أمتى هل لك بين الأممِ ... منبرٌ للسيفِ أو للقلمِ ؟!.. رحم الله شاعرنا الكبير عمر أبا ريشة .. فقد جمع الأساس الذى به تُهاب الأمم وتثبت وجودها بين العالمين ..ألا هو قوة السلاح وقوة الإعلام... فبالقوتين تصبح كلمتك مسموعة.. وقامتك مرفوعة.. وخاصة فى عالم لا يحترم إلا الأقوياء.. حتى ولو كان فى اللعب بالكرة!!.. وبعد ما حدث للشهيدة مروة الشربينى وزوجها.. فى بلاد تدَّعى العصرية والدفاع عن شرف الإنسانية.. وجدتنى أردد ما قاله أبو ريشة مرَّات.. ووددت لو كتبته لافتة ورفعته فى وجه من يجلسون على كراسى تلك المنابر.. الذين يفترض فيهم أن يجيبوا: نعم لنا ألف منبر ومنبر.. ولأننى فى نظرهم نكرة.. غير مشهور بتلون الحرباء، أمام أهل حزب الأمل والرجاء..لذلك لا يحق لى مجالستهم أو إجراء حديث صحفى أو إذاعى أو مرئى معهم.. ولذلك ذهبت إلى العالم الافتراضى (على طريقة أبطال الديجيتال الكرتونية).. فقابلت فيه عضوا مرموقا.. فى الحكومة المرموقة.. وحدثته فى تلك الجلسة الافتراضية.. عن مواجهة الأزمات ومواقفنا الوطنية.. وعن أمور فى الحزب والحكومة لا ترضينى.. وخاصة بعد استشهاد الدكتورة مروة الشربينى.. وألمحت إلى تقصير ملموس.. ووجود منقوص.. وهيبة ضائعة.. سببها فى نظرى السياسة الخارجية للسيد الوزير ورجالاته.. وكذلك الإعلام بوسائله ومختلف مجالاته.. فانبرى العضو الكريم ليزيل التقصير.. ويرفع التعتيم.. وراح يقول: أما قول شاعركم ساخرا: أمتى هل لك بين الأمم... منبر للسيف أو القلم ؟.. فلى عليه ألف رد.. ولو كان شاعرك أمامى لأضفت إلى قول اللسان.. قول اليد !! والدليل على صحة كلامى.. هو تلك الهيبة التى أوجدناها بإعلام هادف.. وليس إعلام كما يدعى الحاقدون معظمه برامج للتفاهات والهتافات!!.. وليس إعلاما كما يدعى المغرضون معظم قنواته الفضائية للدراما والمسلسلات !!.. وليس إعلاما كما يدعى الخائبون معظم برامجه استعراض للممثلين والممثلات.. والراقصين والراقصات !!.. وليس إعلاما كما يدعى المفلسون فيه سباقات ومسابقات تافهة تصلح فقرات للتسلية فى الكباريهات..!! كلا وألف كلا.. وحاشا.. وألف حاشا أما رجالنا فى وزارة الخارجية جادون مخلصون.. فوقتهم كله فى ترويج سياسة حكومة الحزب فى المحافل.. وليس فى تأجيج المشاعر.. أو إغضاب الأحباب والأصحاب وإثارة القلاقل !! شعارهم: ضرب الغريب (أقصد الحبيب) كأكل الزبيب..!! والجار ولو جار!!.. (فقلت بناء على موقفكم هذا المجيد.. فلو كان العكس هو الحاصل.. للمسنا اهتماما بالفقيدة أو الفقيد؟!) فقال مسرعا: نعم وألف نعم.. ولم لا ؟! وحزبنا أهل كرم ومروءة وجود.. بل سنصدر بيانا على المستوى العظيم.. يبدى الأسف.. ويعوِّض التلف.. ونبعث وفدا يحضر المراسم ويطيب الخواطر.. ويهدِّئ المشاعر.. أما وقد حدث لامبالاة من الجانب الآخر وتقصير.. فهو فى نظرى لا يعدو عن سوء تقدير.. وأرى يا مؤجج المشاعر بالخطب والأشعار.. عدم الانفعال بحجة رد الاعتبار.. فنحن مشهورون بالحكمة.. وكما يقال فى التأنى السلامة وفى العجلة الندامة.. أما الشهيدة مروة الشربينى.. فنسأل الله لها الرحمة والمغفرة.. فلم ينل أحد ما نالته من تكريم.. فلقد سارعنا بالمشاركة فى مظاهرة التشييع.. وتجاوزنا عن الغوغاء الذين رفعوا الشعارات التى تطعن فى موقف حكومة حزب الأغلبية بل حزب الجميع.. وكل ذلك تقديرا لها.. ثم أتنكر أننا كرمناها.. فأطلقنا اسمها على أكبر مدرسة وشارع.. وناد للكبار والطلائع ؟!.. وراح يقول وينشد.. ويبين ويعدد فضل الأيادى البيضاء على الوطن والمواطنين فى الشدة والرخاء.. فتركته وحده فى عالمه الافتراضى.. وهو يذكر ويكرر فى مناقب سادته وصفات حاشيته وأولياء نعمته... وقلت رحم الله شهيدتنا.. وقبلها شهداؤنا فى غزة.. وإن سكت الجميع عن المطالبة بحقهم.. فلن أسكت.. ففى كل منتدى ومجمع.. بعيد أو قريب.. سأرفع صوتى لثقتى بأن هناك من يسمع.. فيجيب.. دون خوف على كُرْسِى.. أو خوفٍ من "سِى.... وسِى...."!!!