أمين «البحوث الإسلامية» يستقبل وفد جامعة الشارقة    «الهجرة» تكشف عن «صندوق طوارئ» لخدمة المصريين بالخارج في المواقف الصعبة    الإحصاء: 864 مليون دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر والأردن خلال عام 2023    غرفة السياحة: انتهاء موسم العمرة للمصريين بشكل رسمي    تفاصيل مشروع تطوير عواصم المحافظات برأس البر.. وحدات سكنية كاملة التشطيب    أونروا: لا نتلقى مساعدات أو وقود لقطاع غزة وهذا أمر كارثي    كاتب صحفي: قدر من الأمل في الوصول لهدنة بغزة.. والمفاوضات ستثمر قريبا    أردوغان: تركيا تتابع الوضع في أوكرانيا عن كثب    القاهرة الإخبارية: سقوط صاروخ على مستوطنة شلومي شمال إسرائيل    انطلاق مباراة سموحة وزد بالدوري    صورت ورقة الامتحان بهاتفها.. إلغاء امتحان طالبة بالثاني الإعدادي في بني سويف    إصابة ثلاثة أشخاص في تصادم دراجة بخارية وسيارة بجمصة    مصرع سائق في انقلاب سيارتين نقل على الصحراوي الشرقي بسوهاج    العوضي يكشف حقيقة رجوعه ل«طليقته» ياسمين عبدالعزيز    بدل أمينة خليل.. أسماء جلال تشارك في فيلم شمس الزناتي    وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي    هل من زار قبر أبويه يوم الجمعة غُفر له وكُتب بارا؟.. الإفتاء تجيب    رئيس الوزراء يتابع جهود إقامة مركز جوستاف روسي لعلاج الأورام في مصر    متحور جديد يهدد البشرية ويتنشر بمياه الصرف.. «FLiRT» يضرب أمريكا وألمانيا    التنمر والسخرية.. الأوقاف تنشر خطبة أول جمعة من ذي القعدة 1445 هجريا    قطاع الأعمال تدعو الشركات الصينية للتعاون لتعظيم العوائد من الفرص الاستثمارية المتاحة    سلوفينيا تبدأ إجراءات الاعتراف بالدولة الفلسطينية    فصائل عراقية: قصفنا هدفا حيويا في إيلات بواسطة طائرتين مسيرتين    وصفوه ب أجرأ فيلم سعودي.. كل ما تريد معرفته عن فيلم "آخر سهرة في طريق ر"    محافظ الشرقية: الحرف اليدوية لها أهمية كبيرة في التراث المصري    قوات الدفاع الشعبى تنظم ندوات ولقاءات توعية وزيارات ميدانية للمشروعات لطلبة المدارس والجامعات    مساعد وزير الصحة: تسليم 20 مستشفى نهائيا خلال العام الحالي    بعد قرار سحبه من أسواقها| بيان مهم للحكومة المغربية بشأن لقاح أسترازينيكا    اتجاه للموافقة على تتويج الهلال بالدوري في ملعب المملكة أرينا    على معلول يحسم مصير بلعيد وعطية الله في الأهلي (خاص)    لمواليد برج القوس والأسد والحمل.. توقعات الأسبوع الثاني من مايو لأصحاب الأبراج النارية    نشرة «المصرى اليوم» من الإسكندرية: تأجيل محاكمة المتهمين بأحداث سيدي براني وسموحة يصطدم ب«زد»    بعد ظهورها مع إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز تعلق على تصدرها للتريند في 6 دول عربية    حزب حماة وطن يكرم الآلاف من حفظة القرآن الكريم في كفر الشيخ    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    وزير الصحة: دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية    بعد أسبوع حافل.. قصور الثقافة تختتم الملتقى 16 لشباب «أهل مصر» بدمياط    حكم هدي التمتع إذا خرج الحاج من مكة بعد انتهاء مناسك العمرة    وفد صحة الشيوخ يتفقد عددا من المستشفيات ووحدات الإسعاف وطب الأسرة بالأقصر    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    محامي الشيبي يطالب بتعديل تهمة حسين الشحات: "من إهانة إلى ضرب"    وزيرة التضامن تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    "العمل": تحرير عقود توظيف لذوي الهمم بأحد أكبر مستشفيات الإسكندرية - صور    دعاء الامتحان لتثبيت ما حفظت.. يسهّل الاستذكار | متصدر    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    برلماني: توجيهات الرئيس بشأن مشروعات التوسع الزراعى تحقق الأمن الغذائي للبلاد    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    السيسي يستقبل رئيس وزراء الأردن    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    مكاسب البورصة تتجاوز 12 مليار جنيه في منتصف تعاملات اليوم    معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية يسجل 31.8% في أبريل الماضي    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    موعد مباراة الإسماعيلي والداخلية اليوم الخميس بالدوري    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفراء الأمريكان دبلوماسيو الفتنة ودعاة الانقسام..باترسون: غير المرغوب فيها..سكوبى: السفيرة الاستخباراتية..دونى: سفير أمريكا المُدَلَّل.. وولش: راعى المصالح اليهودية.. كيرتزر: مثير الفتن ومقسم الشعوب
نشر في اليوم السابع يوم 06 - 08 - 2013


1– دانيال كيرتزر: مثير الفِتن ومُقسّم الشعوب
دانيال كيرتزر معروف عنه إثارة الفتن وزرع الحِقد فى صفوف الشعب المصرى تجاه المؤسسة العسكرية العريقة.
فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وقبل إسقاطه بعد نزول الملايين إلى الشوارع فى 30 يوينو، زَعَمَ السفير السابق إن قرار مرسى "المفاجئ" بتعيين اللواء "الشاب" قاصدًا عبد الفتاح السيسى، كوزير للدفاع يبدو أنه علامة على انقسام موجود منذ فترة طويلة فى قيادة المجلس العسكرى، محاولاً بهذه التصريحات إثارة البلبلة فى الشارع المصرى، وطرح تساؤلات لم ولن يكن لها وجود على الإطلاق.
سفير واشنطن السابق استمر لفترة من الوقت فى بثّ سمومه الفكرية، من خلال تصريحاته الهادفة إلى إسقاط أقوى جيش فى المنطقة، زاعمًا أنه لم يكن هناك إجماع فى صفوف المجلس العسكرى منذ أن تولى السيسى زمام الأمور فى مصر بعد الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك فى 2011.
ومستفزًّا الشعب المصرى من أجل إسقاط هيبة الجيش، زعم أيضًا دانيال كيرتزر إن المجلس العسكرى مؤسسة غير شفافة من الصعب كشف صُنَّاع القرار الرئيسيين فيها، وأضاف أنه لن يُفَاجأ إذا كان وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسى من بين هؤلاء الذين لم يكونوا يتفقون بالضرورة مع كل ما تفعله القيادة العليا فى المجلس العسكرى.
كيرتزر أشاد بالرئيس المعزول محمد مرسى، فى تصريحاتٍ تعنى بأنه– أى مرسى– يسعى من أجل استقرار إسرائيل فى المنطقة، حيث قال إنّه بالرغم من المشاعر المعادية لإسرائيل فى المجتمع المصرى، ورفع النداءات بضرورة مراجعة وتعديل معاهدة "كامب ديفيد" إلا أن هناك خطوات إيجابية اتخذها مرسى، من أهمها إرسال سفير مصرى إلى تل أبيب، وإرسال خطاب مُطمئِن للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، يتحدث فيه عن الصداقة، ولا شك أن الكلمات تُؤخذ في الاعتبار ولها مدلول، مضيفًا أن هذه إشارات إيجابية من الرئيس المصرى المعزول، لافتًا إلى أنه أمام معضلة حقيقة وهو كيف يحافظ على هذه الإشارات الجيدة تجاه إسرائيل، وفي نفس الوقت يأخذ بعين الاعتبار المشاعر المعادية لإسرائيل في المجتمع المصرى.
2– ديفيد وولش: راعى المصالح اليهودية
الدبلوماسى ديفيد وولش.. عينته الإدارة الأمريكية سفيرًا بالقاهرة من سبتمبر 2001، إلى مارس 2005، معروفة عنه العنصرية والتحيّز لليهود على حساب العرب، والمسلمين، ليطلق عليه الناس آنذاك "المندوب السامى الأمريكى فى مصر".
كان يقابل أى تعاطف من المصريين مع الشعب الفلسطينى الشقيق فى وجه الاحتلال الإسرائيلى بهجومٍ لاذع واصفًا هذه المشاعر ب"المشجّعة على الإرهاب.
تصريحات وولش أثارت المشاعر المعادية للولايات المتحدة الأمريكية بين المصريين، بسبب تدخّله السافر فى الشئون الداخلية للبلاد، ووصفه للفلسطينيين بالإرهابيين، وتأييده لعدم استبعاد إسرائيل من الدول منزوعة السلاح النووى، ليقف الشعب والإعلام، مع معظم مؤسسات الدولة فى وجه السفير الأمريكى.
تطرق هجوم السفير الأمريكى السابق إلى الإعلام، واصفًا إياه بالمضلل، ومتهمًا الصحفيين المصريين، بالافتقار إلى الدقة والاحتراف، وفبركة الأخبار لإثارة المشاعر.
خرج ديفيد وولش على شاشات التلفزيون، وفى وكالات الأنباء، مهدّدًا بقطع المساعدات العسكرية عن مِصْر، وذلك بسبب موقف القضاء تجاه قضية سعد الدين إبراهيم، وهو ما يُعَد تدخّلاً سافراً فى القضاء المصرى، ضاربًا بأعراف الديمقراطية والحريات عرض الحائط.
هاجم السفير غير المرغوب فيه أيضًا، مؤسسة الأزهر، بسبب موقفها الداعم على طول الخط للقضية الفلسطينية، ونصرة الشعب الشقيق ضد الاحتلال الإسرائيلى، كما هاجم وزارة الثقافة، مطالبًا الوزير آنذاك، بحماية الآثار اليهودية على أرض مصر، وحمايتها من أى تلفيات قد تلحق بها.
3– ريتشارد دونى: سفير أمريكا المُدَلَّل
فى عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، استبعد الدبلوماسى فرانسيس ريتشارد دونى السفير الأمريكى بالقاهرة آنذاك، وصول "الإخوان المسلمين" للحكم حتى لو جرت انتخابات حرة.
السفير الأمريكي السابق لدى القاهرة فرانسيس ريتشارد دونى، كشف أيام الرئيس السابق حسنى مبارك أن الحكومة المصرية لجأت إلى الحكومة الأمريكية لطلب النصيحة منها في صياغة عدة قوانين، منها قانون الإرهاب القادم وقانون آخر خاص بالإنترنت.
وأثنى ريتشارد دونى على سماح الحكومة المصرية للأمريكيين بالمشاركة في مناقشات داخل البرلمان، بينما لا تسمح الإدارة الأمريكية للأجانب بالمشاركة في النقاشات الجارية داخل الكونجرس.
وقال الدبلوماسى الأمريكى آنذاك "لدرجة مثيرة للإعجاب، يمكننا المساهمة بل ونساهم فعلا في النقاشات الداخلية المصرية، لكننا في بلدنا لا نرحب بدخول الأجانب الكونجرس عندنا ليتحدثوا عن قانون المواطنة (باتريوت آكت) الخاص بمكافحة الإرهاب أو عن كيفية معاملتنا مع معتقلي جوانتانامو وهكذا، لكن المصريين معتادون على ذلك".
تصريحات ريتشارد دونى، التي تطرق خلالها إلى العلاقات المصرية– الأمريكية، بعد انتهاء فترة عمله في مصر في أبريل عام 2008 جاءت في سياق مقابلة مطولة مع منشورة "ميدل إيست بروجرس" الأمريكية، التابعة لمركز أبحاث "أميريكان بروجرس سنتر"، المحسوب على التيار الديمقراطي في الولايات المتحدة.
وأضاف ريتشارد دونى "على سبيل المثال هم رحبوا بالمحادثات معنا عن كيفية التعامل مع الإنترنت، وعن قانون الإرهاب مقارنة بتشريعهم القادم لمكافحته.. إنهم يقبلون مشاركتنا في تلك المحادثات.. مبارك مُحبَط منا، ولكن من خلال اتصالاتى معه فإنه يرى أهمية الدور الأمريكى فى المنطقة، سواء أحب ما نقوم به أم لا.. ولكن نحن مهمون بالنسبة لهم وهم مهمون بالنسبة لنا، وكلانا يعلم هذا، ولهذا فإن الجانبين يحكم بأن الأمر يستحق التغلب على الإحباطات المتبادلة".
من جهة أخرى، استبعد ريتشارد دونى وصول "الإخوان المسلمين" في مصر إلى سدة الحكم، رغم وصفهم بأنهم "أفضل حركة أو تجمع سياسي منظم باستثناء الحزب الوطني الديمقراطى"، وأشار إلى أنهم "يتجنبون بشكل متعمد تمثيل تهديد حقيقي للحزب الحاكم، ولا أتنبأ، حاليا وعلى المدى القصير، أنهم يمكن أن يصلوا إلى حكم مصر حتى ولو في عملية انتخابات ديمقراطية وعادلة وحرة تماما".
4– مارجريت سكوبى: السفيرة الاستخباراتية
برقيات ويكيليكس المُسَرَّبة كشفت عن الكثير من كواليس السفيرة الأمريكية السابقة مارجريت سكوبى، وأسرار وجلسات الغرف المُغلَقَة مع المسئولين المصريين سواء فى الحكومة مثل وزير الخارجية السابق، أحمد أبو الغيط، ووزير الثقافة السابق فاروق حسنى أو وزير المالية السابق الدكتور يوسف بطرس غالى أو فى أجهزة سيادية.
إحدى الوثائق المُسَرَّبة تقول فيها سكوبى فى الثانى من فبراير عام 2010 وأرسلتها إلى الإدارة الأمريكية بواشنطن "إن معارضة الحكومة المصرية للإرهاب الإسلامى، تجعلها بؤرة غير آمنة للمجموعات الإرهابية، مع ذلك تعدّ منطقة شمال سيناء نقطة لتهريب الأسلحة والمتفجرات إلى غزة، ونقطة عبور لأهالى غزة.. لا يمكن أن تقوم مصر بأى تصرف يمكن تصويره على أنه مشاركة فى الحصار الإسرائيلى على غزة، كما أنهم شديدو الحساسية تجاه أى اقتراح بوجود مراقبين أجانب لمساعدتهم فى مراقبة الحدود مع غزة.
وكشفت الوثائق محاولات التدخل الأمريكى فى الشئون المصرية حيث تقول "يجب الضغط بقوة على أبو الغيط من أجل أيمن نور وسعد إبراهيم، ولقد أحسن المبعوث الخاص للشرق الأوسط –آنذاك– جورج ميتشل صنعًا عندما قال للرئيس مبارك خلال زيارته للقاهرة: نحن هنا لسماع نصيحتكم، فلطالما شعر المصريون أننا، فى أفضل الأحوال، نعاملهم وكأنهم مضمونون، وفى أسوأ الأحوال نتجاهل نصيحتهم بينما نحاول فرض وجهة نظرنا عليهم، ربما يجب عليك توجيه الشكر لأبو الغيط لما قامت به مصر فى وقف إطلاق النار فى غزة، وجهود مصر فى إنهاء الحرب".
واعترفت سكوبى فى وثيقة أيضًا بأنها وقفت ضد ترشيح فاروق حسنى لليونسكو، حيث تقول سكوبى: بدأت مصر حملة دولية كبيرة لدعم مرشحها لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو فاروق حسنى وزير الثقافة، وأعلنت كل من المنطقة العربية والاتحاد الافريقى بالفعل مساندتهم لحسنى، كذلك يعتقد المصريون أنه يجب الحصول على دعم عدة دول أوروبية، خاصة فرنسا.
والغريب أن سكوبى التى تدعى دعمها لسياسات وزير المالية د. يوسف بطرس غالى وتوجهاته الليبرالية قالت عنه عكس ذلك فى برقياتها، حيث تقول "هناك حالة عدم رضا لدى الرأى العام من سياسات وزير المالية يوسف بطرس غالى، خاصة فيما يخص الضرائب العقارية، وينعكس ذلك فى الصحف وبعض أعضاء البرلمان، إلا أن كل الإشارات تقول بأن بطرس غالى يحظى بكل الدعم من جانب الرئيس، وسيواصل المزيد من الإصلاحات المالية التى كان قد اقترحها، بالرغم من أنها ستسير ببطء".
5– آن باترسون: الدبلوماسية غير المرغوب فيها
يوم 30 يونيه يعنى الكثير للسيدة آن باترسون، السفيرة الأمريكية بالقاهرة، ففى 30 يونيه عام 2011 صدر قرار توليها منصبها الجديد فى مصر، وبعدها بعامين شهد نفس اليوم قيام ثورة شعبية أطاحت بالرئيس وجماعته، وعصفت بالدبلوماسية المخضرمة بعد 40 سنة من العمل الدبلوماسى فى دول تشهد مناخ سياسى شديد التعقيد.
تمنح المادة التاسعة من اتفاقية جنيف للعلاقات الدبلوماسية الحكومات الحق فى استخدام مصطلح "شخص غير مرغوب فيه" لطرد أى دبلوماسى أجنبى حتى ولو كان السفير نفسه، والحكومات المصرية المتعاقبة لم تستخدم المادة 9 لطرد الدبلوماسيين الأجانب إلا فى حالاتٍ نادرة، أما الشعب المصرى فهو من استخدم هذا الحق هذه المرة ضد باترسون، التى سترحل عن مصر قبل نهاية أغسطس الجارى بعد موجة غضب شعبى وجهت لشخص السفيرة المتهمة بالانحياز للتيار الإسلامى، وترجم المصريون غضبهم ضد باترسون فى هتافات رددوها خلال مليونياتهم وتظاهراتهم المتعاقبة منذ الثلاثين من يونيه، ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية صور المتظاهرين المصريين، رافعين لافتات تحمل شعارات مناهضة للسفيرة ولسياسة بلادها، واستخدم بعض نواب الكونجرس تلك الصور كدليل على فشل الإدارة الأمريكية فى مصر، وأثار ذلك غضب مجلسى النواب والشيوخ ضد السفيرة.
إدارة أوباما وجدت نفسها أمام موجة من الغضب الشعبى فى مصر، والغضب البرلمانى داخل الكونجرس، فأصبح لا مفر من رحيل باترسون عن القاهرة وعودتها إلى واشنطن، واستبدالها بسفير آخر يُصلح ما أفسدته باترسون من وجهة نظر منتقديها، أو يتمكن من مواجهة ما عجزت هى عن مواجهته بسبب الظرف السياسى المُعَقَّد الذى تمر به مصر، كما يرى مؤيدوها.
الغضب الشعبى ضد باترسون ليس السبب الوحيد لتوجيه توصية رسمية للرئيس أوباما من مستشاريه بضرورة استبدالها بسفير جديد، لكن فشل السفيرة فى لقاء أى مسئول عسكرى مصرى منذ بدء الأزمة الحالية، كان سببًا رئيسيًا لاتخاذ قرار استبدالها، فبحسب مسئول بوزارة الخارجية المصرية، فإن باترسون طلبت أكثر من مرة أن تلتقى بالقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، لكن طلبها قوبل بالرفض، حتى بعد أن طلبت السفارة ترتيب لقاء بين السفيرة وقادة آخرين من القوات المسلحة، لكن القادة تمسكوا بموقفهم الرافض لمقابلة السفيرة، وقالوا إنها إذا أرادت أن تلتقى ممثلين عن الحكومة المؤقتة فعليها التوجه للرئيس المؤقت أو لرئيس الحكومة، إلى جانب فشل السفيرة فى إقناع قادة حركة تمرد بلقائها أو مقابلة نائب وزير الخارجية، ويليام بيرنز، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة نهاية يوليو الماضى.
لم يكن من السهل إقناع الرئيس الأمريكى بضرورة استبدال باترسون بسفير آخر، فالرئيس أوباما يرى أنها واحدة من أكفأ الدبلوماسيين الأمريكيين، ووضع فيها ثقة كبيرة منذ نجاحها فى إدارة الأزمة الباكستانية، خلال عملها بالسفارة الأمريكية فى كراتشى، وبعد عودتها إلى واشنطن نهاية عام 2010 طلب أوباما من وزيرة الخارجية وقتها هيلارى كلينتون منح باترسون جائزة الخدمة المتميزة تقديرا لدورها الذى لعبته فى باكستان خلال عملها كسفيرة.
بعد سقوط نظام مبارك لم يجد الرئيس أوباما أفضل من السيدة باترسون لتكون سفيرة لبلاده فى مصر، وهذا لعدة أسباب؛ فالسفيرة المخضرمة لديها قدرة على التأقلم مع الظروف الأمنية الصعبة فخلال عملها فى كولومبيا تعرضت لمحاولة اغتيال باستخدام قنبلة خلال زيارة رسمية لمدينة "ماريس"، وبعد نجاتها من الحادث استمرت فى عملها، ولم ترفض بعدها بسنوات أن تكون سفيرة فى دولة أكثر خطورة ومعادية للولايات المتحدة وهى باكستان، ونجحت باترسون هناك فى أن تدير علاقة ناجحة مع الحكومة والجيش والحركات السياسية الإسلامية بما يخدم مصالح بلادها بطريقة أبهرت الرئيس جورج بوش ومن بعده باراك أوباما، الذى اعتقد أن السفيرة المحبوبة الهادئة ستتمكن فى مصر من تكرار تجربتها الباكستانية الناجحة فى توطيد العلاقة بين الأحزاب الإسلامية وحكومة الولايات المتحدة، وكما يقول مسئول حكومى سابق لصحيفة "ديلى بيست" الأمريكية "السفيرة باترسون كانت ترى أن واشنطن تحتاج لتوطيد علاقتها بالقطاع الكبير المحافظ والمنتمى للتيار الإسلامى"، وهو ما نجحت فيه باترسون لكن النتيجة كانت الفوز بعلاقة جيدة مع الإسلاميين مقابل خسارة العلاقة مع غالبية الشعب المصرى.
باترسون، التى وصفتها مجلة فوربس بأنها "أقوى امرأة فى الدبلوماسية الأمريكية"، التحقت بالسلك الدبلوماسى عام 1973 وتقلدت عدة مناصب دبلوماسية مرموقة ومثلت بلادها فى عدة دول من بينها باكستان وكولومبيا والسلفادور وعملت أيضًا كنائبة للمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة وكمساعدة وزير الخارجية لشئون مكافحة المخدرات، وحصلت على جائزة وزير الخارجية للخدمة المتميزة مرتين، فى عامى 2008 و2010، وعلى جائزة رايان كروكر لدبلوماسية إدارة الطوارئ فى عام 2010، كل هذا جعل أوباما لا يتخلى عن سفيرته المفضلة فهو وإن اضطر إلى استبدالها فى مصر، فقرر وقبل إعلان سحبها من القاهرة ترشيحها لمنصب هام بوزارة الخارجية، حيث أرسل الرئيس الأمريكى إلى الكونجرس مساء الخميس الماضى خطاب ترشيح باترسون لمنصب مساعدة الوزير لشئون الشرق الأدنى أى أنها لن تبتعد عن الملف المصرى، ولكن سيضاف لها مهام أكثر من مصر.
لكن من سيحل مكان باترسون؟.. المرشح حتى الآن هو السفير روبرت فورد لكن حملة غاضبة شُنَّت ضده حتى من قبل ترشيحه رسميًّا وتداولت صحف مصرية أخبارًا غير صحيحة عن تعيين جون كيرى لفورد سفيرًا بالقاهرة، وهو أمر غير صحيح، فوزير الخارجية لا يملك سلطة تعيين السفراء ولا حتى رئيس الولايات المتحدة، الأمر بيد الكونجرس، الذى سيتلقى طلبا رسميا من البيت الأبيض بترشيح السفير الجديد ثم ينظر الكونجرس فى الطلب ويناقشه ثم يصوت الأعضاء على الموافقة أو رفض الطلب.
ويُعتَبَر روبرت فورد من أبرز من عملوا فى مناصب دبلوماسية فى الدول العربية، حيث يجيد اللغة العربية وعمل سفيرًا فى الجزائر وقبلها نائبًا للسفير الأمريكى فى العراق ونائبًا لرئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى البحرين، كما خدم فى مكتب اقتصاد مصر بواشنطن، وخدم قبلها فى السفارة الأمريكية بمصر.
وسبق الإعلان الرسمى عن ترشيح فورد للمنصب الجديد حملة من الرفض بين النشطاء المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن خلال "هاشتاج" "NoToRobertFord"، أى "لا لروبرت فورد" طالب شباب مصريين الحكومة الأمريكية بترشيح سفير آخر ليحل محل باترسون، متهمين فورد بالمسئولية عن الحرب الأهلية فى لبنان، والأزمة السورية، وغيرها من المشاكل الكبرى التى تشهدها المنطقة، فيما لم تعلّق الحكومة الأمريكية بالنفى أو بالتأكيد على خبر اختيار فورد لمنصب السفير الأمريكى بالقاهرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.