ضد الصحفيين    جولة مفاجئة لوزير الثقافة ومحافظ القاهرة بقصر ثقافة عين حلوان    «التخطيط» تترأس اجتماعًا تحضيريًا للجنة المصرية – الأرمينية المشتركة للتعاون الاقتصادي    رئيس جامعة بني سويف: 76 ألف طالبًا يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الأول    «الشيوخ» يوافق على مشروع تعديل بعض أحكام قانون الكهرباء من حيث المبدأ    القاهرة الإخبارية: تخوف إسرائيلي من اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب نهاية الشهر الحالي    اقتصادي: انعقاد منتدى الشراكة الروسية الإفريقية بالقاهرة يؤكد الدور المصري في دعم التنمية الاقتصادية للقارة السمراء    برلمانية المؤتمر: تعديلات قانون الكهرباء خطوة ضرورية لحماية المرفق    تردد القنوات المجانية الناقلة لبطولة كأس أمم أفريقيا 2025 .. اعرف التفاصيل    سبورتنج يعلن قائمة مواجهة الأهلي اليوم فى كأس السوبر المصري لسيدات السلة    محافظ أسيوط: استمرار تدريبات المشروع القومي للموهبة الحركية    محافظ القاهرة: تصدر العاصمة مدن أفريقيا الأكثر تأثيرًا يمثل تكليفًا لجهود الدولة    160 مليار جنيه لدعم التموين في 2025.. «كاري أون» أكبر سلسلة تجارية حكومية تنطلق لتطوير الأسواق وتأمين الغذاء    البحيرة.. ضبط 3 محطات وقود بالدلنجات لتجميعها وتصرفها في 47 ألف لتر مواد بترولية    مصرع شخصين وإصابة ثالث إثر انقلاب سيارة أعلى كوبري أكتوبر بالشرابية    حبس عاطل 4 أيام بعد ضبطه بحوزته 20 فرش حشيش بالجيزة    نائب وزير الإسكان يستقبل مسئولي إحدى الشركات التركية لبحث فرص التعاون في مشروعات المياه والصرف الصحي    تصاريح الحفر لمد الغاز بقرى «حياة كريمة» وخطة لتوصيل الخدمة ل6 مناطق سكنية في 2025    الأقصر تتلألأ في يوم الانقلاب الشتوي.. الشمس تتعامد على مقصورة قدس الأقداس بمعابد الكرنك في مشهد فلكي ومعماري مدهش    أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. حفلات ليالي الفن تضيء العام الجديد    9 آلاف حالة حرجة في عام واحد.. مستشفيات جامعة بني سويف تسجل طفرة غير مسبوقة في الرعايات المركزة خلال 2025    «المصدر» تنشر نتيجة الدوائر الملغاة بالمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب    حيماد عبدلي: منتخب الجزائر يسعى للذهاب بعيدًا ببطولة أمم أفريقيا    تاريخ من الذهب.. كاف يستعرض إنجازات منتخب مصر فى أمم أفريقيا    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة قلقيلية ‫ويداهم بناية    الصحة: إغلاق 11 مركزًا خاصًا للنساء والتوليد ب5 محافظات لمخالفتها شروط الترخيص    أبرز المسلسلات المؤجلة بعد رمضان 2026.. غادة عبد الرازق ونور النبوي في الصدارة    ليلة استثنائية في مهرجان القاهرة للفيلم القصير: تكريم عبير عواد واحتفاء بمسيرة عباس صابر    «الرعاية الصحية» تطلق حملة للمتابعة المنزلية مجانا لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن    من مصر منارةً للقرآن إلى العالم... «دولة التلاوة» مشروع وعي يحيي الهوية ويواجه التطرف    د.حماد عبدالله يكتب: "اَلَسَلاَم عَلَي سَيِدِ اَلَخْلقُ "!!    تكريم لمسيرة نضالية ملهمة.. دورة عربية لتأهيل الشباب في حقوق الإنسان تحمل اسم محمد فايق    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 21ديسمبر 2025 فى المنيا    رئيس جامعة الازهر يوضح بلاغة التعريف والتنكير في الدعاء القرآني والنبوي    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي بالسوق السوداء بقيمة 3 ملايين جنيه    انطلاق الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تعديلات قانون الكهرباء    "مركز المعلومات": حاجز التجارة العالمية سيتجاوز 35 تريليون دولار للمرة الأولى فى 2025    وزارة التموين تطلق قافلة مساعدات جديدة بحمولة 1766 طنًا لدعم غزة    الري تتابع إيراد النيل.. تشغيل السد العالي وإدارة مرنة للمياه استعدادًا للسيول    المقاولون العرب يعلن تعيين علي خليل مستشارًا فنيًا لقطاع الناشئين    إصابة 14 عاملا فى حادث انقلاب أتوبيس بالشرقية    شهر رجب.. مركز الأزهر العالمي للفتوى يوضح خصائص الأشهر الحرم    مواعيد مباريات اليوم الأحد 21-12- 2025 والقنوات الناقلة لها | افتتاح أمم إفريقيا    محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام 2025    وزير الخارجية يؤكد مجددا التزام مصر بدعم جهود تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال والقرن الأفريقي    الصحة: فحص 8 ملايين طالب ابتدائى ضمن مبادرة الكشف المبكر عن «الأنيميا والسمنة والتقزم»    الصحة: فحص أكثر من 20 مليون مواطن في مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    الإسكان الاجتماعي لصاحبة فيديو عرض أولادها للبيع: سنوفر الحلول الملائمة.. والحاضنة لها حق التمكين من شقة الإيجار القديم    عضو بالأرصاد: أجواء مستقرة ودرجات حرارة طبيعية خلال الأسبوع الجاري    علاء نبيل: حذرت أبو ريدة من الصدام بين طولان وحسام حسن قبل كأس العرب    ندوة بمعرض جدة للكتاب تكشف «أسرار السرد»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفراء الأمريكان دبلوماسيو الفتنة ودعاة الانقسام.. باترسون غير المرغوب فيها..سكوبى السفيرة الاستخباراتية.. دونى سفير أمريكا المُدَلَّل.. وولش راعى المصالح اليهودية.. كيرتزر مثير الفتن ومقسم الشعوب
نشر في اليوم السابع يوم 06 - 08 - 2013


1– دانيال كيرتزر: مثير الفِتن ومُقسّم الشعوب
دانيال كيرتزر معروف عنه إثارة الفتن وزرع الحِقد فى صفوف الشعب المصرى تجاه المؤسسة العسكرية العريقة.
فى عهد الرئيس المعزول، محمد مرسى، وقبل إسقاطه بعد نزول الملايين إلى الشوارع فى 30 يونيه، زَعَمَ السفير السابق إن قرار مرسى "المفاجئ" بتعيين اللواء "الشاب" قاصدًا عبد الفتاح السيسى، كوزير للدفاع يبدو أنه علامة على انقسام موجود منذ فترة طويلة فى قيادة المجلس العسكرى، محاولاً بهذه التصريحات إثارة البلبلة فى الشارع المصرى، وطرح تساؤلات لم ولن يكن لها وجود على الإطلاق.
سفير واشنطن السابق استمر لفترة من الوقت فى بثّ سمومه الفكرية، من خلال تصريحاته الهادفة إلى إسقاط أقوى جيش فى المنطقة، زاعمًا أنه لم يكن هناك إجماع فى صفوف المجلس العسكرى منذ أن تولى السيسى زمام الأمور فى مصر بعد الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك فى 2011.
ومستفزًّا الشعب المصرى من أجل إسقاط هيبة الجيش، زعم أيضًا دانيال كيرتزر، إن المجلس العسكرى مؤسسة غير شفافة من الصعب كشف صُنَّاع القرار الرئيسيين فيها، وأضاف أنه لن يُفَاجأ إذا كان وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسى من بين هؤلاء الذين لم يكونوا يتفقون بالضرورة مع كل ما تفعله القيادة العليا فى المجلس العسكرى.
كيرتزر أشاد بالرئيس المعزول، محمد مرسى، فى تصريحاتٍ تعنى بأنه– أى مرسى– يسعى من أجل استقرار إسرائيل فى المنطقة، حيث قال إنّه بالرغم من المشاعر المعادية لإسرائيل فى المجتمع المصرى، ورفع النداءات بضرورة مراجعة وتعديل معاهدة "كامب ديفيد" إلا أن هناك خطوات إيجابية اتخذها مرسى، من أهمها إرسال سفير مصرى إلى تل أبيب، وإرسال خطاب مُطمئِن للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، يتحدث فيه عن الصداقة، ولا شك أن الكلمات تُؤخذ فى الاعتبار ولها مدلول، مضيفًا أن هذه إشارات إيجابية من الرئيس المصرى المعزول، لافتًا إلى أنه أمام معضلة حقيقة وهو كيف يحافظ على هذه الإشارات الجيدة تجاه إسرائيل، وفى نفس الوقت يأخذ بعين الاعتبار المشاعر المعادية لإسرائيل فى المجتمع المصرى.
2– ديفيد وولش: راعى المصالح اليهودية
الدبلوماسى ديفيد وولش.. عينته الإدارة الأمريكية سفيرًا بالقاهرة من سبتمبر 2001، إلى مارس 2005، معروفة عنه العنصرية والتحيّز لليهود على حساب العرب، والمسلمين، ليطلق عليه الناس آنذاك "المندوب السامى الأمريكى فى مصر".
كان يقابل أى تعاطف من المصريين مع الشعب الفلسطينى الشقيق فى وجه الاحتلال الإسرائيلى بهجومٍ لاذع واصفًا هذه المشاعر ب"المشجّعة على الإرهاب".
تصريحات وولش أثارت المشاعر المعادية للولايات المتحدة الأمريكية بين المصريين، بسبب تدخّله السافر فى الشئون الداخلية للبلاد، ووصفه للفلسطينيين بالإرهابيين، وتأييده لعدم استبعاد إسرائيل من الدول منزوعة السلاح النووى، ليقف الشعب والإعلام، مع معظم مؤسسات الدولة فى وجه السفير الأمريكى.
تطرق هجوم السفير الأمريكى السابق إلى الإعلام، واصفًا إياه بالمضلل، ومتهمًا الصحفيين المصريين، بالافتقار إلى الدقة والاحتراف، وفبركة الأخبار لإثارة المشاعر.
خرج ديفيد وولش على شاشات التليفزيون، وفى وكالات الأنباء، مهدّدًا بقطع المساعدات العسكرية عن مِصْر، وذلك بسبب موقف القضاء تجاه قضية سعد الدين إبراهيم، وهو ما يُعَد تدخّلاً سافراً فى القضاء المصرى، ضاربًا بأعراف الديمقراطية والحريات عرض الحائط.
هاجم السفير غير المرغوب فيه أيضًا، مؤسسة الأزهر، بسبب موقفها الداعم على طول الخط للقضية الفلسطينية، ونصرة الشعب الشقيق ضد الاحتلال الإسرائيلى، كما هاجم وزارة الثقافة، مطالبًا الوزير آنذاك، بحماية الآثار اليهودية على أرض مصر، وحمايتها من أى تلفيات قد تلحق بها.
3– ريتشارد دونى: سفير أمريكا المُدَلَّل
فى عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، استبعد الدبلوماسى فرانسيس ريتشارد دونى السفير الأمريكى بالقاهرة آنذاك، وصول "الإخوان المسلمين" للحكم حتى لو جرت انتخابات حرة.
السفير الأمريكى السابق لدى القاهرة فرانسيس ريتشارد دونى، كشف أيام الرئيس السابق حسنى مبارك أن الحكومة المصرية لجأت إلى الحكومة الأمريكية لطلب النصيحة منها فى صياغة عدة قوانين، منها قانون الإرهاب القادم وقانون آخر خاص بالإنترنت.
وأثنى ريتشارد دونى على سماح الحكومة المصرية للأمريكيين بالمشاركة فى مناقشات داخل البرلمان، بينما لا تسمح الإدارة الأمريكية للأجانب بالمشاركة فى النقاشات الجارية داخل الكونجرس.
وقال الدبلوماسى الأمريكى آنذاك "لدرجة مثيرة للإعجاب، يمكننا المساهمة بل ونساهم فعلا فى النقاشات الداخلية المصرية، لكننا فى بلدنا لا نرحب بدخول الأجانب الكونجرس عندنا ليتحدثوا عن قانون المواطنة (باتريوت آكت) الخاص بمكافحة الإرهاب أو عن كيفية معاملتنا مع معتقلى جوانتانامو وهكذا، لكن المصريين معتادون على ذلك".
تصريحات ريتشارد دونى، التى تطرق خلالها إلى العلاقات المصرية– الأمريكية، بعد انتهاء فترة عمله فى مصر فى أبريل عام 2008 جاءت فى سياق مقابلة مطولة مع منشورة "ميدل إيست بروجرس" الأمريكية، التابعة لمركز أبحاث "أميريكان بروجرس سنتر"، المحسوب على التيار الديمقراطى فى الولايات المتحدة.
وأضاف ريتشارد دونى "على سبيل المثال هم رحبوا بالمحادثات معنا عن كيفية التعامل مع الإنترنت، وعن قانون الإرهاب مقارنة بتشريعهم القادم لمكافحته.. إنهم يقبلون مشاركتنا فى تلك المحادثات.. مبارك مُحبَط منا، ولكن من خلال اتصالاتى معه فإنه يرى أهمية الدور الأمريكى فى المنطقة، سواء أحب ما نقوم به أم لا.. ولكن نحن مهمون بالنسبة لهم وهم مهمون بالنسبة لنا، وكلانا يعلم هذا، ولهذا فإن الجانبين يحكم بأن الأمر يستحق التغلب على الإحباطات المتبادلة".
من جهة أخرى، استبعد ريتشارد دونى وصول "الإخوان المسلمين" فى مصر إلى سدة الحكم، رغم وصفهم بأنهم "أفضل حركة أو تجمع سياسى منظم باستثناء الحزب الوطنى الديمقراطى"، وأشار إلى أنهم "يتجنبون بشكل متعمد تمثيل تهديد حقيقى للحزب الحاكم، ولا أتنبأ، حاليا وعلى المدى القصير، أنهم يمكن أن يصلوا إلى حكم مصر حتى ولو فى عملية انتخابات ديمقراطية وعادلة وحرة تماما".
4– مارجريت سكوبى: السفيرة الاستخباراتية
برقيات ويكيليكس المُسَرَّبة كشفت عن الكثير من كواليس السفيرة الأمريكية السابقة مارجريت سكوبى، وأسرار وجلسات الغرف المُغلَقَة مع المسئولين المصريين سواء فى الحكومة مثل وزير الخارجية السابق، أحمد أبو الغيط، ووزير الثقافة السابق فاروق حسنى أو وزير المالية السابق الدكتور يوسف بطرس غالى أو فى أجهزة سيادية.
إحدى الوثائق المُسَرَّبة تقول فيها سكوبى فى الثانى من فبراير عام 2010، وأرسلتها إلى الإدارة الأمريكية بواشنطن "إن معارضة الحكومة المصرية للإرهاب الإسلامى، تجعلها بؤرة غير آمنة للمجموعات الإرهابية، مع ذلك تعدّ منطقة شمال سيناء نقطة لتهريب الأسلحة والمتفجرات إلى غزة، ونقطة عبور لأهالى غزة.. لا يمكن أن تقوم مصر بأى تصرف يمكن تصويره على أنه مشاركة فى الحصار الإسرائيلى على غزة، كما أنهم شديدو الحساسية تجاه أى اقتراح بوجود مراقبين أجانب لمساعدتهم فى مراقبة الحدود مع غزة.
وكشفت الوثائق محاولات التدخل الأمريكى فى الشئون المصرية حيث تقول "يجب الضغط بقوة على أبو الغيط من أجل أيمن نور وسعد إبراهيم، ولقد أحسن المبعوث الخاص للشرق الأوسط –آنذاك– جورج ميتشل صنعًا عندما قال للرئيس مبارك خلال زيارته للقاهرة: نحن هنا لسماع نصيحتكم، فلطالما شعر المصريون أننا، فى أفضل الأحوال، نعاملهم وكأنهم مضمونون، وفى أسوأ الأحوال نتجاهل نصيحتهم بينما نحاول فرض وجهة نظرنا عليهم، ربما يجب عليك توجيه الشكر لأبو الغيط لما قامت به مصر فى وقف إطلاق النار فى غزة، وجهود مصر فى إنهاء الحرب".
واعترفت سكوبى فى وثيقة أيضًا بأنها وقفت ضد ترشيح فاروق حسنى لليونسكو، حيث تقول سكوبى: بدأت مصر حملة دولية كبيرة لدعم مرشحها لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو فاروق حسنى وزير الثقافة، وأعلنت كل من المنطقة العربية والاتحاد الأفريقى بالفعل مساندتهم لحسنى، كذلك يعتقد المصريون أنه يجب الحصول على دعم عدة دول أوروبية، خاصة فرنسا.
والغريب أن سكوبى التى تدعى دعمها لسياسات وزير المالية د. يوسف بطرس غالى وتوجهاته الليبرالية قالت عنه عكس ذلك فى برقياتها، حيث تقول "هناك حالة عدم رضا لدى الرأى العام من سياسات وزير المالية يوسف بطرس غالى، خاصة فيما يخص الضرائب العقارية، وينعكس ذلك فى الصحف وبعض أعضاء البرلمان، إلا أن كل الإشارات تقول بأن بطرس غالى يحظى بكل الدعم من جانب الرئيس، وسيواصل المزيد من الإصلاحات المالية التى كان قد اقترحها، بالرغم من أنها ستسير ببطء".
5– آن باترسون: الدبلوماسية غير المرغوب فيها
يوم 30 يونيه يعنى الكثير للسيدة آن باترسون، السفيرة الأمريكية بالقاهرة، ففى 30 يونيه عام 2011 صدر قرار توليها منصبها الجديد فى مصر، وبعدها بعامين شهد نفس اليوم قيام ثورة شعبية أطاحت بالرئيس وجماعته، وعصفت بالدبلوماسية المخضرمة بعد 40 سنة من العمل الدبلوماسى فى دول تشهد مناخ سياسى شديد التعقيد.
تمنح المادة التاسعة من اتفاقية جنيف للعلاقات الدبلوماسية الحكومات الحق فى استخدام مصطلح "شخص غير مرغوب فيه" لطرد أى دبلوماسى أجنبى حتى ولو كان السفير نفسه، والحكومات المصرية المتعاقبة لم تستخدم المادة 9 لطرد الدبلوماسيين الأجانب إلا فى حالاتٍ نادرة، أما الشعب المصرى فهو من استخدم هذا الحق هذه المرة ضد باترسون، التى سترحل عن مصر قبل نهاية أغسطس الجارى بعد موجة غضب شعبى وجهت لشخص السفيرة المتهمة بالانحياز للتيار الإسلامى، وترجم المصريون غضبهم ضد باترسون فى هتافات رددوها خلال مليونياتهم وتظاهراتهم المتعاقبة منذ الثلاثين من يونيه، ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية صور المتظاهرين المصريين، رافعين لافتات تحمل شعارات مناهضة للسفيرة ولسياسة بلادها، واستخدم بعض نواب الكونجرس تلك الصور كدليل على فشل الإدارة الأمريكية فى مصر، وأثار ذلك غضب مجلسى النواب والشيوخ ضد السفيرة.
إدارة أوباما وجدت نفسها أمام موجة من الغضب الشعبى فى مصر، والغضب البرلمانى داخل الكونجرس، فأصبح لا مفر من رحيل باترسون عن القاهرة وعودتها إلى واشنطن، واستبدالها بسفير آخر يُصلح ما أفسدته باترسون من وجهة نظر منتقديها، أو يتمكن من مواجهة ما عجزت هى عن مواجهته بسبب الظرف السياسى المُعَقَّد الذى تمر به مصر، كما يرى مؤيدوها.
الغضب الشعبى ضد باترسون ليس السبب الوحيد لتوجيه توصية رسمية للرئيس أوباما من مستشاريه بضرورة استبدالها بسفير جديد، لكن فشل السفيرة فى لقاء أى مسئول عسكرى مصرى منذ بدء الأزمة الحالية، كان سببًا رئيسيًا لاتخاذ قرار استبدالها، فبحسب مسئول بوزارة الخارجية المصرية، فإن باترسون طلبت أكثر من مرة أن تلتقى بالقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، لكن طلبها قوبل بالرفض، حتى بعد أن طلبت السفارة ترتيب لقاء بين السفيرة وقادة آخرين من القوات المسلحة، لكن القادة تمسكوا بموقفهم الرافض لمقابلة السفيرة، وقالوا إنها إذا أرادت أن تلتقى ممثلين عن الحكومة المؤقتة فعليها التوجه للرئيس المؤقت أو لرئيس الحكومة، إلى جانب فشل السفيرة فى إقناع قادة حركة تمرد بلقائها أو مقابلة نائب وزير الخارجية، ويليام بيرنز، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة نهاية يوليو الماضى.
لم يكن من السهل إقناع الرئيس الأمريكى بضرورة استبدال باترسون بسفير آخر، فالرئيس أوباما يرى أنها واحدة من أكفأ الدبلوماسيين الأمريكيين، ووضع فيها ثقة كبيرة منذ نجاحها فى إدارة الأزمة الباكستانية، خلال عملها بالسفارة الأمريكية فى كراتشى، وبعد عودتها إلى واشنطن نهاية عام 2010 طلب أوباما من وزيرة الخارجية وقتها هيلارى كلينتون منح باترسون جائزة الخدمة المتميزة تقديرا لدورها، الذى لعبته فى باكستان خلال عملها كسفيرة.
بعد سقوط نظام مبارك لم يجد الرئيس أوباما أفضل من السيدة باترسون لتكون سفيرة لبلاده فى مصر، وهذا لعدة أسباب؛ فالسفيرة المخضرمة لديها قدرة على التأقلم مع الظروف الأمنية الصعبة فخلال عملها فى كولومبيا تعرضت لمحاولة اغتيال باستخدام قنبلة خلال زيارة رسمية لمدينة "ماريس"، وبعد نجاتها من الحادث استمرت فى عملها، ولم ترفض بعدها بسنوات أن تكون سفيرة فى دولة أكثر خطورة ومعادية للولايات المتحدة وهى باكستان، ونجحت باترسون هناك فى أن تدير علاقة ناجحة مع الحكومة والجيش والحركات السياسية الإسلامية بما يخدم مصالح بلادها بطريقة أبهرت الرئيس جورج بوش ومن بعده باراك أوباما، الذى اعتقد أن السفيرة المحبوبة الهادئة ستتمكن فى مصر من تكرار تجربتها الباكستانية الناجحة فى توطيد العلاقة بين الأحزاب الإسلامية وحكومة الولايات المتحدة، وكما يقول مسئول حكومى سابق لصحيفة "ديلى بيست" الأمريكية "السفيرة باترسون كانت ترى أن واشنطن تحتاج لتوطيد علاقتها بالقطاع الكبير المحافظ والمنتمى للتيار الإسلامى"، وهو ما نجحت فيه باترسون لكن النتيجة كانت الفوز بعلاقة جيدة مع الإسلاميين مقابل خسارة العلاقة مع غالبية الشعب المصرى.
باترسون، التى وصفتها مجلة فوربس بأنها "أقوى امرأة فى الدبلوماسية الأمريكية"، التحقت بالسلك الدبلوماسى عام 1973 وتقلدت عدة مناصب دبلوماسية مرموقة ومثلت بلادها فى عدة دول من بينها باكستان وكولومبيا والسلفادور وعملت أيضًا كنائبة للمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة وكمساعدة وزير الخارجية لشئون مكافحة المخدرات، وحصلت على جائزة وزير الخارجية للخدمة المتميزة مرتين، فى عامى 2008 و2010، وعلى جائزة رايان كروكر لدبلوماسية إدارة الطوارئ فى عام 2010، كل هذا جعل أوباما لا يتخلى عن سفيرته المفضلة فهو وإن اضطر إلى استبدالها فى مصر، فقرر وقبل إعلان سحبها من القاهرة ترشيحها لمنصب هام بوزارة الخارجية، حيث أرسل الرئيس الأمريكى إلى الكونجرس مساء الخميس الماضى خطاب ترشيح باترسون لمنصب مساعدة الوزير لشئون الشرق الأدنى أى أنها لن تبتعد عن الملف المصرى، ولكن سيضاف لها مهام أكثر من مصر.
لكن من سيحل مكان باترسون؟.. المرشح حتى الآن هو السفير روبرت فورد لكن حملة غاضبة شُنَّت ضده حتى من قبل ترشيحه رسميًّا وتداولت صحف مصرية أخبارًا غير صحيحة عن تعيين جون كيرى لفورد سفيرًا بالقاهرة، وهو أمر غير صحيح، فوزير الخارجية لا يملك سلطة تعيين السفراء ولا حتى رئيس الولايات المتحدة، الأمر بيد الكونجرس، الذى سيتلقى طلبا رسميا من البيت الأبيض بترشيح السفير الجديد ثم ينظر الكونجرس فى الطلب ويناقشه ثم يصوت الأعضاء على الموافقة أو رفض الطلب.
ويُعتَبَر روبرت فورد من أبرز من عملوا فى مناصب دبلوماسية فى الدول العربية، حيث يجيد اللغة العربية وعمل سفيرًا فى الجزائر وقبلها نائبًا للسفير الأمريكى فى العراق ونائبًا لرئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى البحرين، كما خدم فى مكتب اقتصاد مصر بواشنطن، وخدم قبلها فى السفارة الأمريكية بمصر.
وسبق الإعلان الرسمى عن ترشيح فورد للمنصب الجديد حملة من الرفض بين النشطاء المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن خلال "هاشتاج" "NoToRobertFord"، أى "لا لروبرت فورد" طالب شباب مصريين الحكومة الأمريكية بترشيح سفير آخر ليحل محل باترسون، متهمين فورد بالمسئولية عن الحرب الأهلية فى لبنان، والأزمة السورية، وغيرها من المشاكل الكبرى التى تشهدها المنطقة، فيما لم تعلّق الحكومة الأمريكية بالنفى أو بالتأكيد على خبر اختيار فورد لمنصب السفير الأمريكى بالقاهرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.