رسالة إلى السيسى

القائد العام للقوات المسلحة.. عبد الفتاح السيسى
تحيه طيبه.. وبعد
نزلنا فى 30 يونيو لنعلن نهاية حكم محمد مرسى والإخوان لمصر
ولقد كان نزولنا كالموج الجارف، كما رأيت، ورأى العالم أجمع
ونشهد الله أنك وجيش مصر استجبتم لإرادة الشعب على النحو الذى أسعدنا وأسعد العالم من حولنا.
وها أنت اليوم دعوتنا للنزول مرة أخرى لمنحك تفويضاً بالتصدى لمحاولات الإرهاب المحتملة، والتى بدت بشائرها منذ أيام.. وسوف نلبى النداء إن شاء الله ولكن..
أود أن أذكرك بأنك طلبت التفويض فى أمر محدد وهو التصدى للإرهاب ونحن نعلم أنه كما للإرهاب ضحايا فإن للتصدى للإرهاب ضحايا أيضاً.. وهذا ما نخشاه.
أقول ذلك لأنى أدرك أن الوصول لرؤوس الفتنة والضلال سيكون غالباً على جثث آخرين ربما ذنبهم الوحيد هو الجهل، الذى قد يدفعهم ليكونوا دروعاً لتجار الدين.
لا نريد قتل مخدوعين أو مغيبين أو جهلاء مقابل إنقاذ حياتنا نحن..
نحن نكره الموت لهم كما نكرهه لأنفسنا.. فالدم كله حرام
أؤمن أن مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش، ليست فى حاجة إلى تفويض لتحمى الشعب والوطن فهو دورها الطبيعى المنوط بها.. والتفريط فيه لا شك تخاذل وخيانة.. وظنى أن ما دفعكم لطلب هذا التفويض هو أنكم تواجهون ضغوطاً خارجية تسبب فيها ما يروج له الإخوان كذباً اْن الشعب منقسم حول ما اتخذتم من قرارات..
ولذلك نزلنا مرة أخرى ليعلم الجميع فى الداخل والخارج أن شعب مصر يثق فى جيشه، وأن ما اتخذه من قرارات كان تلبية لإرادته.
وليعلم العالم أن الانقسام الذى يتحدثون عنه لا وجود له إلا فى خيالهم المريض.
نزلنا مرة أخرى لنقول إن شعب مصر ارتضى خارطة الطريق الجديدة وسيحرس تنفيذها بحياته وأن الخارجين عليها هم دعاة الفتنة والضلال وستتصدى لهم مصر شعباً ومؤسسات.
نزلنا مرة أخرى لا لنمنحك تفويضا فى قتل الإخوان.. وإنما فى حماية الوطن منهم.
والحقيقة أننى اندهش حين يقول البعض إن ذلك تفويض بقتل الإخوان!!!
إذ لابد للمفوض أن يكون مالكاً حتى يفوض غيره فيما يملك.. فهل نملك نحن أرواح الناس!!
إننا لا نملك أرواحنا فهى ملك لخالقها وخالقنا..
فكيف نفوض فى أرواح الناس إذا كنا لا نملك أرواحنا.
سيادة القائد العام للقوات المسلحة..
نزلنا مرة أخرى لنمنحك تأييدنا فى التصدى لعنف الإخوان بالقانون والقانون وحده.
أليس فى القانون ما يكافح الإرهاب ويحمى حياة الناس ويصون حقوقهم ومصالحهم؟؟
نزلنا لنطالبك بالتصدى لإرهاب الإخوان وقطعهم الطريق وقتلهم الأبرياء.
نزلنا لنعلن أننا ضد الإرهاب.. وليكن الموت نصيب من قتل المصريين (بالقانون)