لما قامت ثورة يناير كان من بين أهدافها غير المعلنة فى محتوى أهدافها هى الثورية فى اتخاذ القرار.. من عيوب المرحلة الانتقالية للمجلس العسكرى بعد ثورة يناير هو البطء الشديد فى اتخاذ القرار والتردد.. كما كان هناك خشية أو عمل حساب لفصيل تيار الإسلام السياسى لقدرته على الحشد.. وتعودنا أن تخرج القرارات بعد احتشادات وتظاهرات.. وكانت ليلة الجمعة هى جس نبض بقرار ما عله يوقف من هذا الحشد الثورى. عانينا فى تلك المرحلة من سوء الادارة ولخبطة خارطة طريقها وطولها.. وسيطرة الإخوان عليها.. الجديد الذى ظهر لهذا الوطن بعد انتخاب رئيس جديد هو هذا القائد الذى تغلفه الثورية.. ليست معنى الثورية لدى الفريق أول عبد الفتاح السيسى هو ثورته على النظام أو الشرعية.. ولكن ثورة قراراته فيما يخصه ويخص عمله. نحن نفتقد هذه السمة الغالية لأى مسئول فى مصر فى أى موقع.. هو يعرف دوره جيدا.. الحفاظ على أمن الوطن وحدوده.. لا قيمة لحفظ أمن حدودك وجبهتك الداخلية غير مستقرة وغير آمنة ومرتبكة.. بل وفى خطر محدق ربما يصل مداه إلى اقتتال وترهيب.. وهو رجل لديه معلوماته وشواهده، كان من الممكن أن يترقى إلى مشير لدى الإخوان ويستخدمونه لغرضهم ومشروعهم.. لكن وطنية الرجل وقفت حاجزا صلبا.. حذر السيسى الرئيس المعزول أكثر من مرة من الخطر الذى يحدق بالبلاد واستحالة تنفيذ مشروعهم المزعوم.. كان من الممكن للسيسى أن يكون موظفا فى تعامله مع أمن مصر القومى.. لا. . هنا كانت ثوريته فى قراراته. . ثوريته فى إدارة وظيفته.. الدستور يعطى للجيش الحق فى حفظ سلامة الوطن وحفظ أراضيه.. السيسى أسرع بعمل هذا.. لم ينتظر أن تحدث المصيبة.. تحرك.. أسرع وأعطى فرصة لاحتواء الأمر الخطر.. ما استجابوا.. نزلت الملايين.. لم يكن أمام الجيش والسيسى إلا تلبية نداء الشعب الثائر وتلبية حفظ الوطن من أخطار هذة الجماعة. أعلن السيسى فورا خارطة الطريق.. الجيش خارج المعادلة السياسية.. لكنه داخل الإطار الأمنى.. وصار السيسى نائبا لرئيس الوزراء فيما يخص الجانب الأمنى.. رئيس مؤقت وإعلان دستورى وحكومة مشكلة.. ولجنة لتعديل الدستور.. لم تتعثر حتى الآن خارطة الطريق.. لكن هناك خطر لا زال يمد أياديه.. من الخارج والداخل.. لا يزال الإرهاب يخرج لنا لسانه.. ثورية الفريق جعلته يطلب من الشعب تفويضا لمكافحة الإرهاب.. وهو قرار كقرار حرب والشعب هو المخول له اتخاذه عندما لا يوجد برلمان والرئيس المؤقت ليس القائد الأعلى للقوات المسلحة لأنه غير منتخب.. لذا فهو طلب منطقى وشرعى وثورى. طلبه فيه دهاء وذكاء قائد وطنى فى حسم الأمر.. الأعداد الغفيرة التى نزلت وهى صائمة يوم الجمعة لهى دليل حسم للخارج والداخل لهذا الأمر.. الشعب لا يزال عند عهده بالجيش ولا يزال يؤكد رفضه لتجار الدين. . وموافق وطالب كل ما حدث فى خارطة الطريق. ليت كل المسئولين فى بلادنا يتعاملون مع الوطن فى قراراتهم مثل السيسى.. الحب والخوف عليه.. لذا لا ينتظر الفريق أول عبد الفتاح السيسى رد الفعل.. أنه يسرع بالقرار لحماية الوطن من الفعل المضاد. .