هالنى مشهد من يولولون من أذناب الإخوان وعملائهم سواء فى الإعلام العميل المأجور أمثال قنوات الجزيرة والقدس واليرموك والمستقلة والحوار، وقنوات أجنبية أخرى تابعة لشركات دعاية تسعى للترويج للإخوان، هذا بخلاف أقلام محلية باعت نفسها للشيطان باسم الدين، وكذا شيوخ يتكلمون باسم الله فى تلك القنوات. أمر مفزع للغاية حملة التضليل التى تمارس على عقول أتباع هذه الجماعات وغسل الأدمغة الذى يتعرضون له. ففضلاً عن زعمهم أن ما حدث فى 3 يوليو هو انقلاب على الشرعية على خلاف الحقيقة التى تفضح كذبهم وعمالتهم لجهات خارجية تسعى إلى تقسيم الجائزة الكبرى مصر، لأن ما حدث هو الدعم لشرعية الشعب الذى يخلق كل شرعية، شرعنوا استصراخ قوى أجنبية للتدخل من أجل إعادة الجماعة إلى الحكم، واستحضروا الآيات والأحاديث والأحداث المبنية على أضغاث أحلام التى تسند ترهاتهم وهرتلتهم. هم يدركون أن ما يفعلونه الخيانة بعينها ولا مانع لديهم من وازع أو ضمير فى اقتراف الخيانة من أجل الكرسى. سعوا إلى إحداث الوقيعة بين الشعب وجيشه باستيراد الأسلحة وتصنيع الزى العسكرى، وبين الجيش وأسلحته، والجيش وقياداته. الأمر ليس هكذا يا من عميت أبصارههم وبصائرهم عن معنى الوطنية والوطن. إنكم لا تدركون وجود حبل سرى يربط بين الشعب وقادته، هذا الحبل هو الذى يمد الشعب وقادته بأسباب الحياة. أدركها السيسى ووعاها وعمل بمقتضاها عندما تحرك بإرادة الشعب لحماية اختيار الشعب، سموه ما شئتم ونظروا لما تتوهمون بما أردتم، فالجيش قد التحم بشعبه التحاماً يجعل أحدهما قادراً على قراءة ما يريد الآخر دون أن يتكلم أو ينطق ببنت شفة. تجلى وجود هذا الحبل السرى بين عبد الناصر وجابر فى زيارة عبد الناصر للصعيد عندما ألقى جابر بصرته على الرئيس فى القطار وهو يقول: أنا جابر يا ريس، وعندما فتحوها وجدوها منديل محلاوى بداخله لقمة خبز " بتاو " وقطعة من الجبن. فرد الرئيس: رسالتك وصلت يا عم جابر. وعندما وصل أسوان خطب فى الجماهير وتحدث عن جابر ورفع أجر عمال التراحيل بناءً على رسالة جابر. أما رئيسكم مرسى فقد طلب من زوجات الضباط المختطفين فى سيناء طلب الزواج من غيرهم. ذات الرسالة تجلت فى التفويضات التى قام بها أبناء الشعب للفريق السيسى عنما شعروا أن الإخوان يخوضون فى دماء الشهداء وهم يسعون للتمكين، ويفككون مفاصل الدولة ويخترقون مؤسساتها لصالح التنظيم. ويبيعون مصر قطاعى لصالح مشروعات صهيوأمريكية، وعندما أعلن عن حملة تمرد صمت آذاننا صرخات السحق والمحق وتطاير الرقاب التى اينعت وبحور الدماء وبرك الأشلاء والرش بالدم مقابل الرش بالماء ودون إزاحة مرسى تطيرالرقاب. استصرخ الشعب الجيش أن يحافظ على الدولة من التحلل والتمزيق وتقسيمها غنائم بين مصاصى الدماء فاستجاب الجيش لنداء شعبه بلا خيانة ولا نذالة ولا خسة. استجاب عندما صم النظام آذانه وأغمض عينيه واستغشى ثيابه وولى مستكبراً ولم يعقب. بل ذهب مهدداً متوعداً بالأنفاق المظلمة والسراديب التى ستدخل فيها مصر حال خلعه. فانحاز السيسى إلى الشعب وخياراته. وعندما تحول الاعتصام إلى بؤرة سرطانية لدولة مصغرة يترأسها البلتاجى ويترأس وزارتها صفوت حجازى، وينعقد فى خيمة فيها مجلس الشورى المنحل. بؤرة تصدر العنف والإرهاب إلى ربوع مصر، حينئذ طلب السيسى تجديد تفويض الشعب له لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، طلب النزول إلى الشارع حتى يرى العالم ويتذكر أن الشعب هو صاحب الإرادة، وأن الجيش رهن إشارته، هكذا يتصرف القادة، وهكذا تتصرف الشعوب الحية. والشعب بحسه المرهف الواثق فوض قيادته.